kayhan.ir

رمز الخبر: 75846
تأريخ النشر : 2018May14 - 21:18

مسيرات العودة لا تنتهي الا بتحرير فلسطين


ما شهدته تخوم غزة بالامس من مسيرات العودة في يوم الزحف الكبير هو يوما تاريخيا في السيرة الجهادية للشعب الفلسطيني الذي اتخذ قراره المصيري والنهائي بانه لا وقفة بعد اليوم في هذا المسار حتى تعود فلسطين كاملة من النهر الى البحر الى اهلها ويعود كل الشتات الى ارضه الذي هجر منها. ومازاد من غضب الشعب الفلسطيني العارم بالامس سواء في ربوع فلسطين عامة او في غزة والقدس خاصة هو الجريمة الكبيرة التي اقترفتها الادارة الاميركية ـ برئاسة ترامب بفتح السفارة الاميركية في القدس الذي هو اهانة واستفزاز لجميع مشاعر العرب والمسلمين، ولولا انبطاح الرجعية العربية بقيادة السعودية وبعض النظم المتخاذلة التي تتودد للكيان الصهيوني وتدعمه تقربا لاميركا حتى تحافظ على كراسيهم، لما تجرأت اميركا على طول الخط وليس اليوم فقط لتنزل بهذا الشكل العريان والمفضوح في دعم الكيان الصهيوني بدون حدود لدرجة وقحة حيث يعلن مستشار الرئيس ترامب في حفل افتتاح السفارة الاميركية في القدس بان "اسرائيل هي الوصي المسؤول على القدس وما فيها". وهذا يعني ان الشعب الفلسطيني هو الطارئ على هذه الارض وليس الصهاينة المحتلين.

وما شهدته بالامس الارض المحتلة وخاصة القدس وغزة من غليان شعبي وغضب عارم بمناسبة الذكرى السبعين لنكبة فلسطين وفتح السفارة الاميركية يدلل وبالضرس القاطع بان الشعب الفلسطيني لازال شعبا حيا وفي كامل حيويته واستعداده لتقديم المزيد من التضحيات. المشهد البطولي لشباب غزة الابطال الذين استرخصوا دمهم وارواحهم بالامس من اجل القدس وفلسطين شطبوا في الواقع النظرية الصهيونية المزيفة التي تقول بان الكبار سيموتون وان الصغار سينسون واليوم فان هؤلاء الشباب هم اولئك الصغار الذين راهنتم عليهم اصبحوا اليوم الامل والقدوة في المواجهة والزحف نحن فلسطين التاريخية وكنسها من الصهاينة الذين اتوا بهم البريطانيين من مختلف بقاع الارض وشكلوا دولة مزيفة ومصطنعة سلموا هذا الملف لاحقا للاميركان لتكون هذه الدويلة بمثابة اسطول لها في المنطقة من اجل استفزاز دولها واخضاعها للقرار الاميركي.

وما نزف بالامس في تخوم غزة الصامدة من دماء طاهرة تتحملها مسؤوليتها ادارة الرئيس ترامب لانها هي من جرأت وشجعت الصهاينة لاقتراف المزيد من المذابح المروعة عبر فتح سفارتها في القدس كخطوة اولية حسب تصورتها الواهية باطلاق الشرارة الاولى لصفقة القرن بهدف تصفية القضية الفلسطينية وهذا ما سيدفن معهم وتبقى هذه القضية شعلة وهاجة يلتف حولها الشعب الفلسطيني لاكمال مسيرة التحرير. وهذا ليس شعارا بل امر واقع جسده الشعب الفلسطيني بالامس عبر تقديم عشرات الشهداء وسقوط آلاف من الجرحى في يوم واحد فقط وهذا يؤكد استعداد الشعب الفلسطيني لتحرير فلسطين التاريخية من البحر الى النهر وان هذه الدماء ستخلق ثورة تجرف الكيان الصهيوني من جذوره وما ذلك على الله بعزيز.