kayhan.ir

رمز الخبر: 75767
تأريخ النشر : 2018May13 - 20:02

ملف ادلب على الطاولة...هل ستلتزم تركيا بتعهداتها؟


محمود غريب

لقد بات من الواضح أن ثمة تفاهمات قد أُبرمت بين روسيا من جهة وتركيا من جهة أخرى. صحيح أن هذه التفاهمات لم تتضح بحرفيتها وبنودها بشكل رسمي، الا أن توقف العمليات العسكرية للجيش السوري على أبواب محافظة ادلب وعدم استكمالها باتجاه معرة النعمان منذ ما يزيد عن الشهر، في مقابل ارسال تركيا مراقبين اولا ثم أرتالا عسكرية ثانياً ويضاف اليها نشر مراقبين اتراك عند بلدة العيس، كل ذلك يفضي إلى إمكانية رسم تصور عن الحدود المتفق عليها للعمليات العسكرية شرق وشمال ادلب.

واذا ما أضفنا الى ذلك الضوء الأخضر الروسي غير الخفي للعلمية التركية في منطقة عفرين، ثم المفاوضات الجارية حاليا لدخول تركيا الى تل رفعت والتي يبدو ان اتفاقاً روسياً تركياً قد تم بخصوصها، فان كل ذلك يشير الى ان روسيا قد أعطت تركيا كل المكاسب المتفق عليها وفق التفاهم المبرم بينهما. وبناء عليه فإن المرحلة المقبلة ينبغي أن تكون على موعد مع قيام تركيا بتنفيذ تعهداتها وفق التفاهمات المعقودة مع روسيا.

على رأس هذه التعهدات تفكيك "جبهة النصرة" المصنفة إرهابية، فعلى الرغم من حصول تركيا على كل ما يمكن الحصول من الجانب الروسي، فانها الى الآن لا يبدو أنها نفذت تعهداتها المتعلقة بـ"النصرة"، اذ أن الاشتباكات التي جرت بينها وبين "جبهة تحرير سوريا" لم تفض إلى إنهاء "النصرة،" بل انها بشكل أو بآخر ادت الى ترسيخ نفوذ "النصرة" في ادلب وان كان على حساب تراجع نفوذها في مناطق اخرى. على ان المطلوب هو تفكيك "النصرة" ومحاسبة قياداتها لا مجرد تفكيكها ودمجها في فصائل اخرى فان هذا ليس من شأنه ان ينهي الجبهة الارهابية وان أضعفها الى حين حيث يمكن إعادة تجميع هذه العناصر لاحقاً.

تشير المعطيات ان تركيا بالفعل تسعى لحل جبهة "النصرة" لا ضربها، وهذا ما دفع ببعض قيادات الجبهة، كعادتها، الى نفي هذه التداولات. على أن النفي الذي جاء على لسان أحد مسؤولي "هيئة تحرير الشام" المدعو "يوسف الهجر" يحمل في طياته نقاطا لا تصب في خانة أن تركيا تنفذ ما يتعلق فيها بالتفاهم مع روسيا. اذ ان "الهجر" ذكر في تصريحات نقلتها تنسيقيات بعض الجماعات المسلحة أن علاقة "هيئة تحرير الشام" مع "الدولة الجارة تركيا"، حسب توصيفه، هي علاقة متوازنة ومستمرة بما يحقق الاستقرار والامن.

ترکیا تقول انها باقیة فی عفرین و عينها على تل رفعت ومنبج ومؤخرا يقال بأنها حذرت المسلحين التابعین لها في ادلب من قتال هيئة تحرير الشام ولديها أهداف من هذا التحذير أهمها عدم اضفاف الهيئة تمهيدا لحلها و استخدامها في الوقت المناسب و أغلب القيادات السورية للهيئة لاتجد في التعاون مع أنقرة حرجا ، بل تفتخر به بمعنى أن تركيا تستثمر في استانا و تستثمر في النصرة.

في ظل معطيات الميدان بعد اغلاق ملف العاصمة دمشق واعلانها خالية من الارهاب، تحدد توجه الجيش السوري جنوبا ً و شمالا ً وشرقا ً بعد حين. مع الأخذ بعين الاعتبار أن موسكو تجد التعاون مع أنقرة مثمرا ً.

إن الانتهاء من ملفات جنوب العاصمة وريفي حمص الشمالي وحماه الجنوبي سيضع ملف ادلب على الطاولة، وبالتالي سيضع تركيا أمام الاستحقاق الكبير المتعلق بالالتزام بتعهداتها، فهل ستلتزم تركيا بهذه التعهدات؟