نهاية المشروع الصهيوني في بضع سنين
ناصر أبو شريف
الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض على قطاع غزة حاليا، أقسى وأصعب وأكثر خطورة، في ظلّ إجراءات مستمرة تتخذها كل الأطراف المؤثرة، للضغط على مليوني فلسطيني في البقعة السكانية الأكثر اكتظاظاً في العالم، بما وُصف بأنه "أكبر سجن من دون أبواب (معابر)".
الحصار يدخل عامه الثاني عشر على التوالي، ودخلت غزة معه في أوضاع غاية في الصعوبة، وتشابكت فيها الأحوال الإقتصادية القاسية مع نقص السيولة وارتفاع البطالة والفقر والعوز، وزادت من حدتها الإجراءات التي اتخذتها القيادة الفلسطينية ضد القطاع، واستمرار إغلاق معبر رفح البري في وجه السكان.
هناك انهيار كامل تقريبا في كل المرافق في قطاع غزة. الهدف الأساسي هو تركيع قطاع غزة وجعله يقدم القضية الإنسانية على القضية الوطنية... أن يتخلى عن سلاح المقاومة من أجل إعادة إعمار وإطعام الأهالي وفتح المعابر على قطاع غزة... الهدف دفع القطاع بإتجاه القبول بالحلول المطروحة التي سوف تتوج بما سمي بصفقة القرن، المشروع الأمريكي المصاغ بأيدي ثالوث صهيوني أمريكي أكثر تطرفا من اليمين الصهيوني الإسرائيلي... لكن بإذن الله سوف تفشل كل هذه المؤامرات على صخرة الصمود الفلسطيني الأسطوري.
وفيما يخصّ الفساد الإداري والأخلاقي في الحكومة الإسرائيلية، يجب القول أولا أنّ اليهود كحركة سياسية وصفهم الله في القرآن الكريم ((كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين))، وقال: عن مشروعهم الإحتلالي الحالي ((وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلون علوا كبيرا)). فإذا يجب أن تكون النظرة إلى فساد وإفساد هؤلاء القوم، ليس بمنظور مؤشر مدركات الفساد العالمي (CPI)، ولكن بالنظر إلى حقيقة دورهم الإفسادي في كل المجالات في العالم، الآن إبحث في العالم كله، إذا رأيت فسادا كبيرا أو مشروعا إفساديا ستجد خلفه هؤلاء الصهاينة، فالحروب التي تحرّكت في المنطقة تحديدا، ومشاريع التقسيم، الصهاينة هم أحد أهم مهندسيها. إنّ الفساد الأخلاقي والفكري والثقافي في الكيان الصهيوني والأهم من ذلك كله، إقامة هذا الكيان على حساب حق وحرية وحياة ومستقبل شعب آخر، وسرقة آماله في وضح النهار، هي جرائم لا حصر لها ضد الإنسانية، من قتل وتدمير وسرقة وتطهير عرقي ومجتمعي. فأي فساد وإفساد يمكن أن يمارسه الإنسان أكثر من ذلك؟!
أما الفساد الداخلي في كيانهم، فبالرغم من تقدم تصنيف الكيان الصهيوني العالمي إلا أنّ ظاهرة الفساد بدأت بالنمو، وكل سنة هناك تراجع كبير حتى بقياسات مؤشر مدركات الفساد العالمي (CPI)، حيث كانت في المرتبة 28 في عام 2016، وهي في عام 2017 في المرتبة 32.. تكاد لا تخلو وسيلة إعلام صهيونية مؤخرا من تقارير حول فضائح فساد سلطوية، وقال رئيس الحركة من أجل نزاهة الحكم في إسرائيل، المحامي إلعاد شراغا، في معرض تعقيبه على ذلك، إن ظاهرة الفساد في "إسرائيل" أصبحت مقلقة جدًا، حتى أنها تهدّد إستقرار الحكومات الإسرائيلية.
وزير الأمن الإسرائيلي السابق، موشيه يعالون، في كلمته أمام "تظاهرة اليمين" بالقدس المحتلة، أن ما "يقض مضجعه ولا يجعله ينام"، ليست "القنبلة الإيرانية"، وإنما "الفساد الذي ينخر بالمجتمع" الإسرائيلي. يمكن أن نقول أنّ الفساد في الحكومات المتعاقبة أصبح ظاهرة، منذ سنوات بدأت تطفو كل يوم قضايا جديدة طالت وزراء وقادة أمنيين وأعضاء كنيست كلهم متهمين بالفساد والتحرش وقضايا مخدرات ورشاوي وإساءة الإئتمان، ومن كثرة الأسماء لا يتسع المجال لسردها.
