القائد: العمال الايرانيون تواجدوا ببصيرة خلال أحداث الثورة الاسلامية ومرحلة الدفاع المقدس
* الاعداء عملوا جاهدين ومنذ البداية لحث الشريحة العمالية للعمل ضد الجمهورية الاسلامية بصورة ما
* عمالنا على مدى الاعوام الماضية قاوموا وصمدوا دوما ورفضوا مطلب العدو بوعي وبصيرة
* توجيه أذهان عموم الناس والرأي العام للشعب نحو تضحيات هذه الشريحة في ساحة الدفاع المقدس عملٌ مميز
طهران – كيهان العربي:- أشاد قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي بتضحيات وجهود شريحة العمال الايرانيين سواء في مرحلة انتصار الثورة الاسلامية او الدفاع المقدس او مرحلة البناء والاعمار.
وقال سماحة القائد الخامنئي خلال استقباله المعنيين بتنظيم ملتقى "احياء ذكرى 14 الف شهيد من شريحة العمال" وتليت كلمته في اطار رسالة امام المشاركين في الملتقى الذي افتتح اعماله أمس الاثنين، قال: العمال الايرانيون تواجدوا ببصيرة خلال احداث الثورة الاسلامية ومرحلة الدفاع المقدس .
وقال سماحة قائد الثورة الاسلامية: ان تكريم الشهداء من اي شريحة كانت وفي اي نقطة من مناطق البلاد هو في الحقيقة عمل بارز ومن العناية الالهية انه سبحانه وجّه قلوبكم بهذا الاتجاه لتبذلوا جهودكم فيه وان تنظموا هذا الملتقى والتكريم وهو ما يؤشر الى ان الباري تعالى يريد ان تستمر وتستديم ظلال الشهداء الوارفة على هذا البلد، وهنالك بعض الشرائح التي يعد تكريمها من اجل الشهادة مترافقا بقيمة مضاعفة ومن ضمنهم شريحة العمال، لذا فاننا ممتنون وشاكرون لكم كثيرا ايها الاخوة المحترمون لمتابعتكم هذا العمل القيّم للتعريف بالشهداء العمال.
واضاف: اننا نشاهد دور العمال البارز سواء في مرحلة الدفاع المقدس على مدى ثماني سنوات (1980-1988) او قبل ذلك في مرحلة الثورة الاسلامية او ما بعدها في الاحداث المختلفة والتي كان اقلها مواجهات عسكرية واغلبها غير عسكرية.
وتابع سماحته، لقد قلت في خطاباتي دوما مخاطبا عمالنا الاعزاء بان المعادين للثورة الاسلامية كانوا يهدفون منذ البداية لحث الشريحة العمالية للعمل ضد الجمهورية الاسلامية في ايران بصورة ما، وكانت هذه الحالة قائمة من اليوم الاول اي منذ يوم انتصار الثورة.
ولفت سماحة القائد الخامنئي الى انه وعن طريق الصدفة عايش حالة من استفزازات المعادين للثورة الاسلامية ورأى كيف تعامل العمال ورفضوا ما دعا اليه أعداء الثورة هؤلاء بكل وعي وهمّة وتديّن والتزام وتقيد بالدين، ولقد كان الامر على هذا المنوال منذ ذلك اليوم لغاية الان.
وتابع سماحته: ان أحد الاعمال الاساسية لاعدائنا هو انه ربما يمكنهم في مصانعنا ومجموعاتنا العمالية خاصة المجموعات العمالية الكبرى ان يحدثوا ركودا او عرقلة من جانب العمال وان يحثوا العمال على القيام بهذا الامر، الا ان عمالنا على مدى هذه الاعوام قاوموا وصمدوا دوما ورفضوا مطلب العدو بوعي وبصيرة.
واضاف، انه كذلك كان الحال في ساحة الحرب، وتلك الأمور التي ذكرناها كانت معارك غير عسكرية، ولكن على صعيد المعركة العسكرية أيضاً كان الوضع على هذا المنوال ذاته، فمتى ما كان الإمام الخميني /قدس سره/ ينادي (للتوجه الى الجبهات) كان عمالنا يشكلون قسما كبيراً من المجاميع التعبوية العظيمة التي تسير في هذا السبيل وتتوجّه نحو الجبهات من كل أنحاء البلاد. بل كان هناك عمّال يرتبط معاشهم بالعمل اليومي؛ لاعالة أسرهم وكان بعضهم معيلي آبائهم وأمهاتهم، الا انهم تصرفوا مع هذه القضية بغيرة وحمية دينية وإسلامية إلى درجة تركوا معها حتى هذه الأمور وساروا نحو ساحة الحرب.
وتابع سماحة القائد، لقد جرت اعمال عظيمة وأتصور أننا لو لم نر هذه الأمور بأعيننا على أرض الواقع وفي الحياة لكان من الصعب على الإنسان أن يصدقها، أن يصدق كل هذه الحمية. اي أنْ يتجاوز الشاب العامل المحبّ المؤمن معاشه اليسير هذا ويتركه على الله ويذهب نحو ساحة الحرب ليحارب. وعندما يتحدثون معه يجيب بمنطق ويقول يجب أن أذهب وألتحق وأدافع عن بلدي وعن الحدود الإسلامية حتى لا يهيمن عليها العدو، ولو هيمن العدو (على البلاد) فسنُحرم ليس من الخبز فحسب بل (سنحرم) من كل شيء ولن يبقى لنا أي شيء. وهذا هو واقع القضية. يرى الإنسان هذا في أدلة شبابنا وحُججهم وكلامهم. لذلك فإنَّ تكريم ذكرى العمّال الشهداء عملٌ حسن جداً وتوجيه أذهان عموم الناس والرأي العام للشعب نحو تضحيات هذه الشريحة في ساحة الدفاع المقدس، عملٌ مميز.
واضاف سماحة قائد الثورة الاسلامية بالقول: ان هذه الأعمال التي أشرتم إليها وهذه البرامج المطروحة هي برامج جيدة، لكن انتبهوا كي لا يكون للجوانب البروتوكولية والظاهرية وما شابهها ـ والتي لها دورٌ معين بعض الأحيان ـ دور كبير ومهم في هذه المشاريع. انظروا لتأثير هذا السلوك وهذا العمل الذي تقومون به لدى المتلقي ؛ أي ليكن هذا هو همكم الرئيس. إن كنتم تنشرون عملاً فنياً أو تكتبون كتاباً أو ما إلى ذلك فتحركوا واعملوا بحيث تؤثر هذه الأعمال لدى المتلقين، فهذا هو الشيء المهم، أما الظواهر وما شاكل ذلك فليست كثيرة الأهمية. نتمنى أن يبارك الله تعالى في أعمالكم وأن يرضي أرواح الشهداء الطاهرة عنكم، ويسرّ روح الإمام الخميني الكبير عنكم. وستستطيعون إن شاء الله إنجاز وتحقيق العمل الذي ينبغي أن تقوموا به. نتمنى لكم التوفيق والتأييد إن شاء الله.