مهدي منصوري

أصبحت مسيرات العودة وبتعاظمها وسعة مساحتها كابوسا خانقا للكيان الغاصب للقدس بحيث عجزت كل الوسائل الاجرامية التي استخدمها من أجل اخماد او اسكات اوعلى اقل التقادير اضعاف هذه المسيرات ليس فقط باءت بالفشل بل وضعت نتنياهو وعصابته في مواجهة مع العالم مما شكل الامر انتصارا كبيرا للمقاومة والذي اعترفت بذلك اوساط سياسية وعسكرية صهيونية بالامس القريب.

والملاحظ ان المقاومة الباسلة لن تقف عند حد هذه التظاهرات بل نقلت المعركة الى الداخل الصهيوني وذلك من خلال ابتكار جديد لم يعهده الصهاينة المجرمون والذي اضاف الى كابوس المسيرات كابوسا جديدا آخر خانقا ومرعبا بحيث أحال حياة المستوطنين الصهاينة الى حالة من القلق والخوف المستديم. وتمثل هذا الكابوس الجديد الخانق للمقاومة هو ارسال الطائرات الورقية الحارقة.

وقد بدى القلق الصهيوني على صفحات وسائل الاعلام العبرية حيث ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت "ان المئات من تلك الطائرات وصلت "اسرائيل" وتسببت باشعال النيران بالاف الدونمات من الحقول الزراعية مما تسبب بخسائر اقتصادية فادحة ناهيك عن تحول حياة مستوطني غلاف غزة الى كابوس".

واما القناة العاشرة العبرية فقد اكدت ان "اثر الطائرات الحارقة التي يطلقها الشبان الفلسطينيون من قطاع غزة على مستوطنين غلاف غزة وكيف تحولت هذه الاداة البسيطة الى اداة حارقة واصبحت تشكل مصدر قلق وازعاج دائم للمستوطنين فضلا عن الخسائر الباهظة التي تكبدها مزارعو الغلاف"، اذن مما تقدم يعكس ان المقاومة الاسلامية الفلسطينية تبتكر يوما بعد آخر سلاحا جديدا تستطيع فيه ان تبقي حالة الارباك والقلق في الداخل الفلسطيني مستمرا فضلا عن مسيرات العودة المليونية التي اخذت تشكل حالة من الارباك للجيش الصهيوني لانه رغم تحشيد كل مالديه والاستخدام المفرط للقوة والذي اثار حفيظة المنظمات الانسانية والحقوقية والدولية التي طالبت المجتمع الدولي للتدخل المباشر باصدار قرار لمثول الكيان الصهيوني امام المحاكم الجنائية الدولية لان ما يقوم به يقع ضمن الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني مع سبق الاصرار.

واخيرا فان المقاومة الفلسطينية الباسلة قد وضعت قدمها في الاستمرار بكل ما يتاح لها من وسائل وما تبتدعه عقولهم من اجل ايذاء العدو المجرم وزرع حالة الخوف والقلق المستديم لينهار من داخله، وما الطائرات الورقية الحارقة الا وسيلة جديدة قد تتبعها وسائل اخرى اكثر ايلاما لقطعان مستوطنيه المجرمين.