شعب البحرين يحيي الذكرى السابعة للاحتلال السعودي بتظاهرات حاشدة ووقفات ثورية
كيهان العربي – خاص:- تأكيداً منه على مواصلة مسيرة ثورته المجيدة حتى إسقاط آل خليفة، ودحر الاحتلال الوهابي التكفيري السعودي الاماراتي المدعوم أميركياً وبريطانيا، أحيى أبناء الشعب البحريني الأبي أوّل أيّام فعاليات ذكرى الاحتلال الغاشم لبلاده بتظاهرات ثوريّة غاضبة في مناطق متفرّقة من البلاد، تزامنًا مع حراك شعبيّ تراوح بين وقفات تضامنيّة وقطع طرق.
فقد جال أهالي عاصمة الثورة "سترة" والبلاد القديم ومدينة جدحفص وغيرها في تظاهرات رافضة للاحتلال السعوديّ للبحرين تحت شعار "خيارنا مقاومة"، حيث رفعوا اليافطات المؤكّدة عل خيار المقاومة حتى دحر المحتلّ، ونادوا بالشعارات المستنكرة بقاء الجيوش الأجنبيّة في البحرين.
وفي بلدة مقابة نظّمت وقفة ثوريّة، بينما عمد شباب أبو صيبع والشاخورة إلى خط شوارع البلدتين باسم الديكتاتور حمد ليسحق تحت أقدامهم وعجلات السيارات، كما أشعل أبطال الميادين في بلدة الجفير نيران الغضب في شارع الحيّ الفندقيّ الحيويّ، أمام عجز عصابات المرتزقة عن إيقاف هذا الحراك الجماهيريّ الغاضب.
في هذا الاطار وضع القيادي في المعارضة البحرانية الدكتور سعيد الشهابي الاجتياح العسكري للبحرين، وبدعم من القوات الإماراتية، في سياق ما وصفه بـ”الظاهرة السعودية” التي تتمثل في "الرغبة لبسط النفوذ الإقليمي من أجل الهيمنة السياسية والاقتصادية”، مضيفاً أن الهدف من الاحتلال هو ضرب الحراك الشعبي السلمي في البحرين .
وذكر الشهابي بأنه من بين دوافع هذا التدخل هو انزعاج حكام السعودية والإمارات من الموقف الأميركي إزاء الربيع العربي، وتأرجح مواقف واشنطن بين دعم التحول الديمقراطي أو الاستمرار في نمط السياسات التقليدية التي تدعم أنظمة الاستبداد العربية.
دولياً، نظم نادي الخليج (الفارسي) الثقافي ندوة مساء الثلاثاء في العاصمة البريطانية لندن بمناسبة حلول الذكرى السنوية السابعة للإحتلال السعودي للبحرين. الندوة عُقدت تحت عنوان: (السعودية؛ الحروب الدينية والسياسية) وشارك فيها ممثلو العديد من المنظمات غير الحكومية الذين تطرقوا خلال كلماتهم إلى الدور الذي لعبته السعودية في قيادة قوى الثورة المضادة للربيع العربي الذي بلغ ذروته في العام 2011.
ورأى المتحدثون أن الشرق الأوسط يمر في حالة اضطراب منذ عقود، وقد تزايدت تلك الإضطرابات منذ أن دخلت قوى الثورة المضادة بقيادة السعودية في خط مواجهة ثورات الربيع العربي، حيث أدى ذلك إلى التسبب في فوضى هائلة في بيئة غير مستقرة. وبيّن المتحدثون أن التوغل السعودي والإماراتي في البحرين في أواسط مارس 2011 كان بمثابة عهد جديد في السياسات الاستباقية السعودية ضد أي تحول ديمقراطي.
وفي هذا السياق حمّل (ليندون بيترز) وهو ناشط في حملة مناصرة حقوق الإنسان في دولة الإمارات العربية المتحده (حمّل) ولي عهد دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد مسؤولية السياسات السعودية، معتبرا أن ابن زايد يتمتع بنفوذ مؤثر في السعودية وأن تدخلها في اليمن يندرج ضمن السياسات الإماراتية التي تعود إلى بدايات الربيع العربي الذي حاربته الإمارات بكل قوة، حيث شاركت في التدخل العسكري في البحرين.
الناشط البريطاني "سام والتون” وهو عضو في حركة "كويكرز” وناشط ضد تجارة الأسلحة والحروب وإنتهاكات حقوق الإنسان؛ تطرق في مداخلته إلى دور المملكة المتحدة في دعم السياسات السعودية التدميرية في المنطقة، وخاصة احتلالها للبحرين وحربها العدوانية على اليمن.
وأما الناشطة "جيسيكا بوينر ” من حملة مناهضة تجارة الأسلحة (CAAT) فلفتت إلى تصاعد الضغوط على الحكومة البريطانية لوقف تزويد السعودية بالأسلحة. وأشارت بهذا الخصوص إلى نشاطات حملة مناهضة تجارة الأسلحة وتنامي معارضة الرأي العام البريطاني لبيع أسلحة إلى السعودية، وإلى مواقف أحزاب المعارضة المناهضة لبيع الأسلحة، معتبرة أن هذه المواقف ” تضع ضغوطا هائلة على الحكومة البريطانية”، معربة عن أملها في أن تغير الحكومة من سياساتها بهذا الشأن.
وكان آخر المتحدثين في الندوة النائب البحراني السابق ورئيس منظمة سلام لحقوق الإنسان، جواد فيروز، الذي أكد في مداخلته على أن صمت المجتمع الدولي عن الإحتلال السعودي للبحرين "شجّعها على العدوان على اليمن”.
وفي جنيف، أثارت منظمة "أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين” ملف الانتهاكان المتواصلة في سجن جو المركزي في البحرين، ولفتت انتباه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف إلى "الظروف سيئة السمعة” في السجن، بما في ذلك سوء المعاملة والحرمان من الرعاية الصحية، وخاصة مع السجناء السياسيين.
وخلال كلمة بأسم المنظمة أمس الأربعاء في الحوار التفاعلي بالمجلس، أشار الناشط تايلر براي إلى استهداف المعتقلين في سجن جو على خلفية أنشطتهم السليمة، حيث يقضون فترات طويلة من الأحكام والعقوبات، وفي الوقت الذي يعانون فيه من "حالة مزرية وانتهاك للمعايير الدولية للاحتجاز”، حيث تكتظ السجون وتسود فيها الاعتداءات الجسدية وعقوبة السجن الإنفرادي.
كما كشف عن انتهاكات أخرى داخل السجن، ومن ذلك عدم توفير مياه كافية، كما أن المياه المتوفرة من النوع الرديء، وقد تم تزويد السجناء بمياه في زجاجات مبيّض بعد أن تمّ إفراغها من المواد؛ مع حصر و تقييد المكالمات والزيارات العائلية ومنع أي اتصال جسدي أثناء هذه الزيارات.
هذا وعبر مندوب الولايات المتحدة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف (عبر) عن القلق الشديد إزاء تدهور أوضاع حقوق الإنسان في البحرين.
ومن جانبها، أثارت البعثة الأوروبية في جنيف مخاوف مشابهة إزاء ما يجري في البحرين من انتهاكات حقوقية، بما في ذلك "القيود المفروضة على حرية التعبير” والاستهداف المتواصل للمدافعين عن حقوق الإنسان، ومن ذلك إغلاق صحيفة "الوسط” واستمرار اعتقال الشيخ علي سلمان والأستاذ حسن مشيمع.