تيم اندرسون: اساس عداء اميركا لايران لاقتدارها الاقليمي
طهران/كيهان العربي: حاورت صحيفة "كيهان" الفارسية الباحث والاستاذ الجامعي في استراليا ومؤلف كتاب "الحرب القذرة على سوريا" وله العديد من المقالات حول الثورة الاسلامية في ايران. نتناول جانبا من الاسئلة التي طرحت عليه والاجابات باقتضاب:
ـ كيف تقيمون مكانة الجمهورية الاسلامية في ايران؟ وهل ترون ان ايران نجحت في فضح مؤامرات الغرب في المنطقة؟ وهل لايران اليد العليا في غرب آسيا؟
*ان دور ايران الستراتيجي في غرب آسيا مرده متبنيات الدولة، وقابلياتها ونجاحاتها المتتالية المشهودة. وفي ظل الظروف الحالية يمكننا تفسير مكتسبات ايران في مسار تعزيز الخطى والمراكز الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لمواجهة السياسة العدائية لاميركا في المنطقة.
فايران برهنت انها في ظل أي ظرف لا تتخلى عن حليفاتها مثل العراق وسوريا. كما وعززت مكانتها في اوساط المجتمع الدولي، لاسيما بعد خروج اميركا من خطة العمل المشترك. فخيانة اميركا من طرف واحد ستجعل سائر الاطراف اكثر تعهدا بالاتفاق. فروسيا والصين تلزمان الجانب الايراني وهما ملتزمان بالاتفاق النووي.
فالتصريحات غير المتزنة لترامب تسببت في تعزيز علاقات ايران بروسيا والصين والاتحاد الاوروبي. كما ودل الاجراء الاميركي ان لا موضوعية لتدخل ايران في اي قضية في تفاهمات مع اميركا. فطبيعة الغرب في نقض العهود وابطال الاتفاقيات من جانب واحد لهو امر عادي. فاميركا تعمل منذ فترة على عزل ايران وهي الآن تتراجع قوة، ورغم ذلك لايمكن الجزم ان لايران اليد العليا في المنطقة.
فايران ومحور المقاومة ينافسان مجموعة الضغط العربية الاسرائيلية في غرب آسيا.
ـ هل يمكن القول ان السبب الاساس لعداء اميركا مع الجمهورية الاسلامية الايرانية هو اقتدارها الاقليمي؟
*ان السبب الاساس للعداء الاميركي هو لدور ايران الخلاق في المنطقة. المنطقة التي تعتبر مهمة لاميركا لخزينها النفطي. فالغدتان السرطانيتان الشريكتان لاميركا اي النظام العنصري اسرائيل ونظام آل سعود المستبد، تخشيان من ايران لاستقلاليتها وقدراتها.
ـ هل ترى ان الاحداث الاخيرة في غرب آسيا ستؤدي الى نظام عالمي جديد؟
*ان فكرة "النظام العالمي الجديد" ـ اي حكومة القطب الواحد ـ كان قد ابتدعها اول مرة جورج بوش عام 1991، وبالضبط بعد الانتهاء من حرب الخليج الفارسي الاولى ضد صدام حسين، وبسبب التغييرات الجغرافية السياسية ظلت فاشلة.
فحلم اميركا السيطرة على العالم قد تفاعل بسبب الركود الاقتصادي في اميركا الا انه ووجه بالفشل بشكل كامل. وفي نفس الوقت تشكلت كانتونات اقتصادية قوية في اميركا اللاتينية ومنطقة اوراسيا بزعامة الصين وروسيا. وكانت "كاندوليزا رايس" قد طرحت عام 2006 في تل ابيب عبارات مشابهة حول "الشرق الاوسط الجديد". فيما لم تتمكن كل الحروب المفتعلة في افغانستان والعراق وسوريا وكذلك الحرب الاقتصادية والارهابية على ايران، من خلق شرق اوسط جديد. فيما خسر الكيان الصهيوني مكانته في الشرق الاوسط حين كان له اليد الطولا.
وقبال ذلك تقود ايران نهجا يعرف بـ "محور المقاومة". ولا يقتصر هذا المحور على الجانب العسكري والدفاع عن الحقوق قبال المستعمرين، بل يمكن ان يكون طريقا بريا لربط اوراسيا بحدود البحر الابيض المتوسط ولبنان.
ـ كيف تقيمون مستقبل الحرب في الشرق الاوسط بعد الانتهاء من حروب النيابية؟
*بعد تحرير سورية والعراق من لوث الارهابيين من عناصر داعش وسائر الارهابيين، بات الان المشكلة الاكبر في غرب آسيا هي الكيان الصهيوني واحتلالها لفلسطين ومناطق من لبنان وسورية. فهو كيان وحشي وخطر يستمد قوته من الدعم الخارجي. فيقوم باغتيال الكثير في المنطقة، ومع تحرير سورية يرون ان مرتفعات الجولان في خطر اذ يشعرون بقدرة سوريا على استرداد هذه المنطقة.