المجلس النيابي اللبناني سيفرز توازنات جديدة
سيشهد اليوم لبنان المقاوم اول انتخابات تشريعية تعطي الاحزاب والتيارات حجمها الحقيقي بناء على اتفاقها العمل بقانون النسبية خلافا للانتخابات السابقة التي كانت تجرى وفقا لقانون الاكثرية الذي كان يحرم بعض الفئات اللبنانية من التمثيل في المجلس النيابي، اضافة الى ان قانون النسبية ترك تاثيرا كبيرا على التحالفات الانتخابية وغيّر من في خريطة التحالفات السياسية القائمة.
واليوم امام الناخب اللبناني 76 لائحة يحق له انتخاب ما يشاء وفقا لقناعته وبيئته التي يرتبط بها وسيكون مشهد الانتخابات التشريعية في هذه الدورة مختلف عن سابقاته حيث جمدت الانتخابات لتسع سنوات مضت وهناك الكثيرون سيشاركون لاول مرة في هذه الانتخابات.
لكن ما يعكر صفو اجواء الانتخابات التشريعية في هذا اليوم هو التدخلات الاميركية والسعودية لدعم حلفائهم الضعفاء الذين لا يمتلكون مشروعا سياسيا او برنامجا انتخابيا او رؤية واضحة لمستقبل لبنان لذلك لجأوا لاستخدام لغة طائفية وقومية فجّة واستحضار المشروع الفارسي او الثار لـ 7 ايار او تحويل بيروت الى حسينية كما ذكر ذلك المشنوق وزير الداخلية الحالي. وهذا يؤكد افلاس هذه الجهات التي تحظى بدعم اميركي سعودي تحاول خلط الاوراق عسى ان تحصل على اصوات اكثر لكنه بالتاكيد سيحصل العكس والوثيقة التي كشف عنها حزب الله خير دليل على التدخل السعودي في الانتخابات حيث يبرق عادل الجبير وزير الخارجية السعودي لمن يهمه الامر بتقديم الدعم المالي لحزب المستقبل والقوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع. وقد ظهر ذلك جليا من خلال الانفاق الانتخابي الذي تجاوز السقف المسموح به في الانتخابات التشريعية اللبنانية.
وفي المقابل نرى حزب الله يطرح مشروعا انتخابيا لمكافحة الفاسد وبناء الدولة وهو بحد ذاته يستقطب الناخب اللبناني لثقته الكبيرة بحزب الله ووعوده حيث استطاع ان يهزم العدوان الصهيوني ويحرر الاراضي اللبنانية وكذلك يهزم داعش ويحمي لبنان من شروره فكيف لا يغلب خصومه في الساحة الانتخابية وصناديق الاقتراع لذلك هناك مؤشرات بان الناخب اللبناني ومن جميع المذاهب والاديان سيندفع بحماسة صوب صناديق الانتخابات لانتخاب ممثليه سواء من قائمة حزب الله وامل او لوائح القوى المتحالفة معه ومن شتى الاتجاهات المذهبية والدينية.
واليوم في لبنان مشروعين احدهما وطني- تحرري يقوده حزب الله لبناء لبنان مستقل قوي يقف على امام قدميه ويصد الاعتداءات الصهيونية ويحميه ويصونه من التدخلات الخارجية عبر ترجمة معادلة "الجيش والشعب والمقاومة". والمشروع الاخر الذي يمثله حزب المستقبل والقوات اللبنانية ومن يرتبط بهما هو ربط لبنان بالمشروع الاميركي- السعودي لاذلاله وجعله تابعا لا يمتلك قراره وهذا اصبح واضحا ولاغبار عليه لدى الشعب اللبناني.
فاستهداف حزب الله في هذه الانتخابات وبهذه الكثافة من قبل مثلث الشر الاميركي الصهيوني السعودي يأتي في سياق مشروع ضرب المقاومة وانتزاع لبنان قوته الحقيقية لكن هيهات ان يحقق هذا المثلث المشؤوم احلامه البائسة، لذلك ما نلحظه من المؤشرات ومن سير الحملات الانتخابية واجوائها ان المجلس النيابي القادم سيفرز توازنات جديدة لصالح مشروع المقاومة الذي يقوده حزب الله لبناء لبنان يبرز كلاعب قوي ومؤثر في المنطقة وسيكون يوم السابع من ايار التي ستظهر فيه النتائج عرسا وطنيا يؤكد فوز حزب الله والقوى المتحالفة معه من شتى الاديان والمذاهب والاتجاهات المتباينة.