kayhan.ir

رمز الخبر: 76483
تأريخ النشر : 2018May26 - 19:02

الإطاحة بالمخلافي.. عبرة لمن يعتبر!!


علي الدرواني

حالة من التفكك وعدم الانسجام تعيشها الشرعية الكرتونية، وكالعادة تنعكس هذه الحالة على شكل قرارات تعصف بهذا الكيان الهلامي وتطيح بأبرز عناصرها بين فينة وأخرى.. وهذه المرة أطاح الخائن عبد ربه منصور هادي بعبد الملك المخلافي الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية واستبدله بخالد اليماني .

الاقالات التي يمارسها الخائن هادي بحق اعضاء حكومته ليست جديدة فقد اطاح سابقا برئيس حكومته خالد بحاح، ووزير خارجيته رياض ياسين رغم خدماتهم الكبيرة التي قدموها لتحالف العدوان وتماهيهم مع مشاريعه ضدا على الواضح من مصلحة بلدهم وكرامة وعزة شعبهم .

اطاحة هادي بالمخلافي الذي تخلى في يوم من الأيام عن الثوابت القومية التي لطالما تغنى بها، وادعى الايمان بها، ووصل بواسطتها الى منصب نائب الامين العام للمؤتمر القومي العربي، متناسيا كل الشعارات التي كان يرفعها ويترنم بها مناهضة للرجيعة العربية، حتى انه في يوم من الايام طالب بثورة في العربية السعودية التي اتهمها صراحة ودون مواربة بقتل الرئيس ابراهيم الحمدي حامل لواء القومية في اليمن، كل هذا الانقلاب على تلك الثوابت والشعارات لم يكن له أي مبرر أو مسوغ سوى انه جاء طمعا في موطئ قدم في صفوف العمالة والارتزاق ليحصل من خلاله على فتات من الاموال السعودية والاماراتية لينكشف زيف شعاراته التي لم تكن تتجاوز لسانه.

اقالة المخلافي اتت بعد تصريحات الاخيرة التي تحدث فيها مع محطة "بي بي سي" عن طبيعة الدور الذي تمارسه قوى العدوان السعودي والإماراتي ووصفها بالإشكاليات والتباينات التي لم يعد يستطيع ان ينكرها حد قوله مع الإمارات وتحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية مطالبا بضرورة حلها، وكذلك بعد الرسالة التي قيل ان حكومة الفنادق بعثتها الى مجلس الامن والمتعلقة بالاحتلال الاماراتي لارخبيل سقطرى.

المخلافي الذي استغل منصبه في حكومة الارتزاق للاثراء وتسليم مناصب رفيعة لأولاده وأقاربه.. ولم يشفع له امام قيادة العدوان تفانيه وجهوده المستميتة في حملة التبرير والتغطية على استباحة وتدمير اليمن وحصار شعبها والجرائم الوحشية المرتكبة بحق اهلها نساء واطفالا ليكافأ على عمالته وخيانته بالاستغناء عن خدماته.

وفي هذا الاطار تجدر الاشارة الى ان هادي ليس حرا في قراراته ولا يمتلك الادارة الكافية لاتخاذ مثل هذه القرارات دون ان يحصل على ضوء اخضر من الرياض بل دون ان يتلقى الاوامر منها، وهذه القرارات ليست استثناء، وقد قرئت على انها استرضاء سعودي للامارات ضمن صفقة اتفقت عليها أبو ظبي والرياض فيما يبدو على تقاسم النفوذ، وذلك بعد الضجيج الذي مارسته اطراف في حكومة الفار هادي بإيعاز سعودي أيضا ضد الامارات ودورها الاستعماري لا سيما في سقطرى، من اجل كبح جماح الامارات وتوسعها وزيادة نفوذها ومناطق سيطرتها في الجزر والسواحل اليمنية.

الطريقة التي يتبعها هادي في عزل هذه العناصر تحمل رسالة واضحة وتحذيرا لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد من تلك العناصر المتبقية في مركب العار من أدوات العدوان التي ارخصت نفسها وباعت ضمائرها باقل القليل علهم يدركون انهم لن يكونوا افضل حالا ممن سبقهم، وهاهي دول العدوان تستمر في استبدال ادواتها كما لو انها تتخلص من فضلات باتت عبئا ومنتهية الصلاحية لتأتي بآخرين ربما تجد لديهم الاستعداد للعمل بحماسة اكثر من سابقيهم، لكن لمدة محددة، وهكذا للأسف دون عظة وعبرة من الأدوات الرخيصة، لاسيما المرتزقة الجدد الذين بداو يتقاطرون زرافات ووحدانا الى احضان العدو.