أميركا الحمقاء اولا
مهدي منصوري
بدأ ترامب حملته للانتخابات الرئاسية الاميركية بشعار براق ومنمق استعطف فيه ود الاميركيين الا وهو "اميركا اولا"، وبعد فوزه برئاسة الولايات المتحدة أخذ يركز على هذا الشعار الا انه وبعد حين تبين ان ترامب وضع ومن وراء طرحه هذا الشعار خطة لاستعباد الشعوب والدول واستلاب وسرقة اموالها بذرائع مختلفة.
ولذا ومن عايش تصريحات ترامب ولهذه اللحظة يجد انه قد فقد البوصلة واضل الطريق وبصورة جعلته يتصرف كالاهوج الذي لم يحلم في يوم من الايام ان يجلس على كرسي الرئاسة، وكما اعتقدت اوساط سياسية اميركية ان كرسي الرئاسة قد افقده صوابه وبصورة اخذ يتعامل بتلك الروح الاستعلائية وانه لو بقي بهذه الحالة بعد فترة فلن يبقى صديق لاميركا في العالم، لانه لايفهم سوى ارسال لغة التهديدات لهذه الدولة وتلك وكأنه يريد تحقيق مقولة بوش الصغير " من لم يكن معنا فهو ضدنا"، وأثار هذا التصرف الغير متزن لترامب حالة من الضجيج في الداخل الاميركي بحيث وصل الامر ان اقرب مقربيه او الفصيل الذي اختاره من السياسيين ليكونوا قريبين منه قد اربكهم تصرفه بحيث اخذوا ينفكون عنه واحدا بعد الاخر.
وبطبيعة الحال فان دولة مثل اميركا وبما تملكه من امكانيات اقتصادية وسياسية وعسكرية هائلة وكما هو معروف عنها وتمتلك رؤية واضحة بكيفية التعامل مع الدول والشعوب بحيث يحفظ لها هيبتها وتوازنها، الا انه وفي عهد المختل عقليا الذي لم تضبط تصرفاته أي ضابطة تذكر بدأ يأخذ العالم الى المجهول لانه شحذ سيفه ليحارب الجميع ومن دون استثناء.
وقد اثار هذا لتصرف حفيظة اصحاب القرار في اميركا لانهم يدركون ان شعار اميركا اولا قد تحول الى شعار السياسة الحمقاء اولا كما ذكرت بالامس صحيفة الغارديان البريطانية واضافت ايضا انه لا ندري الى متى سيتحمل العالم بقاء انسان فاقد التوازن ومغرور في البيت الابيض، واللافت ان ردود الفعل الغاضبة على سياسة ترامب قد اخذت تزداد من صناع القرار الاميركي والتي جاء آخرها على لسان حون بايدن نائب الرئيس ترامب عندما شن هجوما صاعقا على ترامب في احدى المنتديات السياسية مخاطبا اياه بالقول: "الحزب الجمهوري ليس حزب ابيك، وقد سودت وجهنا امام الامم المتحدة وجعلتنا بلا قيم ولا نفي بالعهود".
وبطبيعة الحال فان صرخة بايدن هذه تعكس مدى المرارة والالم الذي يعاني منه الاميركيون من تصرفات رئيس احمق ليس فقط لا يعي ما يقول، بل انه يتنصل عما صرح بعد لحظات، وفي ظل ما تقدم نستطيع القول ان ترامب المختل عقليا كما اثبتته الفحوصات الطبية وفيما اذا استمر وعلى هذا اللون من السلوك فانه سيدفع بالعالم الى حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر كما اشارت الى ذلك الكثير من مراكز التحليل السياسي والعسكري في العالم.