kayhan.ir

رمز الخبر: 75159
تأريخ النشر : 2018May02 - 19:40

إجتماع المتشددين ضد إيران في أول محطة


أبو رضا صالح

وكما تقرر، اختار وزير الخارجية الأميركي الجديد فور تسلمه المنصب، الشرق الأوسط، محطة أولى لجولاته الرسمية. وبالذات اختار السعودية وإسرائيل العدوين اللدودين للجمهورية الإسلامية، إلى جانب الأردن التي تتمتع بدور مفصلي في القضية الفسطينية.

فإلى جانب ترؤسه الـ(CIA) سابقاً يشتهر بوميبو بعدائه لإيران. إلى حد أنه وخلال سريان المحادثات النووية كان قد صرح أنه وبدلاً من التحدث إلى إيران يجب أن تمطر بالقنابل. كما أن جهوده مشهورة في تهدئة التوترات الجادة بين أميركا وكوريا الشمالية، والتي كان نتاجها عملياً راحة البال لأميركا وترامب بالذات، تجاه التهديد والتحدي الذي كانت تمثله هذ الدولة النووية. ما يتيح لأميركا متابعة مشاريعها القديمة في الشرق الأوسط بشكل أخص، وعلى رأسها الملف الإيراني وملف القضية الفلسطينية.

الحقيقة أن ترامب ذوالنزعة التجارية، يتوق إلى تطوير قوة أميركا القاهرة، إلى جانب أنه يتجنب في نفس الوقت إنفاق المال من أجل حلحلة التحديات التي يواجهها. لذلك وبدل التدخل المباشر وصرف المزيد من المال، هو يفضل دوماً الدعم والرعاية، ويدعم عملياً الحروب النيابية، أي الحروب التي تحقق المقاصد الأميركية ولا تكلفها في نفس الحال المزيد من التكاليف.

وعطفاً على ما سلف، هناك عدة نقاط لافتة في جولة بومبيو إلى المنطقة:

أولاً: تأتي زيارة بومبيو إلى المنطقة على أعتاب حدثين هامين يشغلان بال الكثير من وسائل الإعلام والمحللين وكذلك الرأي العام في الشرق الأوسط. قد نكون بغنى عن الذكر أن القضيتين تتمتعان بدائرة شمول دولية، وأن تحققهما سوف لن يخلو بأي حال من الأحوال عن تأثير على مجمل الأوضاع الدولية في العالم. الحدث الأول هو قضية نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى مدينة القدس في يوم النكبة وتزامناً مع الذكرى الـ70 لتأسيس الكيان الصهيوني الغاصب في الـ14 من مايو/أيار.

والحدث الثاني الذي سوف يسبق الحدث الأول بيومين فقط هو الإعلان عن رفض أو موافقة ترامب لوقف العقوبات على إيران.

وفيما يبدو أن الحدث الأول واقع لا محاله، يمكن القول إن جولة بومبيو إلى المنطقة، في هذه الظروف وبهذه العجالة، تتعلق بعقد صفقة مع العربية السعودية لاتخاذها الصمت تجاه هذه القضية، مقابل تصعيداً أميركياً في العداء لإيران والاتفاق النووي وتشديد التضييق على إيران.

ثانياً: جولة بومبيو البكر إلى المنطقة (يبدو أن التاريخ السياسي الأميركي يخلو لجولة لأي من وزراء خارجيتها يتم بهذه العجالة وفور تسلمه المنصب) وتركيزها على مشتركات العداء السعودي-الإسرائيلي مع إيران من جانب، والدعوة إلى تركيز بلدان المنطقة على أن عدوها المشترك هي إيران من جانب آخر، إلى جانب الوعيد الأميركي بالخروج من الاتفاق النووي إن لم تتمكن من إصلاحه، تشكلان عملاً باقتين من الورود، يقدمهما بومبيو إلى العربية السعودية وإسرائيل، لكي يقوم وبالدرجة الأولى بتقريب الجانبين إلى الآخر أكثر من أي وقت مضى، ومن أجل اختلاق عدو مشترك بهما والتركيز عليه، بدلاً من التركيز على العداء التاريخي للمسلمين مع إسرائيل.

غني عن القول إن البيت الابيض يرى أن السعودية لو تدير ظهرها للقضية الفلسطينة سوف يمكن التوقع آنذاك أن تحذو بعض دول المنطقة التي تعول على الرياض اقتصادياً، أن تقلل من التردد التي ينتابها في هذا الجانب.

ثالثاً: وختاماً.. هو تركيز بومبيو على ترك الدوحة وقطر عدائهما جانباً. فرغم أن أن بومبيو وفي المحصلة يرنو إلى اتحاد الدول العربية في المنطقة ضد إيران، لكنه كلف السعودية بتركها للخلاف مع قطر، مؤكداً أن أميركا قد طفح الكيل لديها من تداوم خلاف السعودية ومصر والإمارات والبحرين مع قطر. ومغزى ذلك أن العداء إلا مع إيران ممنوع على دول المنطقة من الآن فصاعداً.. وأن أي دعم لفلسطين وأي امتعاض من إسرائيل يعد محظورا!

وبذلك جائت أولى جولة لمايك بومبيو ليعلـّم من خلالها المنطقة بعدة علامات منع وحظر!