kayhan.ir

رمز الخبر: 76851
تأريخ النشر : 2018June01 - 20:28

دمشق حصرا من ترسم معالم سيادتها


الدعوات التي اطلقتها موسكو على عواهنها مؤخرا سواء عن قصد او غير قصد لخروج غير السوريين من الجنوب السوري، استغلت بشكل مثير ومريب من الجهات الغربية والعربية المعادية لايران وسوريا على ان روسيا ماضية في ترتيب الصفقات مع واشنطن والكيان المحتل لتأمين مصالحها، متخطية بذلك القرار السيادي السوري الذي هو صاحب القرار اولا واخيرا على اراضيه وكذلك التواجد الحليف الايراني الذي هو في تنسيق كامل مع دمشق وبطلب رسمي منها، في وقت كان التحرك الروسي- الايراني على الدوام على قدم وساق لدعم الجيش العربي السوري بهدف بسط نفوذه على اراضيه سواء عبر المصالحات او المعارك التي يخوضها برفقة القوات الحليفة.

الاعلام المعادي والمهزوم الذي طبل على ان تموضع موسكو الجديد هو تحول في السياسة الروسية تجاه ايران والدولة السورية وقوى المقاومة، نسي ان الاتفاق الذي تثيره موسكو مع واشنطن والاردن من اجل سيطرة الحكومة السورية وانهاء تواجد الفصائل المسلحة المدعومة من اميركا والكيان الصهيوني والاردن في منطقة خفض التصعيد الجنوبية، ابرم الصيف الماضي بالتنسيق والتفاهم مع دمشق وطهران على غرار المناطق الاخرى السورية التي خضع فيها المسلحون الى المصالحة وتسليم الاسلحة ومغادرة المناطق التي تواجدوا فيها.

فما طرح من تطبيل وتزييف بهذا الخصوص ليس امرا جديدا خاصة وان اجتماع الجهات الثلاث الروسية والاميركية والاردنية الذي سيعقد الاسبوع القادم في عمان وعلى مستوى معاوني وزراء الخارجية سيفعل هذا الامر لوضع نهاية لهؤلاء المسلحين وان تعذر الامر لم يبق امام الجيش العربي السوري وقوى المقاومة الا ان تطهر هذه الاراضي باللغة التي يفهمونها، وهذا ما تعلمه روسيا قبل غيرها خاصة وان مجيئها الى سوريا جاء بطلب رسمي من حكومتها وان بقاءها رهن بموافقة الدولة السورية لذلك من المستبعد انها تخالف القواعد الدولية او تفرط بعلاقاتها وتواجدها في المنطقة من خلال محاولة فرض وصاية على دمشق او تخطي طهران لاتخاذ قرارات بالنيابة عنها وعن الدولة السورية او ابرام صفقات مع الاميركان او "الاسرائيليين" على حسابهما. وقد سبق لطهران ان اوعزت لموسكو ان اي تفاهم بينها وبين اميركا يجري خلف ظهرها مرفوض اساسا حول الازمة السورية.

واي كانت حسابات موسكو في اطلاقها لتصريحات عائمة حول الجنوب السوري استغلتها اميركا والكيان الصهيوني المرعوب من تواجد الجيش العربي السوري وقوى المقاومة بالقرب من حدود فلسطين المحتلة وتحديد من سيبقى ومن لا يبقى ليس من صلاحية اية جهة كانت وان من يبت بالامر حصرا هي الدولة السورية ورئيسها الشرعي وان الكيان الصهيوني الذي بات يسرح في توهماته ويفبرك السيناريوهات حول تفاهمه مع موسكو بمن يتواجد في الجنوب السوري سيصطدم عاجلا ام اجلا بالحقائق وسيكون وجها لوجه مع الجيش السوري وقوى المقاومة في استعادة الجولان.

ان اجتماع عمان هو اختبار حقيقي لنوايا هذه الاطراف بالضغط على المسلحين لمغادرة الجنوب السوري وعودة هذا الجزء الى حضن الوطن وكذلك تفكيك قاعدة التنف وخروج الاميركيين الذين دخلوا خلسة الى الاراضي السورية وفي غير ذلك فان عمليات التحرير ستنطلق في كل جزء من سوريا وعلى الاميركيين ان يغادروا وسيغادرون كما اكد الرئيس الاسد في مقابلته مؤخرا مع قناة "روسيا اليوم".