الامارات.. اقامة ملتقى يبحث سر نجاحات حزب الله
طهران- كيهان العربي: اقامت الامارات ندوة تحت عنوان "التعرف على حزب الله" حضرته خبراء عرب وغير عرب لمناقشة سر شعبية حزب الله ليس في المنطقة وحسب بل في العالم اجمع.
فقد استضاف المركز الاماراتي للسياسات الثلاثاء المنصرم الملتقى يهدف التعريف بحزب الله والتقليل من دوره في المنطقة، الا ان الخبراء من العرب وغيرهم قد القوا محاضرات في امتداح الحزب مما ازعج القائمين على الندوة.
وكتبت صحيفة "البيان" الاماراتية نقلا عن الدكتورة "ابتسام الكتبي" رئيسة المركز الاماراتي للسياسات قولها: من الضروري مراجعة ظاهرة حزب الله والتنقيب عن اسرارها، اذ انه في السنوات الماضية اضحت حركة حزب الله آلية اساسية لمشروع ايران التوسعي في المنطقة وتحول الحزب من لاعب لبناني الى لاعب اقليمي.
واعلن معارضو حزب الله في هذه الندوة انه من وجهة نظر الامارات والسعودية ليس خطر حزب الله في سلاحه وانما في مشروعه السياسي اذ يسعى للهيمنة على هيكلية الدولة اللبنانية والسيطرة على الحكومة. كما ان الحديث الآخر الذي طرح في ا لندوة كان عن كيفية تمكن الامارات والسعودية الكشف عن سر تشكيل الحزب للقاعدة الشعبية.
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي "جوزيف الآغا" وضمن طرحه السؤال: كيف يفكر حزب الله وهل ان الحزب هو حزب اقليمي؟: "ان حزب الله الآن احد اللاعبين الاساسيين ليس في لبنان وحسب بل في كل المنطقة. اذ تمكن من انشاء فرع سياسي ، بانخراطه في البرلمان عام 1982 وفي عام 2005 دخل في تشكيلة الكابينة. حتى رويدا رويدا دخل الحزب جوانب حياة اللبنانيين المختلفة".
وحسب "جوزيف الآقا": ان ما تسمى اليوم المقاومة لا تعتمد على الجانب العسكري فقط وانما هي منظومة تشمل امور اخرى مما يدلل على ان هذا الحزب الى اي مدى قد توسع.
المتحدث الآخر كان "نيكولاس بنفورد" محلل مركز دراسات "المجلس الاطلنطي" الاميركي الذي تناول ماضي الحزب، قائلا: "ان السعودية تنظر اليوم الى لبنان من زاوية التنافس مع ايران، وان التعامل مع استقرار لبنان هذا سببه، بان حزب الله قد تمكن من بلوغ اليد العليا.
وفي معرض الاشارة الى ان حزب الله بصدد الاقتدار لا لاجل الهيمنة، فقد اضاف نيكولاس: "ان حزب الله بصدد الابقاء على امر يعبر عنه بعقيدة المقاومة، وليس الحزب اليوم قوة مختصة بلبنان، اذ تحول الى قوة تتواجد في سورية والعراق واليمن، وآلية لتنفيذ ايران مآربها في المنطقة".
واشار الخبير الاميركي الى ان السعودية قد فشلت في انزواء حزب الله على الساحة اللبنانية، قائلا: "ان ايران هي الفائزة في التحولات اللبنانية، فيما الخاسر كانت السعودية اذ فشلت في عزل حزب الله على الساحة اللبنانية".
وشدد نيكولاس على ان "السياسة السعودية قد فشلت في الضغط على سعد الحريري لتقديم الاستقالة، مما تسبب في خروج مظاهرات معادية للسعودية في الشارع اللبناني. فيما النظرة العامة ترى ان كفة حزب الله وحلفائها قد رجحت للانتخابات البرلمانية القادمة في لبنان، مما يعني بسط النفوذ الايراني شيئا فشيئا على القرار اللبناني".
هذا وتوصل المشاركون في الندوة الى ان حضور حزب الله في سورية قدحولها الى قوة عسكرية مع حفظها لقدراتها القتالية كميليشيا. فقد اكتسب الحزب من الحرب السورية تجارب حربية ولوجستية متطورة.
فبادراج تكتيكها العسكري واسلحتها المستخدمة في الحرب مع اسرائيل تمكنت، رغم خسائرها الكبيرة في الارواح اول الامر، ان تدخل توازنا للرهب متقابلا وان توصل يدها الضاربة لشمال اسرائيل. فيما يعتمد حزب الله على ايران بشكل كامل وان كل ما يحصل بايران ينعكس على الحزب. فالحرب في سورية اطرأ تغييرا على حزب الله وحضوره في سورية تحت قيادة قاسم سليماني ليصبح الزعيم العملي للحزب. ورغم قدرات الحزب الا انه لايرغب في الابتداء بالحرب. فكان النجاح حليف الحزب على المستويين الداخلي والخارجي الاقليمي منذ عام 2012، بينما ضعف معارضو الحزب في الداخل والخارج.