مهدي منصوري

الحراك الشعبي الفلسطيني المتمثل بمسيرات العودة المليونية اخذت مأخذها الكبير من تفكير القادة الصهاينة سواء كان العسكريون منهم او السياسيون لان هذه المسيرات ورغم كل اساليب القمع الهمجية التي يستخدمها الجيش الصهيوني اخذت تتعاظم وتتسع بحيث انها لم تشمل الارض الفلسطينية فقط بل اخذت تشكل تهديدا مباشرا للداخل الصهيوني لان ابناء الشعب الفلسطيني قد وصلوا الى الخط الحدودي في غلاف غزة اي الى نقطة حساسة ومهمة للكيان الغاصب.

وبنفس الوقت فان تأثير مسيرات العودة لم يقف عند الارض المحتلة، بل خرج الى نطاق اوسع بحيث انها تركت اثرا كبيرا لدى المنظمات الانسانية والحقوقية والمجتمع الدولي عامة من خلال ارسال رسائل الاحتجاج والتنديد للكيان الصهيوني من ان يوقف اسلوبه الوحشي في التعامل مع الحراك الشعبي الفلسطيني السلمي ووصلت الامور الى المطالبة بتقديم هذا الكيان للمحاكم الجنائية الدولية كونه يرتكب جرائم حرب، ولذا فان الكيان الصهيوني اليوم يعيش حالة من الاختناق بسبب الضغط الداخلي الذي تشكله مسيرات العودة والضغط الخارجي الذي ترسمه المنظمات العالمية وبذلك فانه وكما يقال اصبح بين المطرقة والسندان.

ولما تقدم فلم يتبق لدى هذا الكيان الغاصب ليخرج من ازمته الحالية الا ان يمارس بعض التصرفات الهوجاء لكي يلفت الانظار اليها، وقد كان قصفه بالامس لمواقع المقاومة والذي اسفر عن استشهاد فلسطينيين وجرح اخرين هو من احدى هذه الوسائل.

ولكن الذي غفل عنه الصهاينة ان مثل هذه الاجراءات والاساليب لايمكن ان تفت في عضد حركة المقاومة الشعبية العارمة في فلسطين المحتلة، بل ان الدماء البريئة التي نزفت على هذه الارض ستزيد من صلابة وصمود المقاومة وتوسع مسيرات العودة وتعطيها الحق بتجاوز الخطوط الحمراء لتغير من المعادلة القائمة اليوم وتحبط محاولات الصهاينة بفرض معادلة جديدة، وهو ما أكدته سرايا القدس الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بالقول في بيان لها ردا على العدوان "إن الاحتلال الصهيوني لن يفلح بفرض معادلة جديدة على الشعب الفلسطيني ومقاومته دون رد يؤلمه، وان صراعها مع العدو مفتوح وان المقاومة لديها مايغير أي معادلة يستبيح من خلالها دماء ابناء الشعب الفلسطيني..

وبذلك يمكن القول ان المقاومة الاسلامية الفلسطينية قد اعدت عدتها من اجل مواصلة المواجهة مع العدو الصهيوني وبمختلف الاسالبيب المتاحة حتى تحقق اهدافها باستعادة الارض وتحرير الشعب الفلسطيني من ربقة الاستعباد والاضطهاد.

.