kayhan.ir

رمز الخبر: 78448
تأريخ النشر : 2018July06 - 23:13

إيران تخلط أوراق الحرب والسلام وترامب يتجرّع السم في هلسنكي ..!


محمد صادق الحسيني

انتصارنا الاستراتيجي الذي بدأناه في حلب يكتمل في الساعات المقبلة بالوصول لحدود الجولان المحتلّ وانهيار أدوات الحرب بات أمراً محققاً ناهيك عن استعدادنا للصعود والدخول إلى الجولان والجليل الأعلى عند الضرورة!…

ومع ذلك ليست الحرب أبداً على الأبواب ولا قدرة لعدوّنا على خوضها مطلقاً. وهو الأكثر ضعفاً وتقهقراً وتراجعاً من أي وقت مضى رغم ما يتناقله من أنباء :

أميركا تتمنى جرّ دول المنطقة والعالم إلى مواجهة مع إيران، وذلك بمنع دول العالم من شراء النفط الإيراني بقصد خنق اقتصاد طهران وإن أي دولة تقوم بشراء النفط الإيراني ستقوم أميركا بمعاقبتها..!

والرئيس الإيراني يردّ بعنف :

إذا منعتم إيران من تصدير نفطها فسيتمّ منع الآخرين من تصدير نفطهم ومَن لا يريد أن يصدق هذا الكلام فليجرّب !

وأميركا تردّ :

سنجابه إيران وسنحمي واردات النفط من دول الخليج !…

وإيران تردّ :

فلتجرّب أميركا المواجهة مع إيران وسنجعلها تندم!…

فهل نحن أمام سيناريو حرب أميركية إيرانية؟!…

كل هذا لن يحصل بالتأكيد. لسبب بسيط، لكنه مهم جداً وهو أن الإدارة الأميركية غير معنية بالحرب وإن أرادها غيرها لها. فهي غير قادرة على تنفيذ تهديدها للأسباب التالية:

سيرتفع سعر النفط في الأسواق العالمية إلى قرابة الـ 300 دولار، ما سيترتب عليه كارثة اقتصادية عالمية. أول المتضررين منها الولايات المتحدة نفسها. وهي التي أمرت تابعها السعودي لتوّه لزيادة الإنتاج لمنع جزء بسيط من هذا…!

ستندلع حرب ناقلات في المياه الدافئة يتورّط فيها الأميركي. وهو العاجز عن دخولها لعجز أسطوليه البحري والجوي في خوض حروب كهذه في عهد ترامب المنسحب إلى الداخل الأميركي..!

إلى جانب أن ترامب ليس من منظّري الحروب الخارجيه لتفكيك الدول «الشرق أوسطية» وإنما من دعاة إعادة عظمة أميركا. وبالتالي فإنما يهمّه هو تغيير الوجه الداخلي لأميركا لرفع شأنها في العالم وذلك بالعودة إلى مشارب الحزب الجمهوري السياسية. وهذا هو بالضبط معنى شعار ترامب الحالي أميركا فيرست America First ، الذي رفعه ترامب في حملته الانتخابية ولا يزال. إذن هو ضد الحروب الخارجية وما يهمّه هو تأمين الموارد من أجل تطوير الداخل الأميركي …!

فكيف إذا علمت الإدارة الأميركية هذه بأن قرارها هذا إذا ما نفّذ فسيعني إضافة إلى ما تقدّم حصول ما هو أدهى وأمرّ:

– حزب الله يعلن تجهيز 10000 صاروخ سيتمّ إطلاقها على «إسرائيل» ما يجعل أميركا و«إسرائيل» والغرب يندمون…!

– أحزاب المقاومة العراقية تنفّذ تهديداً مفاده :

سنضرب جميع القوات الأميركية في العراق وسنجعلها تغادر العراق قسراً…!

حماس والجهاد الإسلامي ينفّذون ما يتمنّونه :

إذا حصلت مواجهة بين أميركا وإيران فستكون ساعتنا المفضلة لإشعال الجبهة مع العدو الصهيوني من النقب حتى الناقورة …!

الجيش اليمني واللجان الشعبية يقومون بإغلاق مضيق باب المندب وزرعه بمليون لغم بحري ومنع السفن الحربية وناقلات النفط المتجهة لأميركا والغرب من استيراد نفط دول الخليج!…

الحرس الثوري الإيراني ينفذ وعده بإغلاق مضيق هرمز، وذلك بإغراق ناقلة نفط عملاقة فيه ويهدّد بمنع أي بوارج عسكرية أميركية وغيرها من دخول المضيق، ومنع أي ناقلة نفط من الخروج منه!…

الحرس الثوري الإيراني يهدّد دول الخليج من الانسياق وراء الإرهاب الأميركي الصهيوني بأن أي عمل عسكري أميركي إسرائيلي ضد إيران يصدر من أي دولة من دول الجوار، فسيتمّ ضرب جميع المناطق الحيوية فيها بما فيها محطات تحلية المياه ومحطات الكهرباء وانه سيتم تدمير كل ما هو حيوي عندهم !

لذلك ولغيره الكثير، ولأن الأميركي المهزوم يتوجس خيفة من انهيار الجبهة الداخلية للعدو الصهيوني وتعرُّض قاعدته الإمبريالية المتقدمة المزروعة على اليابسة الفلسطينية لخطر التفكك والتصفية أي زوال الكيان المسمّى بـ «إسرائيل»!..

لذلك كله، فإن الرئيس دونالد ترامب سيضطر لتقديم تنازلات مؤلمة لا بد منها للقيصر الروسي في هلسنكي، باعتباره المنتصر الأكبر دولياً في الحرب الكونية على سورية، وباعتباره أي ترامب شارب سم الهزيمة التي لحقت بسلفه أولاً وها هي تسجّل باسمه وهو يلعق السم ذاته في الجنوب السوري المتاخم للجولان العربي السوري المتحرّر قريباً!..

هي السنن الكونية التي تتأكّد مرة أخرى على يد رجال الجيش العربي السوري وحلفائه والقادم أعظم وأكثر مفاجأة. فانتظروا إنّا معكم لمنتظرون. والأمر لنا من قبل ومن بعد…!

بعدنا طيبين قولوا الله.