إنّ قضايا الفساد السياسي والمالي والإجتماعي مورست من قبل شخصيات سياسية بالدولة وتنتمي لمختلف التيارات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، كفضيحة رئيس الدولة السابق "موشيه كتساف" بعد اتهامه بمحاولة اغتصاب عدد من الموظفات اللاتي يعملن معه، وكذلك اعتقال رئيس السلطة الضريبية على خلفية تهم فساد طالت أكثر من 20 مسؤولاً إسرائيليًا بتهمة تلقي رشاوى، واتهامات وزير المالية الأسبق "أبراهام هيرشيزون" بالسرقة، واتهام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "شارون" بتلقى الرشاوي، وكذلك "يهود آلمرت" ومن قبلهم استقالة "عيزر وايزمان" الرئيس الإسرائيلي السابق، على خلفية تهم فساد وتهرّب من الضرائب وعشرات القضايا التي شملت سياسيين وإداريين كبار. والآن نتنياهو الذي، إن صدرت لائحة إتهام ضده فسوف يؤدي إلى فوضى وإرباك كبير في الساحة الصهيونية. كل هذه القضايا تُعد مثالاً، يُعطي صورة حقيقية عن وجه الداخل الإسرائيلي الغير متداول كثيرًا في الأوساط الإعلامية، وعلى هذا الأساس، أصدر البنك الدولي تقريرًا إعتبر أن نسبة الفساد في "إسرائيل" وصلت لمعدلات فاقت النسب العادية في البلاد المُتقدمة حيث وصلت قرابة 8.8% في مؤسسات الدولة الرسمية. أصبح الإفساد جزءا من طبيعتهم فلا تفسير لها.
أما على مستوى الفساد في دولة كيانهم، فإن بعض الخبراء يرون أنه ناتج عن النزعة المادية لدى المجتمع الصهيوني، والذي أدى لظهور فوارق إجتماعية وطبقية كبيرة، فالرأسمالية المتوحشة، وتبنيها في نهاية التسعينات، سارعت في نمو معدلات الفساد الاقتصادي والإداري. كما أنّ تراجع وضعف جهاز فرض القانون، من القضاء إلى النيابة الى الشرطة كشف الفساد أكثر في أجهزة الدولة الوهمية.
وأما حول زوال "إسرائيل" قريبا، أقول أننا نعتقد أولا أنّ: بالإعتماد على البشارة الإلهية في سورة الإسراء، ((فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علو تتبيرا)) إستخدام الفاء يدل على الترتيب مع التعقيب، يعني أن هذا المشروع؛ مشروع العدو والإفساد الصهيوني، لن يطول.
ثانيا: النبوءات اليهودية التوراتية ذاتها تؤكد أن المشروع الصهيوني لن يدوم لأكثر من 80 سنة وتحديدا 76 سنة، يعني أننا نعيش نهاية المشروع الصهيوني في بضع سنين.
ثالثا: السياسات الصهيونية الحالية وخصوصا سياسات اليمين التي تقول بوضوح إما أن كل شيء لنا أو لا شيء لنا. الجواب لا شيء لهم، لأنهم حرقوا المراحل وانتقلوا إلى الخطوة الأخيرة التي سوف تكون نهايتهم وهي موضوع القدس.
رابعا: فاجأ بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال ندوة ما تسمى بــ"التوراة السنوية" التي استضافها، بعد أن قارن بين زوال الدولة (الحشمونية) واحتمال زوال "إسرائيل"، قائلا: "المملكة التي أقامها اليهود الحشمونيون صمدت 80 سنة، ويجب علينا أن نضمن صمود "إسرائيل" في العقود الثلاثة القريبة لنحتفل باستقلالها الـ100". وأشار حاضرون في الندوة في حديثهم مع صحيفة هآرتس العبرية، إلا أن أقوال نتنياهو تدل على الهاجس الأكبر الذي يشغله، وهو بقاء "إسرائيل" وصمودها في وجه التهديدات العديدة المحيطة بها. ((صحيفة دنيا الوطن 10/10/2017))..
خامسا: كيسنجر في 2012 تنبأ لإسرائيل أنها لن تصمد لأكثر من 10 سنوات، قالها لصحيفة نيويورك بوست الامريكية
Former Secretary of State Henry Kissinger quoted "In years, there will be no more Israel".
سادسا: هناك دراسات في الإعجاز القرآني الرقمي تؤكد هذه النظريات، وأبرزها مركز نون والقلم للشيخ بسام جرار. لذلك نحن نعتقد أنّ هذا الكيان نهايته باتت قريبة على يد الفئة التي شرفها الله بوصفها (عبادا لنا اولي بأس شديد...) ونحن أيضا نعتقد أن القائد السيد علي خامنئي يؤمن بقرب زوال إسرائيل في بضع سنين لا في 25 سنة... لكن أسفا على أولئك الذين يهرولون للتطبيع مع هذا الكيان في وقت أفوله، ((إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)).