آلاف البحرينيين يعتصمون أمام جامع الإمام الصادق بالدراز رغم الحصار والانتشار العسكري
كيهان العربي - خاص:- اعتصم آلاف المواطنين البحرينيين في بلدة الدراز، أمام جامع الإمام الصادق عليه السلام أمس الجمعة تجديدا للموقف الشعبي المتضامن مع رمز البحرين الوطني والديني آية الله الشيخ عيسى قاسم الذي لاتزال تُفرض عليه الإقامة الجبرية في منزله منذ مايو من العام الماضي.
ورفع المعتصمون صور الشيخ قاسم وصور المعتقلين والمحكومين من أبناء البلدة، كما هتفوا بشعارات أكدت على استمرار الثورة.
وجاء الاعتصام غير المعلَن وسط حصار عسكري وانتشار واسع للآليات والمدرعات الخليفية التي تفرض الحصار على مداخل البلدة وتتمركز في محيط منزل الشيخ قاسم.
وقد واصلت القوات منع إقامة صلاة الجمعة في جامع الإمام الصادق بالبلدة، وهي الصلاة الأكبر على مستوى البلاد، وقد دخل هذا المنع الممنهج الأسبوع السابع والثمانين، ويأتي في سياق سياسة منظمة من الاضطهاد الطائفي الذي يواجهه المواطنون في البلاد.
من جهة اخرى أجلت المحكمة الخليفية الرابعة برئاسة القاضي علي خلفية الظهراني يوم الخميس محاكمة زعيم المعارضة أمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان والقياديين الوفاقيين الشيخ حسن سلطان وعلي الأسود حتى 22 مارس/ آذار الجاري لتمكين الدفاع من تقديم أدلة النفي.
ووجهت نيابة آل خليفة العامة اتهامات لسلمان بالتخابر مع قطر على خلفية مكالمات هاتفية جرت بينه وبين رئيس وزارء قطر السابق حمد بن جاسم آل ثاني في إطار جهود سياسية لتسوية الأزمة التي اندلعت في البحرين فبراير/ شباط 2011.
ونفى أمين عام الوفاق الاتهامات التي وجهت له، في حين علّق رئيس وزراء قطر على الاتهامات في برنامج تلفزيوني مؤكداً أن المكالمات محل الاتهام كانت بعلم ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وضمن مبادرة خليجية- أمريكية لتسوية الأزمة.
وأكد نائب أمين عام الوفاق الشيخ حسين الديهي أن حمد بن جاسم أجرى مكالمتين مع الشيخ سلمان كان إحداهما بحضور الملك والثانية بمعية مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط السابق جيفري فيلتمان.
وقدمت النيابة الخليفية مرافعتها يوم الخميس، حيث طالبت بإنزال أقصى العقوبة بحق قيادات الوفاق، قائلة إن الشيخ علي سلمان طلب من رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني منع قوات درع الجزيرة من دخول البحرين.
كما زعمت النيابة العامة في مرافعتها إن الشيخ علي سلمان والشيخ حسن سلطان تلقيا مبالغ مالية من قطر لدعم قناة اللؤلؤة المعارضة، كما أن الشيخ علي سلمان والشيخ حسن سلطان وعلي الأسود تلقوا مبالغ مالية من سفارة قطر في العاصمة البريطانية لندن.
وادعت النيابة أيضا أن الشيخ علي سلمان كلف القيادي الوفاقي علي الأسود بالسفر إلى قطر ونقل معلومات عن الجيش والداخلية والحرس الوطني وجهاز الأمن الوطني إلى الرئيس السابق لقناة الجزيرة حمد بن ثامر آل ثاني.
دولياً، ذكر موقع "ميدل إيست آي" أنّ بريطانيا وافقت على تصدير ما تبلغ قيمته أكثر من 40 مليون دولار من معدات المراقبة الى الشّرق الأوسط منذ العام 2015.
وكانت بحوث مستقلة قد أثبتت أن العديد من هذه الدول استخدمت معدات المراقبة والتجسس لتتبع النّشطاء والمعارضين السّياسيين.
وكانت صحيفة الإندبندنت البريطانية قد نشرت مقالًا قالت فيه إنّه تمت الموافقة على الصّادرات التي بلغت قيمتها ملايين الدّولارات إلى دول الخليج التي انتُقِدَت من قبل المدافعين عن حقوق الإنسان بسبب تجسسها على المعارضين وزعماء المعارضة وقمعها لهم.
وعدد من الدول التي باعتها الحكومة البريطانية تجهيزات التجسس كانت ضمن قائمة "الأسواق ذات الأولوية" بالنسبة إلى لندن، بما في ذلك البحرين وسلطنة بروناي والسعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدة.