طهران/كيهان العربي: ووجهت تصريحات "مايك بومبيو" وزير خارجية اميركا بانتقادات شديدة من قبل وسائل الاعلام الغربية. وفي هذا السياق ذكرت وكالت CNN، ان حديث بومبيو عزز من مواقف المرشد الايراني بخصوص اميركا.

وتناولت CNN كلام "بومبيو" حول الستراتيجية الجديدة لواشنطن حيال ايران فقالت : ان ستراتيجية وزير خارجية اميركا الجديدة حيال ايران، تنبع من اوهام وليست مطابقة مع الواقع.

وشددت CNN على ان كلام بومبيو كان سليما في جانب واحد، وهو اقرار لمواقف الزعيم الايراني حين يخاطب شعبه بان اميركا بصدد شن حرب على ايران.

بدورها ذكرت "فارين بوليسي" بهذا المجال، ان مشروع بومبيو حول ايران مجرد اوهام لا غير. فيما كان "ترامب" يدعي امتلاكه ستراتيجية حيال ما اعتبره تهديد ايران للمنطقة لاسيما لاسرائيل والسعودية، والسؤال هو: ما هي هذه الستراتيجية؟ فالوزير الاميركي يقول، ان اميركا ستضغط ماليا على ايران وعلى زعماء ايران ان لا يشككوا في جديتنا.

وينبغي القول، ان هذه ستراتيجية لآمال مبتنية على هذا الوهم بان ادارة ترامب يمكنها ان تخضع دول العالم باعمال عقوبات اشد من العقوبات التي فرضت عام 2009 الى 2012.

والحقيقة ان فريق ترامب لايملك مشروعا او ستراتيجية لاجبار ايران القيام بما تريده اميركا. كما ولايتمكن البيت الابيض ان تفرض على اوروبا التماهي مع مجال اعمال ضغوط مالية غير مسبوقة على ايران. فيما لا تسمح الظروف لتتخلى اوروبا عن الاتفاق النووي.

ان كلام بومبيو حول ايران اظهر مدى سذاجة ادارة ترامب. فبدل ان يتطرق بومبيو الى خارطة طريق في الكواليس مع الحلفاء لاميركا قدم طرحا بـ 12 مادة يشدد على دور ايران في زعزعة استقرار المنطقة.

بدورها قالت مديرة معهد "رند" لسياسة الشرق الاوسط العامة "داليا داسا كاي"؛ ان روسية والصين وحتى الاتحاد الاوروبي لا يسنجمون والطرح الاميركي الجديد، وبذلك ستنعزل اميركا بشكل كامل.

واجابت "داليا" على تساؤل طرحته CNN وهو: ان بومبيو لم يبين في كلامه ان اعمال عقوبات من جانب واحد ضد ايران يمكن ان تكون اكثر تاثيرا من العقوبات الدولية العامة؟

قائلة: ان وزير خارجية اميركا قد وعد ان تكون العقوبات الاميركية الاقوى في سياق العقوبات التي فرضت على ايران الى الان وهي اقوى من العقوبات الجماعية الماضية. الا ان المشكلة تكمن في ان روسية والصين وحتى اوروبا لا ينسجمون مع هذا المشروع وهو ما يؤدي الى عزل اميركا.

عضو الكونغرس الاميركي "اليوت انغل" صرح في رد على اعلان وزير خارجية اميركا قائلا: ان هذه الستراتيجية ستتسبب في عزل اميركا.

والمشكلة تكمن في ان اميركا في وقف اضعف من ان تتمكن اتخاذ سلوكا هجوميا ضد ايران. مضيفا: كان لاميركا ضمن اطار الاتفاق النووي ان تتخذ اتحادا دوليا وتزيد الضغوط على ايران لتتم السيطرة على سلوكياتها.

وفي اشارة الى خروج اميركا من الاتفاق شدد انغل بالقول: الآن عملت اميركاعلى عزل نفسها.واحرجت الحلفاء وضيعت الفرصة لتغيير الوضع بخصوص المسائل المتعلقة بايران.

موقع "واشنطن بوست" بدوره قال ان مايك بومبيو وفي اول خطاب له مساء الاثنين في مركز "هيريتاج فاونديشن" حاول ارسال رسالة الى الشعب الايراني وزعماء هذا البلد. حيث طالب ايران ايقاف برنامجها النووي وان تنهي من تواجدها في دول المنطقة وان توقف تخصيب اليورانيوم بشكل كامل، وتحرير الاميركان المختطفين. وكل تلك التوقعات تتعارض والواقع الخارجي.

فيما كتبت "نيويورك تايمز"، انه منذ الثلاثاء قبل الماضي حين اعلن ترامب انسحاب اميركا من الاتفاق النووي، سؤال يطرح نفسه، حتى اجاب "بومبيو" عليه يوم الاثنين، وتبين ما الذي تريده ادارة ترامب من ايران الا وهو الكابيتولاسيون اي التسليم.

واستطرد كاتب المقال "كارول جياكومو" بالقول: لقد كان لوزير خارجية اميركا "بومبيو" وفي مركز "هيريتاج" الذي يشرف عليه المحافظون خطابا حول ايران، مصرحا انه اذا لم توقف ايران تخصيب اليورانيوم وتستمر في صناعة صواريخ برؤوس نووية وتدعم حزب الله والحوثيين والقوات الايرانية في سورية، فان الادارة الاميركية ستعمل كل قدرتها الاقتصادية والعسكرية ضد ايران.