سيادة العراق لاتضاهيها جهة على الارض
مهدي منصوري
لا يمكن لاي شعب ان يقبل ان تنتهك سيادته مهما كانت الظروف وبنفس الوقت فانه يرفض كل انواع الهيمنة والاحتلال حتى ولو ان ظروفا استثنائية فرضت ذلك عليه.
وبناء على ما تقدم فان تواجد القوات الاميركية ومن دون وقت محدد قد لايدخل في اطار تقديم الدعم او المساعدة للقوات العراقية كما تدعي واشنطن، بل هو يخرج عن هذا الاطار ويعتبر تعديا سافرا على حقوق الشعب العراقي، لانه يعد انتهاكا لسيادته وخرق كبير في استقلاله خاصة امام رفض الشعب العراقي لتواجدهم على اراضيه، اي وكما يقال انه سيصبح ضيفا ثقيلا عليهم مما يعطي الحق له باستخدام اي اسلوب من اجل اخراجه واعادته الى من حيث جاء.
وبعد ان حقق العراقيون وبفضل قواتهم المسلحة مدعومة بالحشد الشعبي الانتصار الكبير على الارهاب المدعوم دوليا واقليميا مما اضحى وجود اي قوات اجنبية على الاراضي العراقية وتحت اي مسمى غير مبرر، وبذلك انطلقت الدعوات من اطراف سياسية وشعبية بخروج القوات الاميركية من العراق والتي جاء آخرها على لسان ممثلي الشعب العراقي في مجلس النواب الذين طالبوا الحكومة العراقية عن تحديد موعد خروج هذه القوات، الا انه وللاسف قد جاء الرد الباهت على لسان الناطق الرسمي للحكومة العراقية والذي اشار فيه من ان الوقت لم يحن بالاستغناء عن "القوات الاجنبية"، والتي يمكن الاستفادة منها في التدريب كما يدعي. علما ان الواقع وبعد مرور اكثر من 14 عاما أثبت ان القوات الاميركية لم تقم بدورها في تطوير وتقدم القوات العراقية، بل على العكس انها كانت تدعم الارهاب وبكل الوسائل المتاحة خاصة التسليح باسلحة حديثة وهو ما تم الحصول عليه في مواقع الارهابيين.
اذن فعلى الحكومة العراقية والتي جاءت بارادة الشعب العراقي عليها ان تخضع لهذه الارادة وان لا تسير في الاتجاه المعاكس الذي يتعارض بكله مع هذه الارادة، مما سيفرض على الشعب ان يمارس دوره في الحفاظ على سيادة اراضيه واستقلاله والذي يعتبر خطا احمر لايمكن تجاوزه، وذلك من خلال القيام بواجبه الوطني لمواجهة هذه القوات المحتلة وطردها شر طردة وهو حق طبيعي ضمنته لهم المواثيق والمعاهدات الدولية، وهو ما اعلنت عنه مؤخرا المقاومة من ان حرابها ستتجه الى صدور الاميركان كما اتجهت الى الارهاب ودمرته من قبل.