تقرير دولي : السعودية تسعى لتحويل العراق إلى ساحة للحرب مع إيران
بروكسل – وكالات : دعت "مجموعة الأزمات الدولية" في تقرير امس الثلاثاء السعودية لعدم تحويل العراق إلى "ساحة قتال جديدة في حربها الباردة" ضد طهران.
والعراق الواقع بين القوتين المتنازعتين في الشرق الأوسط، السعودية السنية وإيران الشيعية، قد يشهد تحولا سياسيا بعد الانتخابات التشريعية التي جرت الأسبوع الماضي وتصدّرها تحالف مدعوم من رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.
وحلّ في الانتخابات في المركز الثاني تحالف فصائل الحشد الشعبي التي يقودها هادي العامري رئيس منظمة بدر المدعوم من إيران. ولعبت هذه الفصائل دورا حاسما في إسناد القوات الأمنية العراقية خلال معاركها ضد تنظيم "داعش".
وحذّرت مجموعة الأزمات الدولية من أنه "باستخدامها نفوذها في العراق، يجب على الرياض مقاومة إغراء تحويل البلاد إلى ساحة قتال جديدة في حربها الباردة مع طهران".
وأكدت الأزمات الدولية في تقريرها أن اهتمام السعودية الجديد "ينبع من الرغبة من مواجهة النفوذ الإيراني مشيرة إلى أن العراقيين، وحتى من بينهم أولئك الذين ينتقدون النفوذ الإيراني، "يريدون منع بلادهم من أن تتحول إلى مسرح آخر للنزاع السعودي-الإيراني".
وأضافت مجموعة الأبحاث ومقرها في بروكسل أن "القدرة المالية للمملكة تمنحها القوة، ولكن ليس بما فيه الكفاية لفرض آرائها".
من جانب اخر اكد عضو تحالف الفتح عامر الفايز على ضرورة التحالف مع الكتل التي تتبنى حكومة قوية بعيدة عن المحاصصة الطائفية والتوافقات السياسية الضيقة , مشيرا الى فتح قنوات حوار مع جميع الكتل الفائزة.
وقال الفايز في تصريح له امس الثلاثاء :" ان تحالف الفتح بدأ بحوارات مستفيضة مع كتل سائرون والنصر والحكمة والقانون والأحزاب الكردية للخروج بتحالف وطني تنبثق منه حكومة قوية تلبي طموح الشعب وبعيدة عن تأثيرات المحاصصات والتوافقات السياسية".
من جهته رد أئتلاف النصر برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي, امس الثلاثاء,على تصريحات أحد أعضاء تيار الحكمة برئاسة السيد عمار الحكيم حول تشكيل التحالفات النهائية خلال 72 ساعة”, واصفاً أياها غير المعقولة”.
وتساءل عضو أئتلاف النصر عبد العباس شياع أثناء حديث خاص, "هل من المعقول التوصل إلى تحالفات نهائية والإعلان عنها بعد اجراء الانتخابات التي انتهت عملياتها قبل عدة ايام قليلة”,مبيناً أن "كل ما يدور حالياً داخل البيت السياسي حراك وتفاهمات أولية ليس أكثر من ذلك”.
واشار إلى أن "الفترة ما بعد انتخابات عام 2010 و 2014 كانت الكتلة الأكبر في البرلمان جاهزة بقرار المحكمة الاتحادية للبت بتشكيل الحكومة ام الان في عام 2018 لدينا مرحلتين يجب انجازهما, الاولى تشكيل الكتلة الأكبر التي تعد مهمة صعبة جداً والثانية تكوين الفضاء الوطني الذي يجمع الكتل السياسية مع بعضها وفق تفاهمات مشتركة”.
يذكر أن المتحدث بإسم تيار الحكمة الوطني محمد المياحي كشف, ان "هناك تحالف رباعي يضم سائرون والفتح والنصر والحكمة سيتم الإعلان عنه خلال الـ 72 ساعة المقبلة”.
من جانب اخر جددت الأطراف السياسية الكردية المعارضة مطالبها لمفوضية الإنتخابات بإعادة عمليات العد والفرز اليدوي بدلاً من الألكتروني بسبب الخروقات وحالات التزوير التي رافقت الإنتخابات التشريعية.
من جانب آخر من المقرر أن تعقد مفوضية الإنتخابات امس إجتماعاً لغرض التشاور والاستعداد لانتخابات برلمان اقليم كردستان المزمع اجراؤها في الثلاثين من ايلول المقبل ، مصدر في المفوضية أوضح أن المفوضية ستتشاور مع الاطراف السياسية في اقليم كردستان بشأن كيفية اجراء التصويت.
من جهته دعا النائب عن كتلة التغيير هوشيار عبدالله، زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الى الإعلان عن موقفه تجاه التلاعب والتزوير في نتائج الانتخابات.
وقال عبد الله في بيان أنه "في الوقت الذي نبارك فيه فوز تحالف [سائرون] وإحرازه مكانة متقدمة بين القوائم الانتخابية، نأمل أن يتدخل الصدر ويعلن عن موقفه ويدين التزوير الممنهج لنتائج الانتخابات في عدة محافظات سواء في اقليم كردستان أو كركوك أو الأنبار أو الموصل أو غيرها".
وأوضح عبدالله، ان "هناك عدة أدلة على تورط مفوضية الانتخابات في الخروقات التي رافقت عمليات الاقتراع والعد والفرز، وبالتالي يتوجب على كل شخص وطني أن يرفع صوته لإدانة ما حصل من سرقة لأصوات الناخبين ومصادرة لإراداتهم، ويجب أن يكون الصدر في طليعة الرافضين لهذا التلاعب والتزوير لاسيما وأنه معروف بتوجهاته الوطنية ودفاعه عن المظلومين ونصرته للحق".