kayhan.ir

رمز الخبر: 73388
تأريخ النشر : 2018March16 - 21:01

الغوطة الشرقية.. معركة الفرقان

مع دخول الازمة السورية التي بدأت بتآمر دولي واقليمي خبيث ومكشوف لاسقاط الدولة السورية، عامها الثامن، الا ان دمشق اليوم هي اكثر حصانة واستقامة امام اعدائها الذين هم في تقهقر مستمر ويخسرون اوراقهم الواحدة تلو الاخرى. هؤلاء الاعداء بدءا باميركا ومرورا بالعرب المتصهينين وانتهاء بالاتراك لم يخفوا اهدافهم المقيتة باسقاط الرئيس الاسد وانهاء دور سوريا في محور المقاومة عبر دعمه للمجموعات المسلحة منذ البدء وبكل ما اتوا من امكانات هائلة سواء بالاموال الطائلة والتسليح وتسهيل عبور آلاف الارهابيين الذين اتوا بهم من شتى انحاء العالم عبر تركيا الى سوريا والعراق، لكن كل ذلك انهار وينهار اليوم امام مقاومة الجيش والشعب السوريين وقوى المقاومة المتحالفة معها.

والهدف الاساس من كل ما فعلته هذه القوى الدولية والاقليمية لتسخير امكاناتها الهائلة هو القضاء على محور المقاومة الذي يهدد الكيان الصهيوني من اجل تامين الحماية لهذا الكيان، الا انها فشلت اليوم في مسعاها المحموم وباتت تلعق جراحاتها وهي في اشد القلق والخوف عما ستؤول اليه الامور في سوريا بعودة المناطق التي كانت تحت سيطرة الارهابيين الى حضن الدولة السورية.

ومن هذه المناطق التي راهنت عليها اميركا والاطراف المشؤومة كثيرا في المنطقة هي الغوطة الشرقية على انها ورقة رابحة تستطيع الضغط على دمشق وابتزازها بتهديدها للعاصمة مباشرة وهذا ما دفع اميركا المأزومة في سوريا الى فتح معركتها من خلال دفع الارهابيين الذين لم يرغبوا اساسا بفتح هذه المعركة الخاسرة مسبقا لمعرفتهم بقدرة الجيش السوري وقوى المقاومة ان عزمت على شيء فلم تقف امامها اية قوة، بأمل ان تدعمهم اميركا عبر جلسات مجلس الامن الدولي واستصدار القرارات ضد سوريا تحت يافطة القضايا الانسانية او دعمهم عسكريا على الارض، لكن ذلك لم يحدث ولم تف اميركا باي من وعودها وبذلك سقطت العديد من المناطق والبلدات في الغوطة الشرقية وها هو الجيش السوري يسيطر على اكثر من 80% من الغوطة، بعد ان استطاع ان يفتح ممرات انسانية حيث خرج منها آلاف من ابناء هذه المنطقة هربا من الارهابيين واللجوء الى حضن الدولة خلافا لما كان يروج له الاعلام المعادي بان ابناء المنطقة متمردون على الدولة السورية لكن الحشود التي خرجت كانت ورقة ادانة لاميركا واذنابها واعلامها الذي تحاشى حتى ان تغطيتها لانها تعتبر هزيمة لها لذلك حاولت حتى اللحظة الاخيرة تواصل تهديداته وصراخها العالي بضرب سوريا لكنها تعلم جيدا ان تكلفة اشعال الحرب هي خارج نطاقها وقدرتها وانها ليست في وضع يسمح لها بدخول مثل هذه الحرب وان اشعلت نيرانها فليس بمقدورها السيطرة عليها اوالتحكم بنهاياتها.

والمعروف عن سلوك اميركا انها تذهب في التهويل للحرب لاخافة اعدائها حتى الحافة لكن عندما تشعر هناك ارادة قوية للوقوف امام تهديداتها سرعان ما تتراجع وتتحدث بلغة اخرى وهذا ما ثبت على الارض في الغوطة الشرقية حيث عجزت اميركا عن ارتكاب اية حماقة فيها.

وبذلك تكون اميركا وحلفاءها واذنابها في المنطقة قد خسروا ورقة الغوطة الشرقية التي كانت على الدوام تهديدا للعاصمة السورية ها هي اليوم تحترق بيد ابناء القوات المسلحة السورية وقوى المقاومة واصبح تحريرها بالكامل من المسلمات البديهية والمحسومة سلفا باذن الله.