القائد: اذا ماطلت اوروبا سيكون حق ايران محفوظاً في استئناف الانشطة النووية
* الممارسات الاميركية طيلة 4 عقود كانت تستهدف تقويض نظام الجمهورية الاسلامية وقد باءت جميع مؤامراتها بالفشل
* الرئيس الاميركي الحالي لن يكون مصيره افضل من اسلافه من امثال بوش وريغان وسيختفي في طيات التاريخ
* عداوة اميركا لا تتمحور حول القضية النووية بل تريد القضاء على مقومات القدرة في الجمهورية الاسلامية
* اعتراف الامم المتحدة بحق ايران بالتخصيب ليس ناجما عن التفاوض بل سببه تطور ايران في المجال النووي
* على اوروبا ان تتعهد بان لا تطرح قضية البرنامج الصاروخي والنفوذ الاقليمي للجمهورية الاسلامية في ايران
* يجب على اوروبا مواجهة اي حظر ضد ايران وان تتصدى بكل صراحة لاجراءات الحظر الاميركية
* الرئيس روحاني: سماحة قائد الثورة الاسلامية كان الهادي والمرشد للحكومة في جميع القرارات
طهران – كيهان العربي:- اكد قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، أن هزيمة اميركا في القضايا الجارية ستكون قطعية ومؤكدة، مشدداً على استحصال الضمانات الاوروبية من اجل مواصلة الاتفاق النووي.
وشدد سماحة القائد الخامنئي خلال استقباله رؤساء السُلطات الثلاث وجمعا من كبار المسؤولين في المؤسسات الحكومية والعسكرية في البلاد لمناسبة ايام شهر رمضان المبارك، شدد على ضرورة التعامل الصحيح في مواجهة اميركا وتوفير مستلزمات الحركة الاقتصادية في داخل البلاد.
وأكد سماحته ضرورة استحضار التجارب في العلاقات مع الغرب واستحصال الضمانات الاوروبية لمواصلة الاتفاق النووي، معتبرا اداء المسؤولين الايرانيين لمهامهم شرطا اساسيا لالحاق هزيمة حاسمة بالولايات المتحدة الاميركية.
وقال سماحة قائد الثورة الاسلامية: انه منذ بداية الثورة الاسلامية ولحد الآن قامت اميركا بمجموعة من الاعمال العدائية لضرب الجمهورية الاسلامية، ونظمت انواعا مختلفة من الاجراءات السياسية والاقتصادية والعسكرية والدعائية ضد الجمهورية الإسلامية.
واشار سماحته الى ان الممارسات الاميركية كانت تستهدف تقويض نظام الجمهورية الاسلامية، مؤكدا ان جميع هذه المؤامرات باءت بالفشل، ولفت الى ان الجمهورية الاسلامية في ايران في الوقت الحاضر تمضي قدما الى الامام بامتلاكها امكانيات متنوعة،
وقال: لاتساورنا اية شكوك في هزيمة العدو، وكل من لديه اطلاع على المعارف الاسلامية يدرك ذلك. مشيراً الى ان اميركا مثل القط في قصة توم وجيري ستهزم مرة اخرى.
واضاف سماحة القائد: ان الرئيس الاميركي الحالي لن يكون مصيره افضل من اسلافه من امثال بوش والمحافظين الجدد وريغان، وسيختفي في طيات التاريخ.
واكد سماحة قائد الثورة الاسلامية على ضرورة اخذ الدروس والعبر من التجارب السابقة، مضيفا : من جَرّب المُجرّب حَلّت به النّدامة. وتطرق سماحته الى عدة تجارب واجهتها ايران وهي مهمة لاتخاذ القرارات في الوقت الحاضر وايضا بالنسبة للاجيال القادمة:
1- التجربة الاولى هي ان حكومة الجمهورية الاسلامية في ايران لا يمكنها التعامل مع اميركا، لماذا؟ لان اميركا لا تلتزم بتعهداتها، وهذه ليست مختصة بالحكومة الاميركية الحالية وترامب، فالحكومة الاميركية السابقة تحادثت معنا ونقضت الاتفاق بشكل آخر، فهم قد وجهوا التهديدات وكذلك لم يفوا بتعهداتهم، وهذا جواب الذين قالوا مرارا لماذا لا تتفاوض ايران مع اميركا.
2- التجربة الثانية هو عمق العداء الاميركي لايران، فعداوة اميركا لا تتمحور حول القضية النووية بل هي اوسع من ذلك، فنظامنا ناهض ولا يأبه لاميركا، ويرفع راية الاسلام، فاميركا تعارض بشدة مثل هذا النظام، وتريد القضاء على مقومات القدرة في الجمهورية الاسلامية.
