kayhan.ir

رمز الخبر: 78205
تأريخ النشر : 2018July01 - 20:56

الاجرام الاميركي وتوريط الحلفاء


ما كشف عنه الناطق باسم القوات المسلحة الايرانية العميد ابوالفضل شكارجي بان "سفينة اميركية تحمل مواد كيمياوية رست في احدى الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي، خطوة مريبة وبالغة الخطورة لابد من اطلاع الرأي العام في المنطقة والعالم والمؤسسات الدولية المعنية بحظر مثل هذه الاسلحة والوقوف امام مثل هذه التحركات المشبوهة لاميركا بايفاد سفينتها هذه التي هي اشبه بالقنبلة الموقوتة التي قد تنفجر في اية لحظة وتسبب بوقوع كارثة في احدى موانئ دول المنطقة.

واذا ما تجاوزنا كل ذلك والتداعيات الخطيرة والمحتملة لهذه الخطوة الاميركية التي تبيت بالتاكيد التآمر على الاخرين عبر نقلها الاسلحة الكيمياوية واستخداماتها المحتملة في دول المنطقة والتالي اتهام الانظمة التي تعاديها بذلك كما فعلت عبر اجندتها الارهابيين في سوريا، قد تتكرر .

هناك سؤال اساسي يطرح نفسه اذا لم تكن الولايات المتحدة تبيت لمثل هذه المؤامرات الخبيثة؟ فما الهدف من رحلة هذه السفينة التي اشبه ببرميل بارود؟ هل هي في سفرة سياحية او خارجة للنزهة في موانئ دول الخليج الفارسي؟ ام لها اهداف ستتضح مستقبلا؟

وما اكدته احدى المواقع الغربية "مارين ترافيك" بان هذه السفينة زارت الموانئ البحرينية من قبل وقد رست قبل يومين في ميناء الشعيبة الكويتي دون الكشف عن مهمتها وحضورها في هذه المنطقة.

ايران التي تراقب كل شاردة وواردة في المنطقة تتابع الموقف بدقة ولا تسمح للاعداء الاضرار بها لكن على دول المنطقة ان تكون حذرة من هذه الالاعيب الاميركية القذرة والكارثية في آن واحد والا ستجد نفسها شريكة ومتورطة في المجازر المحتملة التي تخطط لها اميركا خاصة وانها اليوم تعلق جراح هزائمها المتوالية في دول المنطقة ولاسبيل امامها الا الهروب منها لحفظ سلامة قواتها.

وما هو جدير ذكره ان هذه السفينة الاميركية المشبوهة "Ray Cape" قد شوهد من قبل المياه القريبة من العراق وسوريا وهذا ما يزيد من قناعات الجهات المستقلة بالتورط الاميركي في استخدام السلاح الكيمياوي في الدول المنطقة.

التاريخ الاميركي الاجرامي الحافل باستخدام السلاح الكيمياوي والبايولوجي مباشرة او غير مباشرة، تراه ينعق بين فترة واخرى باتهام الدول التي تعاديها باستخدام الاسلحة الكيماوية كورقة ضغط لكنها اليوم وعبر اكتشاف هذه السفينة بانها متلبسة بالجريمة وتملك ايران من الاوراق والمستمسكات ما يثبت ذلك.

واذا ما تجاوزنا الاستخدام الاول والمقيت للسلاح الكيمياوي من قبل المانيا وعلى نطاق واسع في الحرب العالمية الاولى عام 1915 حيث قتلت 150 الف عسكري من القوات المعادية، فان اميركا المجرمة لها النصيب الاكبر في استخدام مثل هذه الاسلحة سواء عبر قصفها لمدينتي هروشيما وناكازاكي اليابانيتين حيث كان الاستخدام الاكثر بشاعة في تاريخ البشرية عندما ذهب ضحية ذلك اكثر من نصف مليون ياباني في غضون ساعات، لكن استخدامها الثاني والمباشر كان في الحرب الفيتنامية التي تركت اثارا مدمرة على هذا البلد. اما مشاركتها غير المباشرة كان في العراق حيث سمحت اميركا لصدام حسين استخدام الكيمياوي في الحرب الظالمة على ايران وحتى ضد مدينة حلبجة العراقية.

اما اننا لا ننسى وفي هذه العجالة ان نعرج على دور الاستعمار البريطاني العجوز في استخدامه للسلاح الكيمياوي في قمعه لثورة العشرين وهذا ما اقره تشرشل بنفسه حين كتب انه "يؤيد بقوة استخدام الغاز السام ضد القبائل غير المتحضرة!!"

ورغم ان هذه الدول تعتبر نفسها متحضرة وتحترم حقوق الانسان وبالطبع على الورق فقط هي من تستخدم على الدوام هذا السلاح المحرم دوليا والتي وقعت عليها عام 1925 باستثناء اميركا واليابان تحت بروتوكول جنيف وهذه كارثة يجب على دول العالم ومؤسساته وقف هذا الانهيار الذي يخاطر بحياة البشرية.