نصر الله: مساعدة المقدسيين بالمال للصمود هو خط الدفاع الأول عن القدس
طهران – كيهان العربي:- اكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على أنه يوماً بعد يوم يتبيّن أهمية أن يكون للقدس يوم، لأن القدس هي حقيقة وجوهر الصراع الذي يدور منذ أكثر من 70 عاماً ورمزه وعنوانه، كما أنها تتعرض لمؤامرات لاسيما نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة وما يُحكى عن "صفقة القرن" التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية.
وفي كلمة له خلال الإحتفال الذي أقامه حزب الله في مارون الراس جنوب لبنان لمناسبة يوم القدس العالمي، أشار السيد نصر الله الى أن الإمام الخميني اختار هذا اليوم ليكون مناسبة تتضامن فيها كل شعوب العالم وهذا الأمر عاد وأكده بعد رحيل الإمام الخميني، سماحة القائد السيد علي الخامنئي بقوة عندما وجّه خطابه باللغة العربية إلى الشباب العربي وطالبهم بأن يشاركوا في تحمل المسؤولية تجاه هذه القضية المقدسة.
ولفت الى أن اختار مارون الراس لاحياء يوم القدس هذا العام مردّه رمزيتين هما القرب من فلسطين وروح التحدي.
ورأى أن مناسبة يوم القدس العالمي تزداد حضوراً وعنفواناً بالرغم من مساعي أعداء القدس لالغاء هذا اليوم ومحاصرته، مشيراً إلى أن الحضور الشعبي الكبير في هذه المناسبة يؤكد اليوم بأنها حيّة بقوّة في ضمائر شعوب العالم.
ونبّه السيد نصر الله من أن القدس اليوم أمام تحديات ثلاثة أولها معركة ألا تعترف دول العالم وألا يستسلموا للقرار الأميركي، فالمطلوب من الدول العربية والإسلامية ألا تنساق إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل".
وأوضح أن التحديين الثاني والثالث يتعلّقان بالديموغرافيا وتغيير الهوية السكانية للمدينة المقدسة، وبمسألة المقدسات في مدينة القدس وبالأخص بيت المقدس والمسجد الأقصى وكل ما هو موجود داخل الحرم القدسي، منوّهاً إلى أن بقاء الفلسطينيين من المسلمين والمسيحيين في المدينة يمنع تغيير هويتها فهم حراس المدينة المقدّسة وهذا أعظم الجهاد الذي يمكن أن يمارسه المقدسيون.
وشدّد السيد نصرالله على وجوب أن يعمد بقية المسلمين في العالم لمساعدة المقدسيين بالمال لكي يصمدوا في المدينة، منتقداً قيام بعض الأثرياء العرب والدول الخليجية من الخونة بشراء بيوت المقدسيين خصوصاً عند أسوار الحرم تحت عنوان أنهم عرب ودفعهم أموالاً طائلة وصلت الى حدّ 20 مليون دولار، وبيعهم هذه العقارات للصهاينة.
وحذّر من أن هناك تحدياً جديداً ايضاً في مواجهة قضية القدس وفلسطين لم نشهده في العالم العربي وبعض دول مجلس التعاون منذ 70 عاماً وهو تقديم تنظير ديني وعقائدي وفلسفي وتاريخي للهزيمة أمام الكيان الصهيوني وهذا التنظير مسؤولة عنه السعودية بالدرجة الأولى ومن بعدها إنتشر إلى الإمارات والبحرين، معتبراً أنه من التزييف لمفاهيم الإسلام ومن السخافة القول بأن "للإسرائيليين" حقاً دينياً وتاريخياً في القدس، لافتاً إلى أنه للأسف جاء من يريد أن يحمي عرشه هنا أو هناك من خلال التسليم لأميركا بموضوع فلسطين والقدس.
واعتبر السيد نصرالله أن ما يحصل في القدس اليوم يشبه فتاوى وعاظ السلاطين في قضية قيادة المرأة للسيارة في السعودية، محمّلاً العلماء ووسائل الإعلام وكل صاحب قلم مسؤولية مواجهة الفكر التحريفي لقضية القدس.
وقال، إنهم يراهنون على إنقلاب الأولويات لدى أجيالنا وهنا تكمن معركتنا لتحصين البيئة الإستراتيجية للمقاومة"، فالغالبية الساحقة من عشرات الآلاف التي تتوجه الى السياج الحدودي هم من الشباب وهذا مؤشر إيجابي.
وبيّن أن صمود الشعب الفلسطيني هو نقطة قوة في معركتنا لأنه أساسي في إفشال مشروع "صفقة القرن"، مشيراً الى أن كل المؤشرات تدل على أن الشعب الفلسطيني يزداد تمسكاً بحقه وهو لن يتنازل عن القضية الفلسطينية ولا عن القدس وحق العودة.
وأبرز تعاظم حركة التضامن مع الفلسطينيين خارج العالم العربي على عكس العالم العربي، فكل بلد عربي يقع تحت سياط المحور الأميركي - الإسرائيلي- السعودي ممنوع أن يتنفس شعبه بأي شيء يتعلّق بفلسطين.
وتوجه نصرالله الى الشعب اليمني قائلاً عندما نتطلع على صنعاء العاصمة الوحيدة التي تخرج بها مظاهرة ضخمة جداً للتضامن مع فلسطين بالرغم من الجوع والمرض والقصف فيعبر هذا عن الايمان الحقيقي، واشار الى ان تظاهرات اليمن نصرة للقدس تستدعي السؤال عن الحق والباطل في العدوان المستمر في اليمن، سائلاً الا يدعو هذا العمل من قبل أهل اليمن أن يعيد البعض النظر فيما يحصل بحق الشعب اليمني، موضحاً انه عندما يخونك العرب ويمزق أولادك العرب تخرج صنعاء والحديدة لتقول من هم العرب الحقيقيين.
وعن تضامن الشعب البحريني مع فلسطين والقدس قال "في البحرين تجد الشعب الذي يقمع وتسحب جنسياته يقوم بالتضامن مع فلسطين أما سلطة البحرين فتذهب للتطبيع مع الكيان "الاسرائيلي" ولفت الى اننا اليوم نحن نتحدث عن محور المقاومة القوي في أجياله وهذه الأجيال لا تراهن على أن تسكت أو تتخلى أو تنسحب من المعركة.
وعن الجمهورية الاسلامية في ايران، قال السيد نصر الله: ما كانت ايران لتواجه كل العداء الأميركي والاسرائيلي والخليجي لو سلمت للمؤامرة ضد فلسطين ولو قال الإمام الخميني أن لا شأن لنا بفلسطين، واوضح انه من الطبيعي أن كل من يعادي إيران أن يجد نفسه قريباً من ’’اسرائيل’’ وهذا اصبح واقعاً
وشدد بالقول: لمن يراهنون على إسقاط النظام في إيران نقول لهم رهاناتكم سراب، في ايران دولة ونظام وشعب في إيران داعمون لمحور المقاومة لفلسطين والقدس وهذه نقطة قوة.
واضاف: من الطبيعي أن كل من يعادي إيران أن يجد نفسه قريباً من إسرائيل وهذا أصبح واقعاً، مشيرا الى أن محور المقاومة اليوم قوي أولاً في أجياله من فلسطين إلى اليمن.