3- التجربة الثالثة هو المرونة امام هذا العدو لن تبطئ نصله، لكنها ستجعله اكثر وقاحة، فبوش الثاني وفي مواجهة مرونة الحكومة (الايرانية) آنذاك، اطلق عليها تسمية محور الشر، معتبرا ان اسلوب المرونة لايقلل من عداء اميركا لايران.
4- التجربة الرابعة ان الصمود في مواجهة اميركا سيجبرها على التراجع، فاعتراف الامم المتحدة بحق ايران بالتخصيب ليس ناجما عن التفاوض، بل سببه تطور ايران في المجال النووي، لذلك قبلوا بذلك مرغمين.
5- التجربة الخامسة هي تجربة مماشاة اوروبا لاميركا في القضايا المهمة، ليست لدينا مشكلة مع اوروبا لكن هذه البلدان الثلاثة (بريطانيا وفرنسا والمانيا) اثبتت انها تؤيد اميركا في القضايا الاكثر حساسية، فالحركة القبيحة التي قامت بها فرنسا بلعب دور الشرطي السيئ في المفاوضات النووية والعراقيل التي وضعها الانجليز امام انتاج الكعكة الصفراء هما من هذه الحالات.
6- التجربة السادسة، عدم ربط قضايا البلاد بالاتفاق النووي والقضايا الخارجية، لذلك ينبغي عدم ربط قضايا البلاد بأمور خارجة عن صلاحيتنا.
واكد سماحة القائد الخامنئي على ضرورة عدم الوقوع في نفس الخطأ مرة اخرى، والاستفادة من التجارب السابقة، محذرا من ان اوروبا لن تعارض اميركا في قضية الاتفاق النووي.
واعلن سماحته شروط الجمهورية الاسلامية في ايران لمواصلة الاتفاق النووي مع اوروبا:
1- البلدان الاوروبية الثلاثة نكثوا بتعهداتهم قبل نحو 14 عاما في المفاوضات النووية التي جرت عامي 2004 و2005، ولم يفوا بوعودهم، يجب ان يثبتوا اليوم أنهم لن يكونوا غير أمناء وناقضي عهود، في العامين الماضيين نقضت اميركا الاتفاق النووي مرارا والتزم الاوروبيون الصمت، يجب على اوروبا التعويض عن صمتها.
2- امريكا نقضت القرار رقم 2231، لذا يجب على اوروبا ان تصدر قرارا يدين نقض اميركا.
3- يجب على اوروبا ان تتعهد بان لاتطرح قضية البرنامج الصاروخي والنفوذ الاقليمي للجمهورية الاسلامية في ايران.
4- يجب على اوروبا مواجهة اي حظر ضد الجمهورية الاسلامية في ايران وان تتصدى بكل صراحة لاجراءات الحظر الاميركية.
5- يجب على اوروبا ضمان مبيعات النفط الايراني بشكل كامل، بحيث اذا اراد الاميركان توجيه ضربة الى مبيعات النفط الايراني، ينبغي ان نتمكن من بيع كميات النفط التي نريدها، ويجب على الاوروبيين التعويض بشكل مضمون وشراء النفط الايراني.
6- على المصارف الاوروبية ضمان المعاملات التجارية مع الجمهورية الاسلامية في ايران، ليست لدينا مشكلة مع الدول الاوروبية الثلاث، لكن ليست لدينا ثقة بها، وذلك بسبب ماضيهم.
7- اذا تقاعس الاوروبيون في الاستجابة لمطالبنا، فايران تحتفظ بحق استئناف الانشطة النووية، وعندما نرى ان الاتفاق النووي عديم الفائدة، فاحدى الطرق هو العودة لاستئناف الانشطة المعطلة.
وخلال لقائه وكبار مسؤولي الدولة مع قائد الثورة الاسلامية ، اعتبر رئيس الجمهورية الدكتور حسن روحاني شهر رمضان المبارك شهر الرحمة الالهية والمقاومة وقال، انه وعلى مدى الاعوام الاربعين الماضية ادى الشعب اختباره جيدا وحرس النظام والثورة والبلاد والمصالح الوطنية في جميع المنعطفات.
واشار الرئيس روحاني، الى مقاومة الشعب امام الضغوط الخارجية خلال الاعوام الاخيرة وقال، ان ما يقوله قادة الادارة الاميركية اليوم ليس بجديد على الشعب الايراني لان هذه التصريحات بالية وتعود الى 40 عاما.
