ساسة وباحثون عراقيون: واشنطن تخطط لاغراق العراق والمنطقة بالحروب والصراعات
عادل الجبوري
اعتبر رئيس مركز افق للدراسات والتحليل السياسي في بغداد، جمعة العطواني، التصريحات المختلفة لعدد من كبار الساسة الاميركان، ومنهم وزير الخارجية ريكس تيلرسون ونائبه جون سوليفان، والمتحدث الرسمي باسم البنتاغون اريك باهون، حول نية واشنطن البقاء في العراق عسكريا وعدم انسحابها في المدى القريب، بمثابة اشارات وأدلة واضحة على طبيعة التوجهات الاميركية حيال العراق والمنطقة.
واكد العطواني في تصريحات خاصة ادلى بها لموقع "العهد" الاخباري، "ان هناك الكثير من الدلائل والمؤشرات تثبت ان الولايات المتحدة الاميركية تخطط لأن يكون لها تواجد عسكري دائم في العراق وسوريا، وهي من خلال ذلك تستهدف تقسيم دول المنطقة واضعافها وبثها الصراعات والحروب بين شعوبها، وضرب محور المقاومة، ليتاح لها فرض وجودها وهيمنتها، وتمكين حلفائها واتباعها وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني".
وقال رئيس مركز افق للدراسات والتحليل السياسي، ان اميركا تشعر انها خسرت معركة ولم تخسر كل الحرب، فانتصار محور المقاومة في سوريا والعراق على الارهاب المدعوم من اميركا وحلفائها في الخليج، يدعوها لأن تكون متواجدة بنفسها في المنطقة وإيجاد عامل توازن وردع لمحور المقاومة.
والنقطة الاخرى -والكلام للعطواني- انه من خلال تصريحات الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله المعلنة وما حصلنا عليه من معلومات غير معلنة تشير الى انه من المرجح ان تشهد المنطقة حربًا مباشرة هذه المرة، وساحة هذه الحرب اما لبنان او سوريا، والثانية هي الأكثر ترجيحا، وطرفا هذه المعركة هما محور المقاومة من جهة، و"إسرائيل" ومن يدور في فلكها من جهة ثانية، واختيار سوريا ربما يعطي مسوغا لانظمة الخليج ان تتدخل لصالح المحور الصهيوني تحت ذريعة (إسقاط نظام بشار الأسد) والوقوف مع الشعب السوري، وهي فرصة لبداية مرحلة جديدة من العلاقات المعلنة والتطبيع مع الكيان الصهيوني.
واكد العطواني "ان هناك أطرافا سياسية عراقية، سنية وكردية، تدعو الى استمرار بقاء القوات الامريكية في العراق لأمد طويل، كي تحافظ هذه القوات على التوازن العسكري المطلوب بين ايران وذراعها العسكري المتمثل بالحشد الشعبي وفصائل المقاومة من جهة، وبين هذه الأطراف التي ترى في القوات الاميركية ضالتها لإيجاد الضد النوعي، من جهة اخرى".
واستدل العطواني بحادثة اسقاط طائرة الـF16 من قبل سلاح الجو السوري، وما يعنيه ذلك بالنسبة للكيان الصهيوني وحلفائه واصدقائه في المنطقة والعالم، وما يشكله عليهم محور المقاومة من تهديد خطير.
وفي وقت سابق هدد الامين العام لحركة لعصائب اهل الحق، الشيخ قيس الخزعلي، باستهداف القوات الأميركية في العراق، قائلا في كلمة له بتجمع عشائري 'سنجعلها عليكم ليلة ظلماء ليس فيها دليل وسنستهدف قواتكم في حال رفضها مغادرة العراق طوعا، ومآربكم واهدافكم باتت واضحة' .
الى ذلك حذر رئيس لجنة الامن والدفاع البرلمانية في مجلس النواب العراقي، النائب حاكم الزاملي من مخاطر الوجود العسكري الاميركي في العراق، معتبرا بأنه لا مبرر له بعد القضاء على تنظيم داعش الارهابي".
وفي الوقت الذي كشف الزاملي عن وجود ثمانية الاف جندي اميركي في العراق، حذر من نوايا ومخططات اميركية لبقاء طويل في العراق، وتساءل عن اسباب تواجد هذه الاعداد الكبيرة من الجنود الاميركان، رغم انتهاء الحرب ضد عصابات داعش الإجرامية، ودعا الحكومة الاتحادية الى حسم تواجدهم بأسرع وقت.
واكد رئيس لجنة الامن والدفاع البرلمانية انه "يتوهم من يظن ان الولايات المتحدة الأميركية جاءت للمحافظة على الأمن والعملية السياسية في العراق"، مضيفا "ان المقاومة هي التي اجبرت الأميركان على الخروج من العراق في عام 2011 وليس المفاوض العراقي".
أما النائب في ائتلاف دولة القانون في البرلمان العراقي، منصور البعيجي، قد صرح الاسبوع الماضي بأن "بقاء القوات الأميركية في العراق يمثل مخططا لتقسيم البلد، وإن امريكا تعمل من اجل التمدد ليس في العراق وحسب وانما على الدول المجاورة، وستصنع من الاراضي العراقية دائرة لصراعاتها وهذا ما لا نسمح به نهائيا، وعلى الحكومة العراقية الإسراع بإخراج تلك القوات".
وكانت واشنطن قد أعلنت، اضافة الى نيتها البقاء في العراق، عن ارسال عدد من المستشارين المتخصصين لمساعدة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، على اجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة في منتصف شهر ايار/مايو المقبل، الامر الذي اعتبرته اوساط سياسية وشعبية عراقية، تدخلا سافرا في الشأن الداخلي العراقي، ومحاولة لتوجيه مسار العملية الانتخابية في العراق بما ينسجم مع مصالح واشنطن وحلفائها واتباعها في العراق والمنطقة.