رسائل عراقية واضحة للاميركيين: لا نريدكم في بلادنا
مع تزايد وتكرار التأكيدات الاميركية على استمرار التواجد العسكري في العراق، والسعي الى تعزيز ذلك التواجد، وتجنب الوقوع في خطأ الانسحاب الكامل والنهائي، كما حصل في نهاية عام 2011، اخذت ردود الافعال العراقية السياسية والشعبية، الرسمية وغير الرسمية ابعادا واسعة، وصلت الى التلويح باللجوء الى خيار المقاومة المسلحة ضد الاميركيين في حال اصروا على البقاء في العراق، في ظل احاديث وتحليلات مختلفة عن مبررات وحجج واهداف التواجد الاميركي، وما يمكن ان يترتب عليه من اثار ونتائج سلبية على العراق والمنطقة.
واشنطن تسعى لاضعاف الجيش العراقي
ويؤكد محمود الربيعي، القيادي في حركة عصائب اهل الحق التي يتزعمها الشيخ قيس الخزعلي، ان الولايات المتحدة الاميركية تخطط لاضعاف الجيش العراقي، ولديها استراتيجة بعيدة المدى، بدأت منذ عام 2003، تهدف من ورائها الى السيطرة على مقدرات العراق العسكرية، وان كل ما يصدر عن الجانب الاميركي يأتي ضمن اطار تحقيق الاستراتيجية الهادفة لاضعاف الجيش العراقي وجعله غير قادر على الدفاع عن نفسه.
ويشير الربيعي الى ان تلك الاستراتيجية تتضمن عدم تسليح الجيش العراقي بأسلحة متطورة، ليكون بالتالي مرتبطاً بها ومنفذاً لاوامرها، وهي لم تعمل على تسليح العراق بالطائرات والدبابات في بداية الحرب على داعش الارهابي، بل سلمته السلاح في العام الاخير لمكافحة داعش، وكان من الممكن ان يحصل العراق على منظومة الدفاع الجوي S-400 الروسية، الا ان اميركا منعت ذلك من اجل اتخاذ العراق ممراً لطائراتها والحفاظ على امن اسرائيل وتنفيذ مخططاتها ضد الدول الاخرى.
تحركات خطيرة لداعش تحت انظار الاميركيين
ويرى البعض ان احد اهداف التواجد الاميركي في العراق هو توفير غطاء حماية للجماعات الارهابية المسلحة.
وفي هذا السياق يحذر قائممقام قضاء الشرقاط التابع لمحافظة صلاح الدين علي دودح، من تحركات وصفها بالخطيرة لعناصر تنظيم داعش الإجرامي في جبال النمل الواقعة في اطراف القضاء، مؤكدا ان تلك التحركات تجري في ظل تحليق مستمر لطيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية.
ويشير المسؤول المذكور الى ان هناك طائرات تابعة للتحالف الأميركي تحلق باستمرار فوق جبال النمل ولكنها لا تقصف الدواعش لاسباب مجهولة، علما أن القوات الامنية اجرت عدة عمليات تفتيش ولم تجد شيئا، ولكن نحن نؤكد ان هناك تحركات لداعش فوق تلك الجبال.
وتجدر الاشارة الى ان مجاميع ارهابية اطلق عليها "اصحاب الرايات البيضاء"، ظهرت بعد اعلان القضاء على تنظيم داعش نهائيا في التاسع من شهر كانون الاول-ديسمبر الماضي، في عدد من المناطق المتنازع عليها، وقامت بتنفيذ عمليات ارهابية، واستهداف احياء في قضاء طوزخورماتو وكركوك بالهاونات وصواريخ الكاتيوشا، ولم تعرف حقيقة ارتباط تلك المجاميع، ولكن جهات امنية عديدة ذهبت الى انها عبارة عن بقايا من فلول تنظيم داعش التي انهزمت امام القوات الامنية العراقية والحشد الشعبي، فيما تعتقد جهات اخرى ان عناصر تلك المجاميع هم اكراد من ذوي التوجهات الانفصالية، وظهورهم ارتبط بفشل الاستفتاء الكردي، وبسط السلطات الاتحادية سيطرتها على محافظة كركوك، منتصف شهر تشرين الاول-اكتوبر الماضي.