واضاف، انه ازاء خروج اميركا من الاتفاق النووي عارضت جميع الدول هذه الخطوة ما عدا الكيان الصهيوني وعدد قليل من الدول الصغيرة وهو ما يعني انتصار ايران في الساحة السياسية والقانونية.
واوضح الرئيس روحاني بان سماحة قائد الثورة الاسلامية كان الهادي والمرشد للحكومة في جميع القرارات وقال، نحن الان نجري محادثات مع الدول الخمس في الاتفاق النووي ورغم انها تعتبر نفسها في الكلام والبيانات السياسية ملتزمة بالاتفاق النووي ولكن ينبغي ان نرى كيف يمكنها العمل على ارض الواقع.
واعلن سيلتقي نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والصيني 'شي جين بينغ' ويجري كذلك اتصالات مع رؤساء الدول الاوروبية الثلاث (المانيا وبريطانيا وفرنسا) في غضون الاسابيع القادمة.
واضاف، انه لو تمكنت هذه الدول الخمس من ضمان مصالحنا الاقتصادية في الاتفاق النووي فسنواصل الاتفاق من دون اميركا ودون ذلك سنتخذ القرار اللازم وستتم ادارة البلاد جيدا بالاتفاق النووي او بدونه.
واعتبر ان الاجراءات الاميركية الاخيرة ادت للمزيد من توحد صوت الشعب الايراني العظيم وتلاحمه واضاف، اننا لا يساورنا اي شك بانه في ضوء وقوف الشعب الايراني الموحد خلف قائد الثورة الاسلامية فلا قوة يمكنها اركاع هذا الشعب العظيم.
واشار الى الحظر الاميركي الذي فرض على ايران قبل اعوام واعتبر ظروف البلاد اليوم بانها تختلف عن ظروف تلك الفترة واضاف، ان الظروف الدولية اليوم مختلفة اذ ان اميركا اصبحت في عزلة فيما تتم الاشادة بالجمهورية الاسلامية الايرانية من قبل الرأي العام العالمي كدولة قانون وسلام ودولة تفي بعهدها.
واستعرض الرئيس روحاني اوضاع البلاد الاقتصادية وقال، ان الاعتماد على النفط اصبح الان اقل من الماضي علما بان عائدات البلاد من صادرات السلع غير النفطية ارتفعت خلال الشهرين الاولين من العام (الايراني) الحالي بنسبة 28.5 بالمائة وهو ما يعني ان الشعب والمراكز الاقتصادية يواصلون سيرهم في سياق الاقتصاد المقاوم جيدا.
واوضح بان هذه العائدات شهدت فائضا تجاريا وقال، ان التضخم كان خلال هذه الفترة احادي الرقم وسوق الرساميل ارتفع بنحو 3 اضعاف مقارنة مع العام 2013 .
وصرح بان البلاد الان ليست في حاجة الى واردات زيت الغاز (السولار) وقال، اننا يمكننا ان نحقق الاكتفاء الذاتي في انتاج البنزين حتى نهاية العام الجاري.
ولفت الى انه تم خلال فترة الحكومة الحادية عشرة السابقة والثانية عشرة الحالية تدشين 11 مرحلة في حقل 'بارس الجنوبي' للغاز وسيتم حتى نهاية العام الجاري (العام الايراني ينتهي في 20 اذار/مارس 2019)، تدشين 4 مراحل اخرى في هذا الحقل.
واعلن بان ايران اليوم مكتفية ذاتيا كما في العامين الماضيين وتتحرك في مجال الكثير من السلع الاخرى نحو الاكتفاء الذاتي واضاف، ان اجراءات الحظر والضغوط لم ولن تؤثر على خطط العام الجاري والاعوام القادمة وليكن الشعب على ثقة بان ادارة البلاد ستمضي جيدا مهما كانت الظروف.
واشار الى قضية العملة الصعبة قائلا، ربما تصور الاميركيون بان نقطة الضعف لدينا هي قضية العملة الصعبة والفوضى في سوق العملة الا اننا توقعنا هذا الامر منذ شهور لذا فقد اتخذنا الخطط اللازمة لاي ظروف كانت حتى من دون الاتفاق النووي وسيتم توفير العملة الصعبة للمواطنين مهما كانت الظروف.
واكد بان الشعب الايراني يمضي الان في نهجه الثوري والديني والوطني وسيحقق الانتصار بفضل الله بصبره وصموده وتقواه ولاشك ان الانتصار النهائي سيكون حليف هذا الشعب.