نقل السفارة لن يثني عزائم الشعب الفلسطيني
ما ذهب اليه احد قادة الكيان الصهيوني من ان شهر ايار هو الشهر الاحمى منذ السبعينيات وحتى اليوم لما فيه من المناسبات والاستحقاقات والاحداث الساخنة ولا نخوض في مصداقية ذلك ان كانت الصدفة الجامعة لذلك أم امر آخر. وان كان البعض منها مؤلما ومحزنا ومأساويا لكن البعض الاخر منها مفرحا ويحمل بشائر الخير للقضية الفلسطينية على انها قضية حية ويقودها اليوم الشباب الذين يعتبرون من الجيل الرابع او الخامس لنكبة فلسطين والذي راهن عليهم العدو الصهيوني من انهم سينسون قضيتهم وعندها سيتنفسون الصعداء لكنهم اليوم امام حقيقة تاريخية بان كيانهم ماض للاضمحلال والزوال والشواهد على ذلك كثيرة.
في هذا الشهر الكئيب الذي حدثت فيه نكبة فلسطين التاريخية وهو شهر اللهيب والنار تتواصل فيه احداث مكملة لاتقل عما حدث للقضية سابقا وبدعم من العرب المتصهينين حيث من المقرر ان تفتح اميركا اليوم (الاثنين) سفارتها في القدس في خطوة سافرة ومهينة للعرب والمسلمين ولو لا انبطاح النظام العربي وخنوعه لما تجرأت الولايات المتحدة الاميركية على هذا العمل. لكن عندما نرى هرولة العرب وعلى رأسهم النظام السعودي تجاه الكيان الصهيوني وارسال وفد رفيع المستوى برأسته وبعضوية الامارات ومصر التي اصبحت اليوم وللاسف تقودها الرياض وكذلك اقامة حفلة عشاء دبلوماسية بحضور سفيري الامارات والبحرين مع نتنياهو في مطعم ميلانو بواشنطن والاحتفال الكبير الذي اقيم بمناسبة ما سمي باستقلال اسرائيل الذي هو يوم النكبة في فندق ريتز كارلتون والذي شارك فيه المئات من الدبلوماسيين ورجال الاعمال وغيرهم كلها تطورات مأساوية تدمي القلب وتظهر مدى مشاركة النظام العربي الرسمي في تصفية القضية الفلسطينية.
لكن امام كل ذلك هناك تطورات واحداث ساخنة تثلج الصدور وتقوي العزائم وتثير الهمم لعودة القضية الفلسطينية الى ساحة المواجهة باعتبارها القضية المركزية والبوصلة واولها تصدي الشعب الفلسطيني وشبابه الثائر للقضية مباشرة وهذا ما يعبر عنه اليوم من خلال مسيرات العودة والمسيرة المليونية المرتقبة له في هذا الشهر ليضع النقاط على الحروف بان الزمن مهما تقادم فانه لا يلغي قضيته المصيرية وحقوقه المشروعة.
لكن الاحداث المهمة الاخرى التي حصلت في هذا الشهر، شهر ايار كرافد قوي للشعب الفلسطيني ودعم مسيرته الجهادية لاستعادة حقوقه وارضه التاريخية فلسطين، من النهر الى البحر هو فوز محور المقاومة في لبنان وكذلك فوزالقوائم الاسلامية العراقية الشريفة المناصرة للقضية الفلسطينية في العراق، اضافة الى ذلك فوز مهاتير محمد في ماليزيا الذي لا يخفى دعمه لهذه القضية ومعاداته للحلف العربي التي تقوده السعودية والداعم للكيان الصهيوني. وهذه ثلاث دول محورية عربية واسلامية لها وزنها في قلب موازين القوى في المنطقة والعالم لصالح القضية الفلسطينية.
لكن الحدث الابرز والاهم الذي حدث في هذا الشهر هي الضربة القاصمة التي تلقاها العدو الصهيوني في الجولان من محور المقاومة والذي يتكتم عليها كثيرا ولم يكشف بعدها ابعاد وآثارها المدمرة على هذا الكيان لكنها بالتاكيد اثبتت للقاصي والداني على استعداد محور المقاومة وجهوزيته الكاملة للرد على اي عدوان يتعرض اليه كجهة واحدة ومتكاملة، ولتعلم اميركا ومعها الكيان الصهيوني والعرب المتصهينين ان نقل السفارة الاميركية الى القدس لن يغير شيئا من الحقيقة وانهم كلما زادوا من تكالبهم على الشعب الفلسطيني سيزداد مقاومته وصموده ومعه كل الشرفاء والاحرار من العرب والمسلمين وغيرهم وعندما ينطلق قطار تحرير فلسطين فيومها لن يبقى اثر للكيان الصهيوني حتى تكون لاميركا سفارة سواء في القدس أو تل ابيب!؟