نتنياهو يحفر قبره بيديه
مهدي منصوري
لم يتبق للمجرم نتنياهو مجالا لاثبات خوفه وفزعه من ايران الا ارسال رسائل التهديد الجوفاء عسى ولعل ان يخرج من هذه الحالة التي سيطرت عليه وبصورة اصبحت بعبعا مخيفا له، وبعد ان صرح في الاسبوع الماضي وبتلك الروحية القلقة والمرتبكة وامام الصحفيين والتي اثارت استغرابهم عندما كرر وبصورة هستيرية اسم (ايران) ثلاث مرات ، ظهر بالامس وهو يوجه رسالة تهديد لطهران من انه لايمكن كبح جماح النفوذ الايراني الا بالمواجهة وتعهد ان كيانه سيقوم بهذا الامر عاجلا ام آجلا.
ومن الطبيعي جدا ان مثل هذه التصريحات واشباهها قد ملت الاذان سماعها واصبحت كالاسطوانة المشروخة وذلك لان واقع الكيان الصهيوني اليوم يعكس صورة مأساوية كبرى خاصة بعد تعاظم مسيرات العودة التي اخذت بعدا جديدا واستطاعت ان تخلق حالة من الارباك في الداخل الصهيوني بحيث تحدثت التقارير عن تعاظم الهجرة المضادة وبصورة مرعبة ومخيفة، وبنفس الوقت فان الكيان الغاصب الذي لا يرعوى في استخدام ابشع الاساليب القمعية من اجل ايقاف المد الجماهيري الفلسطيني الذي اخذ ينمو ويكبر يوما بعد يوم وجد نفسه في صورة المهزوم والعاجز الذي لا يدري ماذا يفعل، وكيف يعالج الموقف لترجح الكفة لصالحه خاصة بعد ان فقد نتنياهو مصداقيته في الداخل وذلك من خلال الاحتجاجات والانتقادات لسياساته الفاشلة وعلى صفحات الاعلام الصهيوني.
ولذا فان تهديده بالمواجهة لايران لم يكن سوى زوبعة في فنجان كما يقولون او انه يريد ان يطمئن الداخل الصهوني من انه قادر على توفير الامن لهم، وكانه وبهذه التصريحات يريد ان يستغفلهم لان ومن خلال المعطيات على الارض تعكس حالة العجز الكبير وكما اسلفنا عن مواجهة مسيرات العودة الفلسطينية فماذا سيكون مصيره ومصير كيانه لو اراد ان يواجه ايران بحرب كما يدعي، ومن هنا يمكننا القول ان نتنياهو بدأ يحفر قبره بيده وانه مستعجل على زواله وانهيار سواء كان يعلم بذلك ام لا يعلم، لان ايران الاسلام وكما يعرف العالم اجمع لايمكن ان تكون البادئة في الحرب ولكن اذا تعرضت الى اي عدوان فان ردها سيكون قاسيا وقويا بحيث لايمكن توقعه او تصوره من اي احد.
فلذا فعلى نتنياهو ان يعرف حجمه وموقعه جيدا قبل ان يصطدم بصخرة طهران القوية التي ستهشم ليس فقط راسه بل رأس كل الذين يدفعونه لارتكاب حماقته الهوجاء.