تحالف الرياض يتهاوى
مهدي منصوري
أكدت المؤشرات ومنذ الوهلة الاولى التي تشكل فيها تحالف الرياض الذي كان هدفه الاساس هو القتل والتدمير ان هذا التحالف لن يكتب له الدوام والاستمرار.
وفعلا اخذ هذا التصور يجد مكانه اليوم وبعد اربع سنوات من العدوان الغادر اذ نرى ان جميع الشركاء الذين سالت لعابهم للمال السعودي الحرام او انهم خدعوا بالتبريرات التي طرحتها الرياض لارتكاب عدوانها وجريمتها بحق الشعب اليمني ادركوا وبعد فوات الاوان انهم وقعوا في فخ الخداع السعودي الذي نصب لهم، ولذلك فان عقد هذا التحالف بدأ ينفرط يوما بعد آخر واخذت الدول تتسلل منه وباستحياء.
وكانت الصدمة الكبرى التي لم تستطع الرياض تحملها هو خروج الامارات المفاجئ والذي كثر الحديث واللغط حول هذا القرار لانه سابق لاوانه ولم يكن بالحسبان.
ولكن والذي لابد من الاشارة والتاكيد عليه هو ان صمود الشعب اليمني وثباته وبهذه الصورة التي اذهلت العالم رغم كل ما سببه العدوان من دمار للانسان والارض قد يكون السبب الاساس في انهيار التحالف السعودي المشؤوم، خاصة بعد ان وصلت فيه ليس فقط الرياض بل كل الداعمين والمحرضين لها على هذا العدوان الغادر الى طريق مسدود، وان الاهداف التي رسمتها في مخيلتها عن هذا البلد قد ذهبت ادراج الرياح، وقد كانت الحديدة وكما اسلفنا في مقال سابق كانت الفاصلة وفعلا فهي كذلك، لان الرياض و واشنطن وتل ابيب وكل الحلفاء مجتمعين ارادوا من الحديدة ان تكون بابا للانتصار على ابناء اليمن وتغيير الاوضاع وبالكيفية التي رسموها في مخيلتهم ولكن جاءت النتائج تماما عكس ماكانوا يتوقعون مما شكل انهيارا كبيرا للتحالف بحيث لم يجد بديلا له سوى الانهيار.
وقد علقت اوساط اعلامية على قرار الامارات بالقول انه "يبدو أن معركة الحديدة قد كشفت عن بدء خريف العلاقات السعودية الإماراتية، على الأقل العسكرية منها، حيث بات يرى الجانبان نفسهما – وطبعاً سائرقوى تحالف العدوان – في ورطة لم يكن يتوقع أحد أن تدوم إلى اليوم، وأن تستنزف معنويات القوى الغازية لليمن بشكل يجعلها تلجأ إلى النقار مع الآخر حول الآمر والمأمور فيما بينهم.
وبالاضافة الى ماتقدم فان المتابعين للعدوان السعودي على اليمن اكدوا ونقلا عن مصادر سعودية "وجود ضغوط خارجية دولية هائلة أجبرت الإمارات على هذا الإعلان بعيداً عن موافقة المملكة العربية السعودية أو عدم موافقتها، ويعزون ذلك لوجود أسرى كبار تابعين لدول مهمة كفرنسا وإسرائيل وبريطانيون وأميركان إضافة إلى قيادات إماراتية والمئات من المرتزقة من جنوب اليمن والسودان، تخشى الدول الغربية من انفضاح أمرهم فيما لو استمرت المعارك وقد يقوم أنصار الله بعرضهم أمام الشاشات ما سيتسبب بانتكاسة وفضيحة دولية قد تطيح بحكومات دول تمنع قوانينها الاشتراك بحروب خارجية من دون الرجوع إلى برلماناتها، الأمر الذي انتهى إلى الضغط على الإمارات المخطط الفعلي والمتبني لهذه المعركة لإيقاف القتال هناك باقل الخسائر".
ويمكن الاشارة ايضا ان خطوة الامارات هذه قد تكون مناورة من اجل التخلص من الوضع الاقتصادي الذي بدأ ينهار داخل الامارات خاصة خروج المستثمرين مع اموالهم، وبذلك تريد ان تتملص من قرار المحكمة الدولية التي ستفرض عليها احكاما قاسية بسبب الدعوى المقامة ضدها من قطر.وتحاول ايضا وبهذا القرار تفادي الوصول الى هذه النهاية المأساوية ، ولكن والملاحظ ان هذه الخطوة
سوف لن تنقذها او تنجيها ولابد لها ان تدفع ضريبة جرائمها بحق الشعب اليمني نقدا وامام العالم.