kayhan.ir

رمز الخبر: 75157
تأريخ النشر : 2018May02 - 19:39

لماذا يتخوف الكيان الإسرائيلي من شهر أيار؟


جهاد حيدر

في شهر أيار يُتم الكيان الإسرائيلي سبعين عاماً منذ إقامته عام 1948، وفي أجواء هذه المناسبة، ستُنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، في خطوة تجسد الطموح الايديولوجي الصهيوني، وتعكس خيارات واشنطن المتصلة بحركة التسوية على المسار الفلسطيني. مع ذلك، يرتفع مستوى القلق في "تل ابيب" من مفاعيل وتداعيات المحطات المرتقبة في شهر ايار، وتظهر هذه المخاوف على ألسنة المعلقين والخبراء الذين يكادون يُجمعون على "خطورة" المرحلة التي يمر بها كيان العدو والمنطقة. وأبرز من عبرَّ عن هذه الأجواء، رئيس الاستخبارات العسكرية السابق، والرئيس الحالي لمعهد أبحاث الأمن القومي اللواء عاموس يادلين بالقول "لم يسبق أن كان شهر أيار خطيراً إلى هذا الحد منذ العام 1967". نتيجة هذه الأجواء والتقديرات، يلاحظ أن الكيان الاسرائيلي يشهد حالة استنفار سياسية وأمنية واعلامية، يُركِّز فيها المعلقون المختصون على مآل التطورات ودرجة خطورتها على ما يُسمى "الأمن القومي الإسرائيلي".

المنبع الأساس للقلق في "تل ابيب" يتمحور حول تداخل الرد الايراني المرتقب، وفق التقديرات الإسرائيلية، على الاعتداء الذي نفذته ضد قاعدة الحرس الثوري الايراني في مطار تيفور، مع السيناريوات والتداعيات التي يمكن أن تلي اعلان ترامب بالخروج من الاتفاق النووي.

بعد مضي أيام على الاعتداء الإسرائيلي في مطار تيفور، الذي أدى إلى استشهاد 7 من عناصر حرس الثورة الاسلامية، حضر تقدير في الأوساط الإسرائيلية، مفاده أن ايران قد تكون قررت تأجيل الرد إلى ما بعد اعلان ترامب في الثاني عشر من ايار، على أن يبنى على الشيء مقتضاه. ويعني هذا الربط، بالمعايير الإسرائيلية، أن طبيعة الرد الايراني وحجمه وساحته، سيتبلور في ضوء مآلات قرار ترامب وما سيليه من تطورات ورسائل متبادلة. وهو ما يرفع من مستوى القلق الإسرائيلي، باعتبار أن ما قد يتحكم بمنسوب الرد ووتيرته، أبعد من ضربة عسكرية إسرائيلية محدودة. وهو ما سيضع "تل ابيب"، من جديد أمام مروحة خيارات مفتوحة على العديد من الاحتمالات، من ضمنها التدحرج نحو مواجهة كبيرة بين ايران والكيان. وترتفع "المخاطر" على كيان العدو، إن وجد نفسه مدفوعاً نحو مواصلة هذا المسار العدواني، نتيجة لادراكه فشل الرسالة التي وجهها لمجمل الساحة السورية.

فيما يتعلق بالموقف من الاتفاق النووي الايراني، وجدت "تل أبيب" وواشنطن، بعد فشل رهاناتهما على اخضاع ايران واحتوائها وتطويقها واحداث تغييرات في داخلها، أن مواصلة ايران لمسارها الحالي على المستوى العلمي والاقتصادي والصناعي والاقليمي، سوف يعاظم من قدرات محور المقاومة ويعزز قوة ردعه الاقليمي في مواجهة الكيان الاسرائيلي والحلف الغربي في المنطقة. ولمواجهة هذا المستوى من المخاطر، قررتا الدفع نحو المخاطرة بنقض الاتفاق والخروج منه، مع ما ينطوي عليه من احتمالات تتصل بالرد الايراني الذي من الواضح أنه سيرد بشكل تناسبي مع الموقف الاميركي المفترض. وفي حال عادت ايران للتخصيب بنسبة 20%، سيشكل ذلك تجاوزا لخطوط حمراء أميركية وإسرائيلية. وهو ما سيعيد الكرة اليهما لدراسة خياراتهما المضادة بهدف ردع ايران عن هذا المسار، الأمر الذي سوف يستوجب رسائل ايرانية مضادة.

بموازاة ذلك، يتعاظم القلق في "تل ابيب" من مفاعيل نقل السفارة الاميركية، في الشارع الفلسطيني. خاصة في ضوء تواصل مسيرات العودة التي دفعت القيادة الإسرائيلية، إلى التخوف من امكانية نشوب انتفاضة واسعة، ولو لاحقاً. على خلفية انسداد السبل أمام الشعب الفلسطيني.

وهكذا، يجد الكيان الاسرائيلي نفسه أمام أسابيع مفصلية في انتاج معادلات سيكون لها دور أساس في بلورة المسارات الاقليمية، ومستقبل الصراع.