الجولان حولت العربدة الصهيونية الى استغاثة
امير حسين
بعد الاعتداء على "تيفور" والتريث الذي حصل للاحتفاظ في حق الرد الطبيعي عليها من قبل محور المقاومة الذي له حساباته الخاصة، تصور العدو الصهيوني خطأ وتمنيا انه استطاع فرض قواعد اشتباك جديدة في سوريا، لذلك استمر في تهويله واطلاق التهديدات التصعيدية بانه لامكان لايران في سوريا وعليها ان تخرج وهذا ما كان يطلبه نتنياهو اكثر من مرة من الرئيس بوتين، وعلى العرب المتصهينين وعلى رأسها السعودية ان يفهموا هذه الحقيقة لو كان بمقدور هذا الكيان ومعه اميركا والغرب اخراج ايران من سوريا لما توسل نتنياهو بالرئيس بوتين.
تصدي محور المقاومة الحاسم للعدوان الصهيوني الاخير على سورية بامطار عشرة مراكز استراتيجية حساسة ومنها قواعد عسكرية بالصواريخ وبعضها نوعية هزت اركان العدو الصهيوني والجمت عربدته والتجأ الى لغة الاستغاثة بانه لا يريد التصعيد وهذا ما طلبه نتنياهو في اتصال هاتفي مع الرئيس بوتين بإبلاغ الايرانيين بذلك وهكذا وقال وزير الحرب الصهيوني ليبرمان "اسرائيل غير معنية بالتصعيد وعليها الاستعداد لكل السيناريوهات لاننا امام عدو لدود"
واننا واثقون بان الصدمة التي تلقتها الرياض ومعها ابوظبي والمنامة كانت اكثر ايلاما لهم من الصهاينة لهم يعولون عليها في البقاء على كراسيهم.
فمنذ سبعينيات القرن الماضي والجولان لم تشهد مثل هكذا المعركة الحاسمة وان كانت محدود لكنها ارسلت رسائل متعددة وكشفت للقاصي والداني الفاصل الكبير بين الاقوال الصهيونية في التهويل والعربدة والافعال بالدعوة الى التهدئة وهذا ما انتهت اليه معركة الجولان دون اي اتفاق، لان الكيان الغاصب لمس بشكل عملي ان دمشق مستعدة حتى للحرب المفتوحة وهذا ما لا يتحمله هذا الكيان بالمطلق.
معركة الجولان التي فتحها العدو الصهيوني بعد هزيمة الوكلاء في سوريا واضطراره للتدخل بتصور واه بانه يرسم لقواعد لعبة جديدة في سوريا، انقلبت عليه المعادلة بشكل صارم بحيث اجبر على التعميم عليها تماما، خوفا من تداعياتها الكبيرة على المجتمع الصهيوني المهزوز اساسا وانكشاف مدى فضاعة سقف تهديداته واستغاثته اليوم وبالتاكيد ان قادم الايام ستكشف مدى الخسائر المادية والبشرية التي نجمت عن قصف عشرة مراكز استراتيجية للاستطلاع والاتصالات ومراكز قيادات عسكرية هامة وغيرها.
ان احتفاظ محورالمقاومة بحق الرد وتسديدها في الوقت الذي اختارته كان على الدوام مربكا للعدو الصهيوني ولحماته من العرب المتصهين والغربيين الذين حشروا في الزاوية الحرجة ولم يجدوا منفذا لدعم العدو الصهيوني في هذه المعركة المحدودة سوى طلب التهدئة والتنديد اللفظي وتركوه عمليا لوحده يلعق جراحه.
معركة الجولان المحدودة كشف للعدو الصهيوني ولحماته استعداد محور المقاومة لاية مواجهة قادمة مهما كانت ابعادها وفي نفس الوقت كشفت مدى هشاشة العدو الصهيوني وتهربه من المواجهة المفتوحة التي ان دق جرسها لن يبقى اثر لهذا الكيان في خارطة المنطقة والكيان يعرف ذلك قبل غيره.