قدر إيران مواجهة الصلف الأمريكي
محفوظ الجيلاني
لا خيار أمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلا مواجهة الغطرسة الأمريكية، ولا بديل أمام المفاوض الايراني الا المزيد من الوعي والإدراك بطبيعة العدو الامريكي المتربص بالشعوب الحرة والمتأهب دوما لإعاقة تقدمها وتطورها عبر اختلاقه لازمات وافتعاله لصراعات هنا وهناك.
تدرك الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكل الشعوب الحرة التي اكتوت بنار الولايات المتحدة ان كل سياسيي هذا البلد جُبلوا على المكر والغدر والخداع وبنوا سياساتهم وبرامجهم الانتخابية على الحروب والتخريب وتفجير الصراعات في شتى بقاع العالم حتى تكتوى الشعوب بنيران الحروب وتنشغل في نزاعات ومعارك جانبية عن معركتها الحقيقية والمصيرية المتعلقة بالتنمية والبناء وتحقيق الرفاه لشعوبها.
وتُعرف الكل الخيوط العدوانية التي تربط بين نخبة امريكا وقادة الكيان الصهيوني وما يجمع بينهما من قواسم مشتركة في حب السيطرة والتسلط. ولعل التماهي والتشابك بينهما في ظل ادارة ترامب يفضح زيف شعارات الدولة الامريكية وتحضرها وهي التي أوهمت الرأي العام العالمي بأنها واحة الديمقراطية والراعي الأول لحقوق الانسان والشعوب، لكن حقيقة الأمر أبعد مما تصوره أمريكا عن نفسها من زيف وكذب.
إن عداء أمريكا لايران متأصل وهو راسخ في الوجدان الأمريكي المتصهين لسبب بسيط وهو أن ايران الجمهورية والثورة أخذت على عاتقها قضية فلسطين وجعلت من الأقصى ومظلومية الشعب الفلسطيني قضية الشعب الايراني الاولى ولم تبخل بشيء من أجل صموده ودعم مقاومة أبنائه.
لذا، ليس غريباً أن تفتعل المؤسسة الامريكية الازمات مع ايران وان تقود بدعم وتحريض من اللوبي الصهيوني ومن قادة الكيان أنفسهم ومن يراهن عليهم من "العرب" حملات الزيف والتشويه بحق ايران. الغريب ان يكون بين بني جلدتنا من تسول له نفسه التواطؤ مع العدو ضد ايران وان يُسخر اعلامه وادواته الجبارة لتسويق الدعايات الصهيونية بحق ايران. بل ان يطل بعضهم في موقف مخز ومشين ليبرر للعدو عدوانه ويدافع عن جرائمه بحق دول المنطقة.
ان كل التناقضات المفتعلة بين إيران ومحيطها العربي والتي تروج لها الولايات المتحدة ومن يحتمي بها في المنطقة لا تملك أساساً من منطق ولا تستقيم أمام الوقائع على الأرض. فمصالح الجمهورية الإسلامية ومنذ شروق ثورتها الإسلامية المباركة ارتبطت بمصالح العرب وقضاياهم. وأولها فلسطين المحتلة ومواجهة العدوانية الصهيونية.
لقد قدمت ايران الكثير للأمة العربية، ولك أن تسأل المقاوم الفلسطيني ليحدثك حديث الخبير عن الدعم السخي الذي لم تبخل به ايران يوما من أجل عزة المقاوم الفلسطيني وكرامته . ولك ان تسأل الاهل في سوريا والعراق كم كان الدعم الايراني السخي حاضرا مع أبناء هذين البلدين العربيين حيث كادا ان يقعا فريسة للارهاب التكفيري الموجه امريكيا. فلولا التضحيات الإيرانية الغالية لما استطاع هذان البلدان دحر موجات الارهاب التكفيري الاعمى ولما راينا وسمعنا هذا الصراخ الصهيوني المتعالي حول الوجود الايراني في سوريا والمنطقة الذي كسر التوازن وأربك حسابات الاعداء.
اليوم بعد أن أحبطت الجمهورية الاسلامية الايرانية ومحورها المقاوم كل المشاريع الأمريكية وافشلت كل المخططات التي كانت تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية واطلاق اليد للكيان الصهيوني للعبث بأمن المنطقة ياتي تملص الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع ايران ليكون ذريعة لادارة اترامب لتصفية حساباته مع الشعب الايراني العظيم، لكن الشعب الإيراني بقدراته العسكرية والاقتصادية واصدقائه الاوفياء في المنطقة يستطيع ردع غطرسة امريكا وصلفها ورد جنوحها للقوة وشريعة الغاب .