الصحف الأجنبية: دور تخريبي لعبه جون بولتون لإفشال ملف كوريا الشمالية
سيطرت التطورات الأخيرة في ملف العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، على التقارير والمقالات الواردة في الصفحات الأجنبية، حيث أشارت إلى دور مستشار الأمن القومي الاميركي جون بولتون بإلغاء القمة بين الرئيس الأمريكي ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون "Kim Jong Un"، معتبرة ان من شأن هذا القرار ان يضر بعلاقات اميركا مع كل من كوريا الجنوبية والصين.
وفي التفاضيل، أشار موقع "Daily Beast" في تقرير، إلى ان مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون نال مراده بعد ما أعلن ترامب إلغاء القمة مع كيم جونغ اون، والتي كانت مقررة بتاريخ 12 حزيران/يونيو المقبل في سينغافورة، وذكرت ان بولتون عمل منذ اسابيع على رفع سقف التوقعات للقمة إلى درجة مستحيلة.
وتطرق التقرير الى كلام بولتون طوال الفترة الماضية عن "النموذج الليبي"، وهي عبارة تشير إلى عملية نزع السلاح في ليبيا التي حصلت عام 2003. وقال إن "كوريا الشمالية عندما تسمع بذكر "النموذج الليبي" فإنها ترتد"، موضحاً انه العبرة التي تعلمتها بيونغ يانغ من قرار معمر القذافي تفكيك ترسانته، هي ما حصل بعد ثمانية اعوام من عملية "التفكيك"، وشدد على ان كوريا الشمالية كانت عازمة على التمسك باسلحتها النووية تحديداً من اجل تجنب مصير القذافي.
ولفت التقرير إلى ان اللحظة الحاسمة التي ادت إلى إلغاء القمة كانت كلام ترامب الأسبوع الفائت عندما استعان بعبارة بولتون عن "النموذج الليبي"، وذكّر بان ترامب قد هدد بان كوريا الشمالية ستواجه مصير ليبيا في حال عدم التوصل الى اتفاق مع واشنطن. واعتبرت ان هذا التصريح هو بمثابة تهديد علني للاطاحة بنظام كيم جونغ اون "Kim Jong Un” في حال عدم استعداد الاخير لاغلاق برنامج بلاده النووي بالكامل.
اضاف التقرير ان "الخلل" الحاصل داخل إدارة ترامب قبيل القمة التي كانت مرتقبة هو الذي أدى بالنهاية إلى إلغاء القمة.
ترامب يغامر بالغائه القمة مع زعيم كوريا الشمالية
وفي سياق متصل، كتب "David Ignatius" مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، قال فيها ان ترامب اختار مساراً محفوفاً بالمخاطر جراء الرسالة التي وجهها إلى كيم جونغ اون، والتي اعلن فيها إلغاء القمة المرتقبة بين الجانبين.
وأشار الكاتبإلى ان رسالة ترامب قد تؤدي إلى مواجهة جديدة ستضر بالعلاقات الاميركية مع كل من كوريا الجنوبية والصين، اضافة الى استئناف ما أسماه "سياسة حافة الهاوية مع بيونغيانغ".
الكاتب تابع ان توقيت الرسالة سمح لترامب بان يأخذ تنازلات من كيم جونغ اون، دون ان يقدم شيئا في المقابل، مشيراً إلى ان كوريا الشمالية اعلنت قبل ساعات من قرار ترامب، تدمير بعض مواقعها للتجارب النووية، لافتا إلى ان كيم جونغ اون قام قبل اسبوعين بالافراج عن ثلاث "رهائن" اميركيين.
واضاف الكاتب ان قيام ترامب علنا بإلغاء القمة يعني ان كيم جونغ اون قد "خسر ماء وجهه"، وان ذلك كان عملا متعمدا من ترامب. واشار إلى ان هذا العمل يحمل معه اثمانا، وقال ان من بين المخاطر ان يعود كيم جونغ اون الى التجارب النووية.
وأضاف ان القمة التي كانت مرتقبة ما كانت تحمله من إمكانيات لخفض حدة التوتر كانت موضع ترحيب اميركي، وان احد اسباب هذا الترحيب الاميركي هو عدم وجود الكثير من الخيارات العسكرية الجيدة للولايات المتحدة في حال تصعيد النزاع.
