الوكالة الدولية للطاقة الذرية: ليس هناك أي مؤشر لأنشطة مرتبطة بتطوير قنبلة نووية في ايران
طهران – كيهان العربي:- أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لا تملك أيّ مؤشّر له مصداقية عن أنشطة في إيران مرتبطة بتطوير قنبلة نووية بعد عام 2009.
وقال المتحدّث باسم الوكالة، أن هيئة حكامها أعلنت إنهاء النظر في هذه المسألة بعد تلقّيها تقريراً بهذا الصدد في كانون الأول/ ديسمبر عام 2015، مضيفاً أن الوكالة تدرس كلّ المعلومات المتوفّرة والمرتبطة بالضمانات، موضحا أنها لا تناقش علنا مسائل متعلّقة بأيّ معلومات من هذا النوع.
ورد وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف على تصريحات "نتنياهو" واصفاً إياه بالولد الذي لا يستطيع التخلي عن عادة الراعي الكذاب ومرة أخرى سيمارس عادة الكذب.
وفي السياق ذاته، توالت ردود الفعل الدولية على مزاعم رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بأن طهران تخفي جزءاً من برنامجها النووي، وأجمعت في معظمها على ضرورة التمسك بالاتفاق النووي في ظل غياب أي ردٍ عربي علنيّ.
أول المواقف من روسيا التي شددت على التمسك بالاتفاق النووي الإيراني حيث أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع نتنياهو موقف موسكو الثابت بضرورة التزام جميع الأطراف بخطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني
من جانبها قالت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إنها لم تجد في بيانات "نتنياهو" أي دلائل تفيد بعدم التزام إيران بالاتفاق النووي.
اما المانيا فقد اعتمدت موقفاً متريثاً حول تصريحات نتنياهو، معلنة أنها ستجري تحليلاً مفصلاً للمعلومات الإسرائيلية المتعلقة بأنشطة إيران النووية فيما شددت لندن على انها لم تكن مطلقا ساذجة بشأن البرنامج النووي الإيراني أمّا الخارجية الفرنسية فأشارت إلى أن المعلومات الإسرائيلية تبرز أهمية الإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران.
وخرجت صحيفة "نيويورك تايمز" من سياق الموقف الرسمي الأميركي المؤيد لتصريحات نتنياهو إذّ وصفت عرض نتنياهو بالعرض المسرحي، موضحة أنه في ظل عدم تقديمه أي دليل على انتهاك ايران للاتفاق النووي منذ سريانه فإن هدفه التأثير على قرار ترامب المرتقب بشأن الاتفاق.
كما رفضت الأمانة العامة للأمم المتحدة تغيير رأيها بشأن الإتفاق النووي بناء على المزاعم الإسرائيلية.
وقال نائب المتحدث الرسمي فرحان حق، إن " الوكالة الدولية للطاقة الذرية تبقى المرجعية في هذا الخصوص"، مشدداً على أن "الاتفاق النووي مع إيران مهم جداً للإستقرار والسلام في المنطقة".
وأكد حقّ أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لا يزال يساند الاتفاق النووي"، مشيراً إلى أن "منظمة حظر الأسلحة الذرية تتابع الأمر وسيصدر عنها بيان في هذا الشأن".
وفي طهران فقد حذر وزير الدفاع العميد امير حاتمي الكيان الصهيوني وحماته التمادي في دسائسهم وممارساتهم الخطرة، مؤكدا ان رد ايران سيكون مباغتا ومؤلما.
واشار العميد حاتمي خلال مراسم تكريم طلبة جامعة "مالك الاشتر" التابعة لوزارة الدفاع، الى المسرحية الدعائية لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الليلة الماضية وقال: ان المسرحية الدعائية لنتنياهو هي امتداد لسيناريو الكيان الصهيوني الرامي الى التغطية على جرائمه غير المبررة ضد الشعب الفلسطيني المظلوم.
واعلن ان الثورة الاسلامية والجمهورية الاسلامية في ايران هي الراعية الرئيسية والمدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم وقال: ان انتخاب هذا الوقت لعرض هذه المسرحية ومن قبل من له سجل في عرض مثل هذه المسرحيات يكشف انه الى جانب الاهداف الكلية لهذا الكيان في معاداة الشعب الايراني فانه يتطلع الى مآرب خاصة متمثلة في مواكبة السيناريو العدائي لترامب ضد الشعب الايراني.
واعتبر مزاعم "نتنياهو" بانها عديمة الاساس وخاوية وقال: ان اثارة مثل هذه المزاعم لاتنطلي حتى على الجماهير والراي العام وتكشف عن عجز وتخبط الكيان الصهيوني جراء هزائمه في المنطقة وعجزه في مقابل المقاومة البطولية للمقاومين الفلسطينيين الذين يرفضون المساومة.
