kayhan.ir

رمز الخبر: 76219
تأريخ النشر : 2018May21 - 19:15

قوات التحالف الدولي في سوريا.. وجودٌ غير شرعي ورحيلها محتوم


علي حسن

حسم الكرملين الجدل الذي حدث حول تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرورة انسحاب المقاتلين الأجانب من سوريا، والتي أدلى بها عقب لقائه بالرئيس السوري بشار الأسد في سوتشي قبل يومين، حيث صرّح الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأن المسلحين الأجانب الموجودون في سوريا قد يغادرونها مع بدء العملية السياسية إذا كان هذا الوجود غير شرعي، وفي تعليقه على تصريحات بوتين أوضح بيسكوف أنّ الاتحاد الروسي ذهب إلى سوريا بطلب من القيادة السورية وأنّ لديه كل الأسس الشرعية للتواجد هناك بعكس بعض الدول الأخرى التي تخالف القوانين الدولية بوجودها هناك.

وفي سياق متصل مع تعليق بيسكوف أكد مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف أنّ انسحاب القوات الأجنبية من سوريا يجب أن يتم بشكل كامل مشيراً إلى أنها ستكون الخطوة الأخيرة مع اقتراب نهاية تنظيم داعش لافتاً إلى أنّ الحديث لا يشمل القوات الروسية.

التواجد الأساسي والمركزي لقوات التحالف الدولي يقع في مناطق شمال وشمال شرق سوريا، تحديداً في أرياف محافظات حلب والرقة ودير الزور والحسكة، حيث المناطق النفطية السورية، وأكبر تواجد للقوات الأمريكية ومن بعدها إلى الفرنسية بالإضافة تواجد صغير لمجموعات صغيرة تابعة لحلف الناتو، وبنظرة إلى بداية أيام انتشار الوجود الأجنبي في سوريا، نجد أنّه بدأ من منطقة كوباني بريف حلب الشمالي الشرقي قبل سنوات بعد أن صدت القوات الكردية هجوماً عنيفاً من قبل تنظيم داعش وبتسهيل من النظام التركي على هذه المدينة ذات الغالبية الكردية؛ حينها بدأت القوات الأجنبية بالتوافد بحجة حماية الوحدات الكردية في مدينة كوباني من أي هجمات جديدة لتنظيم داعش الإرهابي.

القوات الأمريكية تتواجد بشكل أساسي في الرقة بمنطقة تل عيسى وتل أبيض ومطار الطبقة العسكري وفي الحسكة بتل بيدر وجنوب مدينة الشدادي وبمنطقة المبروكة ضمن منتجع لايف ستور الذي سلّمه للقوات الفرنسية التي تنتشر أيضاً اليوم في ريف مدينة دير الزور إلى جانب القوات الأمريكية في المنطقة النفطية، بالإضافة إلى ريف حلب الشرقي تحديداً في محيط مدينة منبج، كما أن التواجد الأمريكي في قاعدة التنف الواقعة على الحدود السورية العراقية لا يستهان به.

والوجود الأمريكي في مناطق الشمال والشمال الشرقي السوري بحسب حديث مصدرٍ سياسي سوري لموقع "العهد" الإخباري ينحصر في عدة مهام وغايات تسعى الولايات المتحدة إليها، أولها منع التواصل البري بين سوريا والعراق عبر طريق قصير ولذلك تتمركز قواتها في قاعدة التنف وحاولت منع الجيش السوري من الوصول إلى مدينة البوكمال، بالإضافة إلى إخراج النفط السوري من حسابات الاقتصاد السوري لأطول فترة ممكنة لأن هذه المسألة ستنعش الاقتصاد السوري، والخطط التقسيمية التي تعد لها.

وأضاف المصدر السياسي قائلاً أنّ " تعليق المتحدث الرسمي باسم الكرملين يربط بما حدث في لقاء الرئيسين بوتين والأسد، حيث أن بوتين هوالذي قال أنه على القوات الأجنبية في سوريا الرحيل مع انتهاء حالة الإرهاب، وتوضيحات بيسكوف تقول أنّ المقصود بهذا الكلام هوالقوات الموجودة على الأرض السورية بشكل غير شرعي، وبالتالي يجب أن يُميّزَ بين نوعين من القوات الأجنبية الموجودة، قواتٌ أجنبية تنسق مع الحكومة السورية لا يشملها هذا التصريح، وبالتالي هي رسالة سياسية موجهة إلى التركي والأمريكي بالدرجة الأولى، وفي هذا التصريح إشارة إلى أن سبب وجود القوات التي تنسق مع الحكومة السورية هومكافحة الإرهاب وليس حمايته كما حال الأطراف الأخرى الموجودة بشكل غير شرعي.

وأكد المصدر أنّ " مصير القوات الأجنبية المتواجدة دون تنسيق مع الحكومة السورية أن تخرج من أراضيها، فالجيش السوري وحلفاؤه الآن في حالة دحر الإرهاب تدريجياً وحين تطهيره لأرضه من الإرهابيين ستسقط الذريعة التي استخدمتها القوات الأمريكية وغيرها للتواجد في سوريا، وإن لم تخرج فاحتمال اصطدامها مع الجيش السوري قد يكون كبيراً جداً ولذلك على الدول الغربية أن تراجع حساباتها وتقرأ هذه الرسالة الروسية السورية في تصريحات الرئيسين جيداً".