بقاء روسيا أم تفكيك سوريا!
كتب إدوارد تشيسنوكوف، في "كومسومولسكايا برافدا" مقالا بعنوان "لماذا روسيا تساعد سوريا"،يتناول المقال سبب اندلاع الحرب السورية وأسباب مشاركة روسيا في النزاع السوري.
وجاء في المقال: السبب الرئيس واضح للعيان: من الأفضل بكثير القضاء على الإرهابيين في أقصى العالم من الانتظار حتى يطرقوا أبواب بيوتنا، كما حدث في التسعينيات، أثناء الحرب في شمال القوقاز.
يشير عدد من الخبراء إلى مصادفات غريبة. ففي نهاية الألفينيات، قررت قطر مد خط أنابيب غاز إلى أوروبا عبر سوريا.. لكن الأسد لم يوافق، وسرعان ما جاءت الحرب إلى بلاده. لذا، فإن الوجود الروسي في سوريا هو أيضا دفاع عن مصالحنا الاقتصادية.
وفي الإجابة عن السؤال التالي:
كم من الأموال أنفقنا على الحرب حتى الآن؟
في الإجابة عن هذا السؤال، يقول المحلل السياسي في منظمة مراقبة دول رابطة الدول المستقلة وأوروبا ستانيسلاف بيوشوك:
لا توجد معلومات دقيقة، كثير من نفقات العملية العسكرية يبقى سريا. ومع ذلك، يقدر إنفاقنا بحوالي 2 مليار دولار، هل تعتقدون أن هذا كثير؟ لقد أنفقت بريطانيا وحدها مبلغاً يعادل 2.6 مليار دولار، قبل سبع سنوات فقط على قصف ليبيا، على الرغم من مشاركة دول أخرى في الناتو في تلك العملية، ولم يستغرق الأمر سوى ستة أشهر.. ناهيكم بأن روسيا استعرضت فاعلية أسلحتها أمام العالم كله.
وماذا لو سحبنا قواتنا الآن مباشرة؟
تندلع الحرب الأهلية في سوريا بقوة جديدة، فاللاعبون الخارجيون الذين يدعمون القوات المناوئة للأسد (الولايات المتحدة الأمريكية في المقام الأول وعدد من الدول العربية) سيحصلون على حرية عمل كاملة تقريباً. سيؤدي ذلك إلى الإطاحة بالسلطات الحالية، وفي أفضل الأحوال، إلى تفكيك سوريا إلى عدة "مناطق قبلية" تابعة للقوى الخارجية. وأما في أسوأ الأحوال، فإلى دولة فاشلة مع حرب دائمة، الجميع فيها ضد الجميع، مثل ليبيا الحالية. ستفقد روسيا الاحترام والمكانة كلاعب دولي مسؤول، خاصة في نظر الدول غير الغربية. من الممكن أيضا حدوث تعقيدات خطيرة على الجبهة السياسية الداخلية، لأن مثل هذا السلوك من السلطات الروسية في نظر المواطنين سيعني تراجعا مخجلا تحت ضغوط واشنطن، والشطب على كل ما قيل عن "عودة روسيا إلى وضعية القوة العظمى".
وكم سيستمر ذلك؟
في الحديث عن الشرق، لا يمكنك أن تكون متأكدا من أي شيء. لكن، قبل ثلاث سنوات، عندما بدأ سلاح الجو الروسي عملياته، كان 85% من أراضي سوريا تحت سيطرة المسلحين. والآن، ما لا يزيد عن 15%، وحتى هذه الجيوب يتم تصفيتها بهدوء. لذا، وفقا للخبراء، فإن عملية السلام تسير نحو خط النهاية. لكن إعادة إعمار الجمهورية السورية سوف تستغرق سنوات عديدة. وتقدر البلاد الخسائر الناجمة عن تدمير مدنها (بما في ذلك أثناء القصف الغربي) بحدود 400 مليار دولار، ومن غير الواضح من أين ستؤخذ هذه الأموال.