kayhan.ir

رمز الخبر: 75250
تأريخ النشر : 2018May04 - 21:20

ترامب وفتح الملفات الخاوية


ما يظهر من "التطورات والاحداث الراهنة والتصعيد الاميركي اللافت ضد ايران قبيل الثاني عشر من ايلول موعد اتخاذ الرئيس الاميركي ترامب قراره بالغاء او بتجميد الاتفاق النووي او فرض عقوبات للذهاب لاتفاق جديد، كلها مؤشرات على ان الادارة الاميركية وخاصة رئيسها مرتبك ومازوم للغاية يبحث عن اوراق جديدة للاستعانة بها لتصعيد الموقف مع ايران وتبريره لاتخاذ القرار حول الاتفاق النووي الذي اصبح اليوم امرا واقعا لايمكن انكاره خاصة ومن الجانب الايراني اثبت التزامه بجميع بنودها بحسب شهادة الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال تقاريرها العشر التي اصدرت لحد الان. اما في المقلب الاخر وبشهادة الجميع فان الجانب الاميركي لن ينفذ فحسب اي من التزاماته بل يمضي قدما في تهويله وتهديده ضد ايران بهدف الابتزاز. وبالطبع لم تكتفي بما يفعله بل يحرض الاخرين للتأليب على ايران وخلق اجواء تمهد الارضية لقراره المرتقب.

فالمسرحية الهزيلة والصبيانية التي خرج بها نتنياهو حول النشاط النووي الايراني اثارت سخرية واستهزاء العالم خاصة الغربي وحتى "الاسرائيلي"، كانت احدى وسائل تحريض ترامب وفريقه الخائب ضد ايران لكن يبدو ان هذه السمفونية المشروخة اصطدمت بجدار الحقيقة وارتدت على صاحبها الذي سبق له وان عرض مثل هذه المسرحية السخيفة من على المنبر الدولي في الامم المتحدة وانتهت كالفقاعة.

وبعد مسرحية نتنياهو المدمن على الكذب والتزوير اوعزت الادارة الاميركية لملك المغرب المأزوم داخليا لقطع العلاقات مع ايران في خطوة تصعيدية تخدم ترامب موجهة ضد ايران وتخدم سياسته هو في الداخل لحرف انظار الشعب المغربي عن معيشته ومأساته.

ولم يكتفي الرئيس ترامب بسياساته الهوجاء والبلطجية ببيع سمعة اميركا ومصداقيتها السياسية في سوق النخاسة بل تجاوز الامر الى القضاء الاميركي واثبت للجميع على ان اميركا دولة منفلتة لا تلتزم لا بالقوانين الدولية ولا بمعاهداتها ولا بمواثيقها بل تريد شرعنة قانون الغاب وهذا ما اتضح جليا من خلال الايعاز، لمحكمة في جنوب نيويورك لتصدر حكما غيابا وبدون عرض اية ادلة او وثائق تدين ايران بدفع غرامة تبلغ 6 مليارات دولار لعوائل ضحايا 11 سبتمبر. وهذه اكبر مهزلة في التاريخ حيث يسيس القضاء الاميركي بهذه الفظاعة والفضاحة، لان العالم باجمعه والشعب الاميركي يعلم جيدا من نفذ احداث الحادي عشر من سبتمبر؟ وما هي جنسيات المنفذين؟ ومن هي الجهة التي اعلنت مسؤوليتها عن الحادث؟

وهنا يطرح هذا التساؤل اين هذا القاضي في محكمة نيويورك من هذه الحقيقة؟ ومن اوعز اليه في ادارة ترامب الفاشلة اصدار مثل هذا الحكم التافه ضد ايران، من قانون "اجاستا" الذي اقره الكونغرس الاميركي الذي عطل حتى "فيتو" الرئيس اوباما ضد هذا القانون الذي بمقدوره مقاضاة دول كالسعودية على خلفية هجمات الـ 11 من سبتمبر!!

لكن ما نلحظه من تصرفات الرئيس ترامب المربك المأزوم والمحرج باتخاذ القرار ضد الاتفاق النووي في الثاني عشر من ايلول، تدل على عدم التزامه وعدم صوابية حساباته لذلك لم يجد طريقا امامه سوى خلط الاوراق وفتح حزمة من الملفات مرة واحدة امام ايران عسى ان يسعفه الحظ لاتخاذ قرار يستطيع الدفاع عنه، لكن ما نشهده وما نلمسه من مواقف على الصعيد العالمي ومنها الاتحاد الاوروبي وروسيا والصين وغيرها وحتى الوكالة الدولية للطاقة الذرية للحفاظ على الاتفاق النووي، يؤكد صعوبة الموقف وعقمه.