واكد وزير الدفاع بان: ساسة الكيان الصهيوني الغاصب ادركوا جيدا بانهم لم يحققوا اي نصر في اي من حروبهم منذ انتصار الثورة الاسلامية وبداوا يتراجعون في تحقيق اهدافهم اللامشروعة وان هذا النهج سيتواصل في المستقبل ايضا وان مصيرهم المحتوم سيكون ما قاله قائد الثورة الاسلامية.
وقال ان المبادئ السامية للثورة الاسلامية وجبهة المقاومة التي تسير على هدى هذه المبادئ هي التي اسهمت في الحاق الهزائم بهذا الكيان خلال العقود الاخيرة.
واشار الى هزائم الكيان الصهيوني الغاصب للقدس وقال: ان الكيان الصهيوني ورئيس وزرائه بعيدون عن العقلانية واذا ما قررت الجمهورية الاسلامية الايرانية التعاطي باستراتيجية بعيدا عن استراتيجية ضبط النفس فان هذا الكيان سيواجه عواقب مفاجئة ومؤلمة.
واوضح العميد حاتمي بانه: ينبغي للكيان الصهيوني ان يكون ادرك لحد الان ان مقاتلي محور المقاومة الشجعان لن يترددوا في الثار للشهداء من رفاق دربهم مؤكدا انه يحذر الكيان الصهيوني وحماته من التمادي في مؤامراتهم ودسائسهم وممارساتهم الخطرة.
من جانبه قال مستشار الشؤون الدولية للمرشد الايرانيّ على أكبر ولايتي إنه "لا يوجد بين أعداء الأمّة الاسلامية شخص أكثر وضاعة من رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو".
ولايتي رأى أن "سبب استخدام نتنياهو العبارات البذيئة هو اليأس من استمرار بقاء الكيان الصهيونيّ في المنطقة"، مؤكّدا أنّ إيران "لا تعير تصريحات نتنياهو وعباراته البذيئة أهمية" وحذّر من أن إيران "ستخرج من الاتفاق النوويّ إذا خرجت الولايات المتحدة منه أو اضافت اليه أو حذفت منه شيئاً".
اما مساعد وزير الخارجية الدكتور عباس عراقتشي فقد علق على اتهامات نتنياهو بالقول إنّ "مسرحية نتنياهو طفولية ومثيرة للسخرية".
ورأى أنّ مسرحية نتنياهو المضحكة مخطط لها قبل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رأيه حول الاتفاق النووي، مضيفاً أنّ هذه المسرحية هي آخر محاولات إسرائيل للتأثير على هذا الاتفاق، واعتبر أنّ ادعاءات نتنياهو تعكس مدى غضب أميركا وإسرائيل والسعودية من الاتفاق.
وأجرى رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قبل يومين عرضاً لما وصفه بالأدلة على وجود برنامج إيران السرّي للأسلحة النووية، متهماً إيران بالكذب قائلاً إنها نقلت منشآتها النووية في العام 2017، مدعياً أن برنامج إيران النووي يمتلك عناصر برنامج التسلح النووي الخمسة، وأنّ طهران "تُعدّ 5 قنابل بحجم قنبلة هيروشيما".
وفي السياق قال "موآف فاردي" معلق الشؤون الخارجية في قناة "كان" إن: ما عرضه نتنياهو غير كافٍ لإثبات خرق إيران للاتفاق النووي، وأضاف الإنجاز الاستخباري رائع لكن من دون إثبات أن إيران تواصل العمل على برنامج الأسلحة بعد الاتفاق".
يذكر أنه في نهاية حزيران/ يونيو 2015 وقّعت إيران اتفاقاً نووياً مع مجموعة دول 5 + 1، واعتبرت طهران أنه وضع حداً لحلقة مفرغة لم تكن في مصلحة أحد، فيما وصفته واشنطن بالتاريخي.
ومن سيدني قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمس الاربعاء: إنه يجب صون الاتفاق النووي وإنّ فرنسا ملتزمة بذلك.
ونقلت صحيفة 'اي بي سي' الاسترالية عن ايمانويل مكرون قوله امام الصحفيين 'لا أعلم بالتحديد ما سيتخذه رئيس الولايات المتحدة الامريكية من قرار إلّا أنني أعلم جيداً بأننا بحاجة الي إتفاق ومفاوضات شاملة، فلا أحد يرغب بتصعيد جديد في المنطقة'.
وتعليقا على سياسات ترامب من الاتفاق النووي قال كيري: اخرجوا من الاتفاق النووي حتى يبدأ كل شيء من جديد ونرجع الى الوراء.
وجاءت تصريحات كيري عقب عرض تلفزيوني لنتانياهو مساء الإثنين أظهر خلاله مستندات إدعى بأنها تعود لأنشطة سرية لإيران للاستمرار في تطوير سلاح نووي بعد ابرام الاتفاق.
ونفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ادعاءات نتانياهو الأخيرة وأكدت على عدم وجود أدلة تفيد بقيام طهران بأي نشاط يتعلق بسلاح نووي منذ عام 2009 حتى اليوم.