وفي ذات السياق، يذهب القيادي في الحشد الشعبي، كريم النوري، الى ان التواجد الاميركي في الوقت الحالي يمهد الطريق امام الارهابيين للدخول الى العراق مرة اخرى وتحويله الى ساحة للارهاب وشن الهجمات بذريعة ذلك التواجد، مما يعني تعريض البلاد لمخاطر ارهابية اخرى، وهذا يستدعي من الحكومة العراقية معالجة ذلك الملف الحساس.
ويؤكد النوري، ان الوجود الاميركي في العراق منذ عام 2003 هو الذي انبت جذور تنظيم داعش وساعد على استقطاب كل الارهابيين في العالم للحضور في العراق، وان القوات العراقية لديها القدرة على حماية البلاد ولسنا بحاجة الى وجود القوات الاجنبية التي لا نثق بها.
وكان موقع "ديفينس نيوز" الاميركي المتخصص بالشؤون العسكرية، قد اكد في تقرير نشره مؤخرا، أن الإدارة الأميركية تستخدم ورقة تهديد داعش كمبرر لاستمرار تواجد قواتها في العراق وسوريا على الرغم من انتهاء وجود ذلك التنظيم الارهابي.
العراق لا يحتاج الى قواعد اميركية
اما عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية العراقية، عدنان الاسدي فيؤكد ان العراق ليس بحاجة الى قوات وقواعد امريكية عقب انتهاء المعركة مع تنظيم داعش الارهابي.
ويقول الاسدي، ان هناك عددا من القواعد العسكرية الامريكية في مناطق غرب وشمال العراق، وان مجلس النواب لم يقرر او يعطِ اي صلاحية للحكومة بشأن بقاء القوات الامريكية. ويذكر ان لجنة الامن والدفاع البرلمانية تقدمت بعدة طلبات لاستضافة رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي لمناقشة وبحث هذا الامر.
ويذكر ان وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، قد نشرت تقريرا فصليا يكشف أن عدد الجنود الأميركيين المنتشرين في ميادين الحرب في الشرق الأوسط يتخطى الأرقام الرسمية المعلنة حتى الآن، ويشير التقرير الى انه لغاية الثلاثين من ايلول-سبتمبر الماضي ، كان عدد الجنود الاميركيين في العراق يبلغ 8892، وفي افغانستان 15298، وفي سوريا 1720.
اما عضو مجلس النواب العراقي عن ائتلاف دولة القانون، محمد الصيهود، فيقول محذرا، ان الولايات المتحدة الاميركية تخطط لتنفيذ مشروع خطير في العراق عبر بوابة الانتخابات البرلمانية المقبلة.
ويكشف الصيهود، عن مشروع تنوي واشنطن القيام به في العراق، تنفذه شخصيات متهمة بالإرهاب، من خلال زج تلك الشخصيات في العملية السياسية من باب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، بترشيحهم للانتخابات المقبلة.
ويشير الى ان الولايات المتحدة الأميركية اعترفت بعدم وجود نية لديها بالخروج من العراق من خلال تصريح وزير خارجيتها، مما جعلها تعمل بطرق شتى لتثبيت وجودها.
تعهدات بطرد الاميركيين من العراق
في هذا الجو تعهدت حركة النجباء الاسلامية بتطهير جميع التراب العراقي من التواجد الاميركي والخلايا الارهابية النائمة.
ويقول امينها العام الشيخ اكرم الكعبي، نؤكد سعيَنا الحثيث الى تطهير جميعِ التراب العراقي من اي تواجد امريكي وخلايا الارهاب النائمة، والتي طالما حذرنا من وجودها تحت حماية الامريكي بأسماء وعناوين مختلفة، منهم من خبأ رأسه في التراب أيام الحرب على داعش ومنهم من تلاقفته الايادي الصهيو-امريكية المتآمرة على العراق ليعيدوا تدويره وارساله من جديد لقتل ابنائنا غيلة وزرع الفتنة بين ابناء البلد الواحد.
العهد