kayhan.ir

رمز الخبر: 75650
تأريخ النشر : 2018May11 - 20:55

وجاءوا بأغلال جديدة!


حسين شريعتمداري

اصدرت الترويكا الاوروبية (بريطانيا، فرنسا، المانيا) وفي رد على انسحاب اميركا من خطة العمل المشتركة ليل الثلاثاء وبشكل رسمي على لسان "ترامب"، بيانا في لبوس ماكر وضمن التاكيد على التزامهم بالاتفاق النووي، طالبوا الابقاء على التراتيبية الكارثية السابقة! مع اختلاف هو ان هذه الدول الثلاث تبنوا نفس الدور المخرج لاميركا بشكل كامل وذلك!

1ـ لقد جاء في البيان المشترك للترويكا الاوروبية؛ "نطالب ايران ان تتوشح بالحلم قبال القرار الاميركي"! اي ان لا يصدر عنها قبال نقض اميركا للعهود اي رد فعل!

وشددوا على "انه ينبغي على ايران الالتزام بتعهداتها في اطار خطة العمل المشترك والعمل حسب ما قررت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)"! وكأن شيئا لم يكن، ولم ترتكب اميركا اي خطأ بخروجها من الاتفاق بعد ان صادرت جوهر الاتفاق! وعلى ايران الالتزام بتعهداتها حيال خطة العمل المشترك كما في السابق! ... واستطرد البيان: "وتجدر بالوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تستمر في مراقبتها دون اي قيود"!

كما واوصت الدول الاوروبية الثلاث؛ المانيا وبريطانيا وفرنسا في البيان اميركا! حين ذكرت: "نطالب اميركا ان تحفظ المكاسب التي حصلت جراء الحد من نشر الاسلحة النووية بتطبيق خطة العمل المشترك وذلك باعمال البنود المهمة من الاتفاق"! تصوروا اي بنود مهمة من خطة العمل المشترك طالبوا اميركا بحفظها؟! أإلغاء العقوبات؟ انفراجة العلاقات التجارية والمصرفية؟ من المؤكد انهم اخطأوا! التفتوا الى توصيتهم لاميركا مرة ثانية: "مكاسب الحد من انتشار السلاح النووي"... وبعبارة اخرى، انه يا سيد ترامب بالرغم من انسحابك من الاتفاق النووي ولست ملزما باي مسؤولية حيال تنفيذ تعهداتك مثل؛ الغاء العقوبات والعلاقات المصرفية و... الا اننا نطالبك ان تبذل عنايتك في الحؤول دون استئناف ايران لنشاطاتها النووية حسب شروط قبل التوصل الى خطة العمل المشترك! وعليك يا ترامب ان تدافع بحزم عن القيود التي ادت الى انهاء البرنامج النووي الايراني!

2ـ وهنالك سؤال يطرح نفسه، انه حيال هذا التشديد للترويكا الاوروبية على حفظ و استدامة جميع القيود التي فرضتها خطة العمل المشترك على بلدنا، ما هي المكاسب التي من المقرر ان تقدمها لايران؟! لنقرأ؛

جاء في ختامية البيان "في الوقت الذي لابد ان يحفظ الاتفاق (!) على ايران ان تستجيب لسائر الامور المهمة التي نطرحها"!

اذن ما هي هذه الامور؟ البيان يستطرد: "نتعهد بحفظ امن الدول الحليفة في المنطقة دون اي شرط و على ايران ان تزيل قلقنا بخصوص المسائل الحاصلة في المنطقة لاسيما في سورية والعراق واليمن! وينبغي ان نمتلك الاجابة الواضحة حيال برنامجها الصاروخي البالستي"!

وخلص البيان الى: "وحول بعض قرارات خطة العمل المشترك والتي ينتهي مفعولها عام 2025، لابد من ادراج اطار طويل الاجل"!

3ـ ولماذا خرج ترامب من خطة العمل المشترك؟ هو ما سنتناوله آخر المطاف، فيما الآن نستفهم عن ذريعة ترامب للانسحاب من الاتفاق؟ ان جميع مطالب ترامب تنحصر في ثلاثة بنود، الاول؛ تحييد التسليح الصاروخي الايراني، الثاني؛ تخلي ايران الاسلامية عن دعم جبهة المقاومة، والثالث؛ شطب القيد الزماني لخطة العمل المشترك الى عام 2025 موعد انقضاء قيود خطة العمل المشترك واستبداله بقيود ابدية مدى الحياة؟ فكان اصرار ترامب على تضمين هذه البنود على مسودة خطة العمل المشترك، مهددا انه في غير هذا الشرط سينسحب من الاتفاق!

