المرجعية العليا ومستقبل العراقيين
مهدي منصوري
في ظل الترقب الذي طال العراقيين لسماع صوت المرجعية العليا فيما يجري خاصة وانهم على ابواب الانتخابات التشريعية وضمن الهوس الاعلامي والسياسي الذي اخذ يخيم على الواقع الانتخابي، فقد حسمته بالامس وكعادتها ولكونها صمام الامان لهذا الشعب بموقفها وبصورة وضعت فيه النقاط على الحروف، بحيث اغلقت كل التكهنات والتصورات والاراء التي تريد عرقلة هذه الانتخابات لكي لا تعطي ثمارها.
وكما عهد العراقيون فان المرجعية العليا قد اكدت وبصورة قاطعة دعوتهم للمشاركة الفاعلة والواسعة في هذه الانتخابات كرد قاطع على كل الجهود السياسية والاعلامية المكثفة والكبيرة وبالتركيز على بعض نقاط الضعف في مسيرة العملية السياسية لتثبيط عزيمتهم من المشاركة، وبذلك تمكنت المرجعية ان تضرب عصفورين بحجر لانها وبدعوتها هذه فقد احبطت المخطط الدولي والاقليمي المعادي للشعب العراقي من ايجاد موضع قدم لها، وبنفس الوقت فانها وبهذه الدعوة المباركة قد خلطت كل الاوراق المعادية كما خلطتها من قبل عندما اندفع الشعب العراقي استجابة للفتوى التأريخية في محاربة الارهاب المدعوم دوليا واقليميا دفاعا عن العراق ومقدساته والتي جاءت نتائجه الايجابية في طرد الارهابيين من هذا البلد وبصورة لم يتوقعها العالم اجمع والذي وضع داعمي الارهاب في حالة من الصدمة الدائمة، اذن فانه وبعد هذه الدعوة فان الشعب العراقي لايمكن ان يخيب امال المرجعية بل سيندفع وبكل بقوة نحو صناديق الاقتراع، وكما استطاع ان يطرد الارهاب العسكري سيطرد الارهاب السياسي الداعشي القادم الذي يراد له ان يغير مسيرة العملية السياسية وعودتها الى المربع الاول وقبل عام 2002.
والملاحظة المهمة الاخرى والتي لا تقل أهمية عن الاولى الا وهو حذر كل القائمين على الانتخابات ان يقطعوا الطريق على الذين فتحوا حسابا على التلاعب بنتائج الانتخابات خاصة اميركا وبعض الدول الاقليمية ومنها السعودية من ان يقفوا سدا منيعا من التدخل الخارجي والاقليمي في الانتخابات لتكون هذه الانتخابات صوتا عراقيا وطنيا بعبر عن صدق مشاعر العراقيين ويرسم مستقبلهم من خلال انتخاب من يرونه صالحا لادارة شؤون البلاد.
واخيرا فان المرجعية العليا وفي قولها الفصل قد رسمت للشعب العراقي خريطة طريق واضحة لالبس فيها ولا غموض لكي لايكون لقمة سائغة لاعدائه الذين لايريدون له الاستقرار والازدهار، من خلال مؤامراتهم المتنوعة والمختلفة وعلى مدى خمسة عشر عاما، وقد اشارت اوساط سياسية واعلامية وعراقية وبعد خطاب المرجعية العليا من ان الشعب العراقي قادر ان يضع كل ماطلبته المرجعية موضع التنفيذ وكما عهدناه منه في استجابته للفتوى التاريخية، وبذلك سيسطر ملحمة انتخابية كبرى تقلب كل الموازين وتقطع وتحطم آمال كل الاعداء والمتامرين والمأجورين.