kayhan.ir

رمز الخبر: 73056
تأريخ النشر : 2018March10 - 20:40

ستجنون نتائج عدم احترامكم للضعيف

ليس مستغربا ان تنفذ بريطانيا الوجه الاخر من سياساتها الاستعمارية المقيتة ضد دول المنطقة وشعوبها والتي كانت في السابق تتم بشكل مباشر، اما اليوم فتنفذها عبر عملاءها ومن تنصبهم على العروش لاداء المهام الموكولة اليهم وهذا ما يجنبها مآخذ وتداعيات تورطها المباشر ونتائجه وتتصور واهية بانها تستطيع ان تنأى بنفسها عن الآثار المدمرة الناتجة عن تزويد السعودية بالاسلحة التي تفتك بالشعب اليمني بذريعة ان الامم المتحدة وافقت على هذه الحرب وبطلب من الرئيس الشرعي لليمن، واذا افترضنا جدلا ان ذلك صحيح فهل هذا يعني اعفاءها عن قتل عشرات الآلاف من الابرياء من نساء و اطفال وشيوخ وحرب تجويع لـ22 مليون من اليمنيين واستباحة البلد وتدميره!

الحكومة البريطانية واجهت اسوأ الانتقادات لسياساتها التسليحية خلال الايام الثلاثة من زيارة محمد بن سلمان ولي العهد السعودي الى لندن خاصة من قبل المعارضة البريطانية حيث انتقد مسؤول السياسة الخارجية في حزب العمال، استقبال بن سلمان مهندس "حصار اليمن" والسكوت عليه يعتبر عار علينا. وأما القيادية في حزب الخضر البريطاني قد عبرت عن استهجانها للزيارة التي رافقتها حملة دعائية غير مسبوقة عبر سيارات تحمل صور بن سلمان وتجوب شوارع لندن لكن الذي اكتشفته الصحف البريطانية ان الامير سلمان وظف نصف مليون جنيه استرليني للدعاية "للترحيب بنفسه" في العاصمة البريطانية.

اما الانتقاد الاكبر جاء من زعيم المعارضة العمالية كوربن حيث اتهم حكومة بلاده بالتواطؤ في احداث تدل على ارتكاب جرائم حرب في اليمن.

اما الشق الثاني من الانتقادات للسياسة البريطانية التسليحية لنظام اجرامي وعدواني كالسعودية القاتل لاطفال اليمن ونسائه جاء من منظمات دولية وانسانية كمنظمة العفو الدولية ومنظمة "انقذوا الاطفال" وكذلك اللجنة الاسلامية لحقوق الانسان في بريطانيا والعديد من منظمات المجتمع المدني.

ورغم كل هذه الاحتجاجات والانتقادات لسياسة لندن تجاه اسوأ الانظمة الاستبدادية والقمعية كالسعودية التي تشن حربا شعواء ضد اليمن والمطالبة بقطع التسليح عنها كما فعلت المانيا تحت ضغط المعارضة لازالت تواصل سياستها الداعمة للسعودية في حربها على اليمن.

لكن وللاسف الشديد لم تكترث حكومة "مي" بهذه الاصوات بل زادت في مشاركتها في الجرائم التي تقوم بها السعودية في اليمن فكانت حصيلة زيارة بن سلمان للندن توقيع مذكرة للتفاهم بموجبها تبيع بريطانيا طائرات "تايفون" المتطورة للسعودية بقيمة 140 مليار دولار وهذا ليس مستغربا ان تقوم الحكومة البريطانية ذات التاريخ الاستعماري السيئ الصيت والتي تعتبر من اقذر انواع الاستعمار فتكا وقتلا ونهبا لثروات الشعوب بتغليب مصالحها على ما تدعيه في بعض الاحيان زورا بانها حريصة في الدفاع عن حقوق الانسان وحرية الشعوب. ووفقا للوثائق التاريخية ان ما نهبته بريطانيا من مجوهرات واحجار كريمة وسبائك ذهبية من الشعب الهندي تعادل ميزانية بريطانيا لعشرين سنة. فهل يعقل من دولة استعمارية مثل بريطانية ان لا تقدم كافة اشكال الدعم للسعودية للحصول على مثل هذه الصفقات الكبيرة التي تستخدم ضد الشعب اليمني وقد بلغت مبيعاتها من السلاح من بداية العدوان على اليمن لحد الان ما عدا الصفقة الاخيرة اكثر من ستة مليارات دولار.