هذه المطالب الاميركية تعني استبدال ايران بلقمة سهلة البلع حتى من قبل الدول الصغيرة كالسعودية او الارهابيين المتوحشين مصاصي الدماء كتنظيم داعش!

لنعد الى بيان الترويكا مجددا، فسنلمس وجود المطالب الاميركية الثلاثة دون ادنى نقص محشورة في البيان الاوروبي المقترح وقد تم التصريح بذلك.

4ـ لا اذهب الله ظل قائد الثورة المعظم عن رؤوس الشعوب الاسلامية والمستضعفين في العالم، اذ كلما شهده الجميع من خصال الشعر يشهد سماحته تموجات الشعر وكما قال الشاعر حافظ الشيرازي:

السر الذي لم يذيعه العارف لاحد

عجباً! كيف سمعه الساقي

فقد تفضل سماحته الاربعاء الماضي في حشد من الاساتذة وطلبة الجامعات قائلا: "يقال الآن باننا سنواصل مع الدول الاوروبية الثلاث... انني لا ثقة لي بالدول الثلاث هذه... لا تثقوا بها ايضا.

لقد قلت منذ اليوم الاول بان لا تثقوا باميركا. قلت لو اردتم ابرام اتفاق فاحصلوا اولا على الضمانات اللازمة ومن ثم ابرموا الاتفاق".

5ـ وقد قلت في المقال الذي كتبته امس تحت عنوان "ترامب مزق الثافل من الاتفاق!"؛ "ان اميركا تخرج من الاتفاق وهي قد اخذت عشرات المكاسب من ايران نقدا، فقد تم ازالة برنامجنا النووي، ولم تلتزم بتعهداتها حيال خطة العمل المشترك فيما لم تلغ العقوبات واضافت عشرات اخرى عليها. وشاهدنا بوضوح ان المكاسب التي قدمناها لايمكن ارجاعها، او ان ارجاعها، او ان ارجاعها سيكلف الصعاب وبذل نفقات باهظة، وبعبارة اخرى فان اميركا قد امتصت معين الاتفاق الى آخر قطرة وتلفظ الآن الثفالة من الاتفاق!". الا ان الاتفاق مازال مفيدا لاميركا، اذ تستخدمه كسيف {داموكليس} ضد منافع بلدنا، وما يثير السؤال هو انه بالرغم من هذا الانتفاع فلماذا انسحبت من الاتفاق؟! وللاجابة على هذا السؤال يمكن القول بان ترامب باعلانه الخروج من خطة العمل المشترك، قد نفض اميركا من حمل مسؤولية الاتفاق، آملا ان تستمر الترويكا الاوروبية بقيودها على ايران الاسلامية! كما شهدنا في البيان! ويبقى سؤال آخر يبحث عن الاجابة وهو، لماذا كان ترامب متفائلا من قبول ايران لاقتراح اوروبا؟! لربما نحصل على الاجابة في التصريحات غير المدروسة لبعض مسؤولينا، اذ دون الالتفات الى تعقيدات القضية، توالت تصريحاتهم بانه اذا خرجت اميركا من الاتفاق سنستمر في حضورنا الفاعل!

6ـ في نهاية المطاف وبالنظر الى فحوى الاتفاق النووي وهو خسران محض ومازال، فينبغي القول وبلا ادنى شك ان ترامب بخروجه من خطة العمل المشترك قد قدم خدمة كبيرة للجمهورية الاسلامية الايرانية دون ان يلتفت لذلك. وكما قال الامام السجاد(ع) "الحمد لله الذي جعل اعداءنا من الحمقى". فيما اعتبر وزير خارجية بريطانية "بوريس جانسون" الاتفاق النووي نوعا من الاصفاد بيد الجمهورية الاسلامية الايرانية محذرا الغرب من فك هذه الاصفاد!...

آملين بخداع الدول الاوروبية واستمرار حضورنا في خطة العمل المشترك ان لا نبقي القيود بأيدينا !