لا موطئ قدم للغريب الاميركي في المنطقة
وصل الامر بالمختل عقليا ترامب ان يفقد توازنه باطلاق التصريحات الهستيرية التي اخذت تجلب الانظار لكونها بعيدة عن الواقع والمنطق، والملاحظ ايضا انه يريد ان يكون المهيمن ليس فقط على بلاده بل على المنطقة والعالم، بحيث اصبح لايطيق ان يرى وجود للدول الاخرى بديلا عن اميركا في المنطقة.
وبذاك اخذ يرسل رسائل التهديد والوعيد الى هذه الدولة وغيرها ولاسباب تافهة وغير منطقية، وقد اخذت ايران مساحة اكبر في هذا المجال بحيث انه قال بالامس من "اننا اينما تضع اقدامنا نجد هناك ايران" مما تداعى للمراقبين بالقول انه وبهذه التصريح يرى ان المنطقة ملك عضوض له ولاجداده بحيث ينبغي ان لا يرى احدا غيره فيها.
واللافت ان ترامب وبهذا التصريح وماشابهه من تصريحات اخرى ارتبطتا ببعض الدول كروسيا وغيرها قد فقد البوصلة تماما ونسي انه هو الغريب عن هذه المنطقة والبعيد عن كل قيمها ومثلها، ولذا فان المنطقة لايمكنها أن تسمح للجرثومة الاميركية ان تعبث او تفسد بمقدرات شعوبها، والا فان ايران وبما لها من علاقات وطيدة مع الدول خاصة دول الجوار لابد ان يكون لها تواجد لان هناك الكثير من الوشائج الاجتماعية والسياسية التي تتشابه مع بعضها مما يجعلها توثق العلاقة، وتزيد من الترابط فيما بينها وبين الدول، ولذا لم يكن مستغربا ان تحظى طهران بهذا الدور، وأما الذي يثير الاستهجان والاستغراب هو تواجد اميركا في المنطقة والتي يبعدها عنها ملايين الكيلومترات والتي لا تربطها اي وشيجة فيها مما يمكن وصفها كموضوع الجسد الذي يدخله فيروس غريب بحيث يسعى للفظه وطرده لكي لايعبث بحياته.
اذن فعلى ترامب ان يدرك وهو يدرك جيدا ان "المنطقة منطقتنا" كما قال قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي (حفظه الله) ونحن ادرى بشعابها وما ينفعها ويضرها ولدينا من الامكانيات والطاقات التي نستطيع بها ان ندير زمامها وبالصورة التي ترى فيه شعوبها السلام والامن والاستقرار.
وواضح جدا والذي يعرفه الجميع ان الازمات والمشاكل التي تعيشها منطقتنا اليوم بسبب التدخل الاميركي الصهيوني الذي يريد تفكيكها وتقسيمها وبصورة يسمح لهم بالسيطرة على شعوبها ونهب ثرواتها، الا ان هذا الامر لم ولن يتحقق لا لترامب ولاأي رئيس اميركي قادم لان التجربة التأريخية المعاصرة قد اثبتت ان اميركا غير مرغوب بها ولم تتمكن ولحد هذه اللحظة ومن خلال الكثير من الممارسات والاساليب والحروب وغيرها من ان تضع لها موطئ قدم ثابت في دول المنطقة، وهو يكفي ترامب ان يخلد الى الراحة قليلا، وان لايشغل فكره يمثل هذه التصريحات التي لا تغني ولا تشبع.