kayhan.ir

رمز الخبر: 72577
تأريخ النشر : 2018March02 - 21:14

السعودية تتسكع في بوابة بيروت


لا شك ولا ريب ان عودة السعودية الى لبنان بعد اربعة اشهر من فعلتها المفضوحة بحق رئيس وزرائها سعد الحريري هي خطوة تراجعية لا لبس فيها خاصة بعد فشلها في خلط الاوراق في هذا البلد من خلال اختطاف الحريري لكن لا تخلو من مكائد شيطانية الهدف منها مصادرة الانتخابات التشريعية عبر صرفها للمال السياسي الحرام واحياء فريق 14 آذار المنهار اساسا للحد من اكتساح حزب الله للانتخابات اللبنانية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بالحاح هذه الايام هل تستطيع الرياض وبالمال السياسي وحده ان تمهد الارضية لتحقيق الانتصار الفريق 14 آذار في هذه الانتخابات، الاجابة متعثرة وصعبة ومن غير الممكن ان تستطيع الرياض ان تحقق ذلك والشارع اللبناني اساسا غاضب ومستاء من تصرفاتها اللااخلاقية وعنترياتها الفاشلة وقد ازداد ذلك بعد اختطافها للحريري ولو لا جنسيته الفرنسية التي شفعت له وتدخل الرئيس ماكرون لما كشف حتى اليوم من مصيره.

وبالتاكيد ان وصول المبعوث السعودي الى لبنان قبيل شهرين من اجراء الانتخابات البرلمانية هي خطوة محمومة لها دلائله الواضحة التي تصب حسب تصوراتها وتمنياتها الواهية حسر دور حزب الله في الساحة اللبنانية خدمة لها وللكيان الصهيوني واميركا بالذات. انور عشقي مدير مركز الدراسات الستراتيجية في الرياض ومبعوث المملكة ووكيلها لدى الكيان الصهيوني اقر بصراحة في حديث له لوسيلة اعلامية روسية عقب لقاء الحريري بالملك سلمان الذي استقبله استقبال الرؤساء بهدف تبييض وجه المملكة الاسود بعد اهانتها واخذها الحريري رهينة في زيارته السابقة وهذا ما اقرته "نيويورك تايمز" في مقال لها بالامس، وقد علق انور عشقي على هذا اللقاء بان الانتخابات اللبنانية كانت حاضرة في هذا اللقاء وان نظرة السعودية لهذا الامر ان لا يكون لحزب الله النصيب الاكبر في هذه الانتخابات.

لاشك ان السعودية هي في المثلث المشؤوم الاميركي ـ الصهيوني القلق جدا من نتائج الانتخابات اللبنانية لشعبيته حزب الله الكاسحة ودوره الاساس في تحصين لبنان من اي اعتداء صهيوني، لكن تزامن زيارة ساترفيلد المبعوث الاميركي الى لبنان ومكوثه لمدة اسبوعين في هذا البلد ومباحثاته مع مختلف الاطراف اللبنانية وتهديدات الكيان الصهيوني الاخيرة التي جاءت على لسان قائد القوة البرية باجتياح لبنان واغتيال الامين العام لحزب الله السيد نصر الله، مع التحرك السعودي المشبوه في الساحة اللبنانية تؤكد الانسجام التام بين هذه الاطراف الثلاثة لاحتواء الساحة اللبنانية والالتفاف على حزب الله كما تتوهم متناسية ان حزب الله تيار شعبي جارف يتخطى المكونات المذهبية والدينية ولايمكن لا للرياض ولا سيدها الاميركي ولا الحليف الصهيوني ان ينال من حزب الله وقاعدته الشعبية.

وما كان لافتا وساخرا اول رد للتهديدات الصهيونية وتهويلها الجوفاء ضد لبنان وقائد المقاومة، جاءت من صحيفة معاريف الصهيونية حيث كتبت: "التهديد باغتيال نصر الله ثرثرة زائدة." ولاننسى في هذا المضمار ما قاله ليبرلمان وزير الامن الصهيوني قبل مدة "كفى نباحا" وهو يقصد بذلك كيانه بانه ينبح ولايعض ومهما بذلت هذه لااطراف المأزومة من محولات محمومة سواء عبر الضغوط او التهديدات أو المال السياسي الحرام لمحاصرة حزب الله ومنعه من اداء دوره السياسي والعسكري في الساحة اللبنانية كرقم صعب فانها أصغر من أن تنال منه لان جذوره راسخة ليس في الشعب اللبناني فحسب بل في عموم شعوب المنطقة والامة الاسلامية ومستضعفي العالم.