نصر الله: يتم الضغط المتواصل على ايران كداعم أساسي للمقاومة في لبنان والمنطقة
* عيد المقاومة والتحرير يشكل محطة انسانية وجهادية ووطنية مهمة جدا مليئة بالدروس والعبر ويمكن الاتكاء عليها للحاضر والمستقبل
* العقوبات الأميركية الجديدة تأتي في سياق مسار أميركي خليجي للانتقام من داعمي المقاومة في أوروبا وافريقيا
* أميركا لا ترى حلفاءها إلا مرتزقة ولا ترى الناس إلا من خلال الدولار ولا يؤمنوا بالعقيدة والوطنية
* عندما يواجهون مقاومة شعبية وثقافة شعبية لن يستطيعوا إلحاق الهزائم بها بل ستكون معاركهم خاسرة
طهران – كيهان العربي:- أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وجوب أن تحظى مناسبة "يوم القدس" هذا العام باهتمام كبير على جميع المستويات نظراً لما تمر به مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة، خاصة بعد قرار ترامب الإعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني المحتل وقراره نقل السفارة الأميركية الى القدس المحتلة، ولمواكبة "مسيرات العودة" في غزة والتضحيات الجسام التي يقدمها أهل فلسطين، معرباً عن أمله من كل المؤمنين بقضية القدس أن يكون يوم القدس الاتي موضع عنايتهم واهتمامهم.
ورأى السيد نصر الله في كلمة له بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، رأى أن هذه الذكرى تشكّل محطة انسانية وجهادية ووطنية مهمة جدا مليئة بالدروس والعبر ويمكن الاتكاء عليها للحاضر والمستقبل، معتبراً بأن المقاومين الابطال والشهداء والجرحى والاسرى الذين تحرروا وعموم الناس والجيش اللبناني والقوى الامنية وفصائل المقاومة والجيش السوري هم اصحاب الفضل بهذا الانجاز، فضلاً عن مساعدة سوريا والجمهورية الاسلامية في ايران في مقابل خذلان العالم.
وقال: عندما نتوجه في هذا العيد الى شعبنا بالتهنئة والتبريك نشكر اولا الله الذي منّ علينا بهذا النصر العزيز والكبير، وبعد الله يجب ان نستحضر اصحاب الفضل بالدرجة الاولى المقاومون المجاهدون المضحون الذين اخذوا على عاتقهم منذ البداية الذهاب الى مقاومة الاحتلال وتركوا حياتهم وعاشوا في التلال والوديان وفي الغربة والخوف وبذلوا كل جهد لدحر هذا الاحتلال، بعضهم قضوا شهداء والبعض بقي على قيد الحياة.
ونوّه الى أن الانتصار له بعد إلهي وإنساني وأخلاقي وكانت المقاومة صامدة وثابتة في المواجهات الكبرى، مبيّناً بأن إمكانيات المقاومة منذ عام 1982 حتى عام 2000 كانت متواضعة جداً سواء في العدد أو التجهيز.
ورأى نصر الله أن هذا النصر اعطاه الله لأهل المقاومة لما قدموه من تضحيات، ولأن أهلنا وشعبنا والمقاومون أثبتوا بأنهم يليقون بالنصر، مشيراً في المقابل إلى أن تجربة الانتصار أظهرت بأن العدو فقد الثقة بنفسه وبجيشه متخلياً حتى عن عملائه.
وفي موضوع الحصار الأميركي - الخليجي على المقاومة في لبنان وفلسطين من خلال اشكال مختلفة منها لوائح الارهاب، أكد أن هذا الحصار ليس بجديد، معتبراً أن المؤذي في العقوبات الأميركية الجديدة هو المسّ بالناس، مشدداً على أن الدولة اللبنانية مسؤولة أمام المواطنين الذين طالتهم العقوبات الأميركية الجديدة.
ونبّه من أن العقوبات الأميركية الجديدة تأتي في سياق مسار أميركي خليجي للانتقام من داعمي المقاومة في أوروبا وافريقيا، مشيراً إلى أن من أهداف هذه العقوبات الضغط على البيئة الحاضنة للمقاومة وبشكل مباشر والضغط على الأصدقاء والحلفاء وقطع مصادر التمويل للمقاومة في لبنان.
ولفت نصر الله الى أن الضغط المتواصل على ايران يأتي لكونها داعم أساسي للمقاومة في لبنان والمنطقة، مبيّناً أن هذه الضغوط تهدف لوقف مساعدات الجمهورية الإسلامية في ايران للمقاومة، وللضغط على كل الجهات الداعمة لحركات المقاومة وعوائل الشهداء والجرحى.
وقال إنه عندما نهزم "إسرائيل" ونقف في مواجهة المشاريع الأميركية ونساهم في اسقاطها ونرفض الهيمنة الأميركية والاسرائيلية ونطالب بالسيادة والقرار المستقل فمن الطبيعي أن يرانا العدو تهديد، ولذلك فإن المسألة الأساسية في المواجهة هو تعطيل هدف المس بارادتنا وعزمنا وتصميمنا وثباتنا.
واضاف: هم جربوا أن القتل والمجازر والتهجير لم يمس بارادتنا وعزمنا ولن تقدم هذه التهديدات ولن تؤخر، منوّهاً إلى أن أميركا لا ترى حلفاءها إلا مرتزقة ولا ترى الناس إلا من خلال الدولار ولا يؤمنوا بالعقيدة والوطنية.
وجزم السيد نصر الله بأنه في أسوأ الأحوال لو استطاعت هذه العقوبات أن تقطع الأموال عن المقاومة فإن ذلك لن يؤثر لأننا لسنا مرتزقة بل أصحاب قضية، فعندما يواجهون مقاومة شعبية وثقافة شعبية لن يستطيعوا إلحاق الهزائم بها بل ستكون معاركهم خاسرة.
وشدّد على أن لا علاقة سياسية لحزب الله مع "البوليساريو" وليس هناك أي تواصل بين الجانبين، كاشفاً عن أن وزير خارجية المغرب ذهب الى ايران وقدم ملفاً لوزير الخارجية الايراني حول البوليساريو لكنه في الحقيقة لم يقدم حتى دليل واحد على وجود علاقة بين حزب الله والبوليساريو.