kayhan.ir

رمز الخبر: 73328
تأريخ النشر : 2018March16 - 19:42

(الثقافة الشيرازية ، ثقافة السب والشتم)

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ

{وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ....} (الانعام/١٠٨)

في هذه الآية الكريمة حكم شرعي ذكره الفقهاء ، معللا بالاحتياط من سب الله سبحانه عدوانا وجهلا. هذا ما اوجبه علينا الباري عزوجل ، ووفق قياس الاولوية فان مادون ذلك (اي دون الذين يدعون من دون الله) ممن ليسوا اعداءا لله من الكتابيين وسائر المسلمين ، فهم اولى بان يتجنب سبهم . لانه تعالى منع من سب من هو في اقصى غايات البعد عنه ، فهل يرخص بسب من كان اقرب اليه ، ولاسيما من هم في الدائرة الاسلامية ، ولنفس العلة والسبب مضافا اليها اسبابا وعلل اقوى!!

فعندما يمتنع المؤمن من سب كل من دخل في نطاق هذه الدوائر ، فهو انما يمتثل لامر الهي شديد الصرامة. فالقيام بالسب هو مخالفة صريحة لنص صريح. وهو اثم كبير ، ولايتعلل الساب بالغضب من اعدائه ، او الانتصار لاوليائه لتبرير فعله المنكر. لان الايمان الحقيقي والعميق ، بطبيعته هو الذي يزود المؤمن بملكة الامتناع عن السب واللعن ، ويجعله ينتهج سبيل الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. وارتكاب إثم السب يدل على خدش في ايمان الساب ، خدش عميق قد يصيب لب الايمان اذا ادمن عليه. لذلك ورد عن الامام علي (ع) قوله:(ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذئ ...) بحار الانوار ج٦٨ ص٢٩٢

فهذه الرواية تبين جزءا من حقيقة الايمان. الايمان حالة روحية ترفع الانسان من مستوى الرذائل الاخلاقية ، الى مستوى الكمالات الروحية العبادية ، والتي بالمداومة عليها تترسخ حالة الايمان. وقد تنسلخ من الانسان في بعض مواقع العصيان. فاذا كثر انسلاخ هذه الكمالات والروادع ، ضعف منسوب الايمان عند الشخص ، وقد يتحول الى مضاد للايمان ، كما قال الامام الصادق (ع): (لايزني المؤمن حين يزني ، وهو مؤمن ، ولايسرق المؤمن ،حين يسرق ، وهو مؤمن ......) بحار الانوار ج١١ ص ٢٢٤

اي ان الايمان ينسلخ منه لحظة مقارفة الاثم ، فان تاب توبة نصوح عاودت اليه روحية الايمان ، وان لم يتب ، لم يزدد من الله الا بعدا. عندما تلاحظ ادمان الشيرازية على ثقافة السب والشتم ، فتاكد ان ذلك ليس بغضا عقائديا ايمانيا لمن يسبونهم والدليل انهم يسبونهم ويفعلون افاعيلهم من اكتناز المال ، وتقريب العشيرة على حساب العقيدة ويذاءة السان ، اليست هذه هي الماثم التي لاجلها يسبونهم؟!!،. ولايدل السب ايضا على مزيد تولي لاصحاب الولاية ، لان من يدعي تولي قوم عليه ان يتخلق باخلاقهم. بل اقصى مايدل عليه السب ، هو الضعف في ملكة الايمان. لم يكتفوا باخفاء السب ، رغم النهي عنه ، بل اعلنوه جهارا نهارا وعلى وسائل الاعلام ، مما عرض المؤمنين والمسلمين الى مخاطر جسيمة ، مما افضى الى مزيد من التفتيت في الكيان الاسلامي وبذر بذور الفتن المتلاحقة فيه.

ولما كان السب والشتم مضاد للايمان ، اوغلوا فيه الى اعماق سحيقة لم يكونوا ليصلوها لو تحلوا بادنى مستويات التقوى والورع والانتماء الفعلي للاسلام المحمدي. طيلة الثمانينات يزقون انصارهم واعوانهم وجمهورهم سب وشتم الجمهورية في ايران وشخص الامام الخميني (ره) رغم كل مااعطتهم من تسهيلات وامتيازات. انهم اسسوا ثقافة السب والشتم في الدائرة الشيعية ، على خلاف مااوصى به الائمة عليهم السلام ، موهمين اتباعهم والبسطاء من الناس ، ان ذلك السب والشتم من مصاديق التولي لاولياء الله والتبري من اعداء الله ، واصل كبراؤهم لذلك ، الاصول ، وفرعوا له الفروع ، واشغلوهم عن اعداء الله الحقيقين واوليائه المؤمنين المقاتلين في سبيله . انهم يسبون المسلمين والمؤمنين والمراجع والفقهاء والمفكرين والمصلحين ، ولامانع عندهم ان يتخذوا منابر واشنطن الاستكبار او لندن الاستعمار منصة لقذف المسلمين ، هل هذا هو مايفهمه الفقيه الشيرازي من التولي والتبري؟!! من السذاجة ان يظن احد انهم اغبياء الى هذا الحد!!!

انهم لايتورعون من سب من يعتقدون انه اخطا علميا او اجتهاديا او اداريا ، ولكن لامانع عندهم من استلام (الحقوق الشرعية) من المرابين والسراق ، وتقريب شاربي الخمور بحجة احياء الشعائر الحسينية!!

وقد يفسر المتسامح ذلك بانه تذبذب وعدم عقائدية . ولكن هناك لاسيما من غاص في بواطن الامور ، من يذهب الى ان ذلك برنامج لتدمير الكيان الشيعي الاجتماعي ، ومنهج لتفتيت الكيان الاسلامي برمته ، عبر زرع الشقاق والفرقة بين صفوفه.

ان احد ابناء محمد الشيرازي بلغت به العنجهية الى حد قذف المسلمين والمؤمنين بالفاظ سوقية يستحي ان يتلفظ بها ساقطوا المجتمع ممن تربوا على ارصفة الكراجات ، وهو يرتدي عمامة الحوزة الشيرازية ، وليس من منكر ولا رادع من (آله المراجع).

رحم الله مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم عندما وبخ معمما شاهده ياكل الباقلاء في السوق ،طالبا منه ارجاع العمامة الى من البسه اياها ، معتبرا أكله في السوق موجبا لخدش العدالة ، فكيف بنا اليوم وآل الشيرازي يقذفون المحصنات ويسبون المؤمنين والمسلمين على رؤوس الاشهاد ومن على منبر الحسين (ع) ، فلا من رادع ولامانع . هل فعلا هي مؤسسة دينية؟ فاين مقاييسها الدينية؟؟!!

فقهاء ومؤسسو المذهب كآل الحلي كانوا يجلسون للفتيا لجميع المذاهب الاسلامية ، نشدانا لوحدة الامة ، فهل تراه غافلا عن عقيدة التولي والتبري ، ام ان محمد الشيرازي افقه من العلامة الحلي؟!!

ان من عاصروا محمد الشيرازي في شبابه يتذكرون افتراءه على السيد الشهيد بمنشور وزعه اوائل سبعينات القرن الماضي في اوج الحملة البعثية على السيد الشهيد ، انه كبيرهم الذي علمهم السحر.

بقلم: مراقب