حكومة لبنان المقبلة بين المطرقة الأميركية والسندان الخليجي!
قالت مصادر نيابية ان تحولا ما يبدو في الافق يمهد لتراجع موجة التفاؤل بإتفاقات حول الاستحقاقات القادمة المتمثّلة بانتخاب رئيس المجلس النيابي ونائبه وبتكليف سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة، وتجسد هذا التراجع بالعقوبات الاقتصادية الاميركية والخليجية على قادة حزب الله، وفي طليعتهم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
وتشير هذه المصادر الى ان هذه العقوبات لا تؤثر في حياة هؤلاء ولا في عملهم الحزبي، لان حزب الله خارج النظام المصرفي اللبناني والدولي، كما ان قادته لا يملكون اي أصول في الخارج، وبالتالي فان اثر هذه العقوبات سياسي والمستهدف الحزب ومحور المقاومة.
وتعتقد المصادر ان اعادة انتخاب نبيه بري لرئاسة المجلس النيابي امر مفروغ منه، لكن الأجواء والمعطيات التي كانت سائدة بأن النائب إيلي الفرزلي سينتخب لنيابة رئاسة المجلس تراجعت مع اعلان القوات اللبنانية وبموافقة سعد الحريري الضمنيّة عن ترشيح النائب المنتخب أنيس نصار لهذا المنصب.
وتعتقد هذه المصادر انه اذا ما سارت الامور في اتجاه الخروج عن التوافق الذي لا يزال يؤمن الاستقرار في لبنان، وتخلى الرئيس سعد الحريري عن ربط النزاع مع حزب الله حتى في الملفات الاستراتيجية، فانه بالرغم من اعلان بري انه سيسمي الحريري لتشكيل الحكومة، ستتعقد عملية التأليف وربما تؤدي الى اعتذاره، لانه لن يكون قادرًا على تلبية مطالب الحزب السياسية، كالانفتاح على سوريا على سبيل المثال لحل المشاكل الاقتصادية ومشكلة النازحين السوريين، كما انه لا يستطيع تشكيل الحكومة من دون مشاركة حزب الله، الذي أصبح له حضور نيابي مؤثر، ويحظى بدعم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والتيار الوطني الحر.
وتابعت المصادر، اذا كان الهدف الاميركي والخليجي من هذه العقوبات افشال مهمة الحريري في التشكيل عبر توجهات سياسية ليس باستطاعته مجاراتها وهذا ما حذّر منه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فهذا يعني انها تدفع بتكليف شخصية سنيّة حليفة للحزب وتشكيل حكومة من هذا الفريق خاصة وانه يستطيع تأمين الثقة للحكومة في المجلس النيابي، وهذا الاحتمال سيدفع بالجهات التي فرضت هذه العقوبات بالضغط على لبنان وربما مقاطعته، وهذا سيرتد سلبا على كل اللبنانيين.
وترى المصادر أنّ كلاًّ من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري تطرقا الى مثل هذه الاحتمالات، حيث ان قرارات واشنطن ودول الخليج (الفارسي) قد وصلت إليهما قبل الإعلان عنها رسميا، وسيعملان وسيتعاونان لإجهاض المحاولات التي تعرقل تشكيل الحكومة وابقاء لبنان بمنأى عن الصراعات الإقليمية، وان علاقة عون الوثيقة مع الحريري والتحالف بين بري وحزب الله، هما عاملان لا بد وان يساهما في اخراج لبنان من ازمة سياسية مردودها السلبي على لبنان سيكون اخطر من المواجهات العسكرية.
النشرة