واوضح ان رد فعل كوريا الجنوبية على رسالة ترامب هو ايضاً من المخاطر، مذكراً بان الرئيس الكوري الجنوبي "Moon Jae-in" ومستشاريه الاستخباراتيين هم من اداروا العمل الدبلوماسي لترتيب القمة بين واشنطن و بيونيانغ. كما لفت الى ان "Moon" قد زار واشنطن قبل ايام قليلة فقط من اجل حث الادارة الاميركية على العمل الدبلوماسي في ملف كوريا الشمالية.
وقال الكاتب ان كوريا الجنوبية باتت امام عدد من الاسئلة الآن، من بينها : "هل ان توطيد العلاقات بينها وجارتها الشمالية التي توجت بقمة بتاريخ الثامن والعشرين من نيسان/ابريل الماضي سيستمر، وهل سيسير الرئيس الكوري الجنوبي على درب ترامب وان كان ثمن ذلك ارتفاع حدة التوتر بشبه الجزيرة الكورية؟ .
واعتبر الكاتب انه "من شبه المؤكد ان يسعى "Kim" الى الاستفادة من "توتر جديد" بين سيول وواشنطن"، مضيفا ان اي مناورات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية ستصبح مسألة حساسة جداً نتيجة رسالة ترامب.
وختم الكاتب قائلا: في الوقت الذي يعتقد ترامب ان استخدام ورقة الاستثمار الأميركي في كوريا الشمالية قد تعيد "Kim" الى الطاولة، يراهن الزعيم الكوري الشمالي على الصين لتلعب هذا الدور في بلاده.
تصعيد حدة التوتر بين الولايات المتحدة والصين على خلفية ملف بحر الصين الجنوبي
بدوره، نشر موقع "The Atlantic" تقريراً اشار فيه الى ان الولايات المتحدة قامت باستبعاد الصين من مناورات عسكرية لعدد من الدول المطلة على المحيط الهادئ والتي تجري مرتين كل سنة، وذلك بسبب "انتهاك الصين لوعدها" بعدم "عسكرة" جزر "Spratly" في بحر الصين الجنوبي، حسب مزاعم البنتاغون.
واضاف التقرير ان المسؤولين العسكريين الاميركيين قالوا ان لدى الولايات المتحدة ادلة بان الصين قامت بنشر صواريخ مضادة للسفن وانظمة صواريخ ارض جو وتجهيزات اخرى في جزر "Spratly".
التقرير أضاف ان قرار "البنتاغون" تزامن مع زيارة قام بها الدبلوماسي "الاعلى رتبة" في الصين "Wang Yi" إلى واشنطن، وقال ان "Wang" التقى نظيره الاميركي "Mike Pompeo" وبحثا قرار البنتاغون استبعاد الصين من المناورات العسكرية.
ولفت التقرير إلى قاله "Wang" ان بلاده لا تقوم سوى ببناء منشآت مدنية وعسكرية على جزرها في بحر الصين الجنوبي، مؤكدا حق الدفاع عن النفس لدى جميع الدول السيادية. كما اشار التقرير الى ما قاله "Wang" بان هذه الاجراءات التي اتخذتها الصين تشبه التواجد العسكري الاميركي في جزيرة هاواي، وكذلك في جزيرة "غوام".
التقرير تابع ان الصين تتحول إلى قوة موازية للولايات المتحدة في الكثير من المناطق في العام، بما في ذلك اميركا الجنوبية.
وذكر التقرير ان المناورات العسكرية التي استبعدت منها الصين تستمر من تاريخ 27 من حزيران/يونيو حتى 2 آب/اغسطس، وتشارك فيها كل من استراليا و كندا و نيوزلندا و بريطانيا وعددا من الدول الاخرى.
مجموعة صوفان للاستشارات الامنية والاستخباراتية من جهتها، اشارت إلى حالة التصعيد بين الصين والولايات المتحدة، معتبرا ان بكين ترى ان الجزر الواقعة ببحر الصين الجنوبي هي تابعة لها.
و شددت المجموعة ان الصين لن تتخلى عن هذه الجزر مهما كان موقف "المجتمع الدولي"، وقال ان الولايات المتحدة اعربت مراراً عن قلقها ازاء ما تقوم به الصين ببحر الصين الجنوبي، على الرغم من انها ليست في موقع يسمح لها بالقيام باي شيء ملموس ضد الصين.
واشارت إلى ان الرد الاميركي حتى الآن هو تنظيم ما يسمى عمليات "حرية الملاحة" دورية في المياه "المتنازع عليه"، مؤكدة ان ردود فعل الصين على عمليات "حرية الملاحة" هذه آخذة بالتصعيد، ومن ان خطر المواجهة بالتالي يزداد.