kayhan.ir

رمز الخبر: 71939
تأريخ النشر : 2018February18 - 19:55
محلل أمريكي يحذر:

لا تثقوا بكلام ابن سلمان !



اعتبر المحلل الأمريكي، «سيمون هندرسون»، أن حديث ولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان»، بشأن سعيه لإعادة المملكة إلى ما قبل عام 1979، في إشارة إلى العودة لـ«الإسلام المعتدل» وتحسين الوضع الاقتصادي، هو «أمر مضلل».

وقال «هندرسون»، وهو مدير برنامج «الخليج [الفارسي] وسياسات الطاقة» بمعهد واشنطن: «سبق وكتب توماس فريدمان (معلق أمريكي) وغيرهم تقارير ومقالات رأي ترى أن عام 1979 سيكون مرجعا أساسيا لما ستكون عليه السعودية؛ أي أن خطط بن سلمان تسعى لإعادة المملكة لما قبل عام 1979، خاصة فيما يتعلق بتخلص البلاد من الصورة المتطرفة للإسلام والعودة إلى الإسلام المعتدل، وتحسين الاقتصاد».

وأضاف في مقال له بموقع «ذا هيل» الأمريكي: «لدي مشكلة حقيقية في هذا التوصيف؛ لأن التركيز على عام 1979 مضللا من الناحية التاريخية، ومعظم المحللون يختارون هذا التاريخ لاتصاله بالثورة الإيرانية»، حسب ترجمة «سبوتنيك».

واستطرد: «لكن أعتقد أن عام 1973، هو العام المفصلي والأكثر أهمية بالنسبة للسعودية، وهذا ليس بسبب حرب أكتوبر، التي هاجمت فيها مصر وسوريا "إسرائيل"، ولكن لسبب أكبر، وهو ارتفاع أسعار النفط 4 أضعاف».

وأوضح أن ارتفاع أسعار النفط كان «نقطة محورية» في تاريخ المملكة، وساهم في أن تصبح قوة اقتصادية رئيسية، حتى وقتنا هذا، بعدما أصبحت أكبر مصدر للنفط في العالم، ودخلت «فيضانات من الإيرادات» إلى المملكة، على حد وصفه.

وأشار إلى أن «فيضانات الإيرادات»، استخدمتها السلطات السعودية طوال عقود، في «تمويل صفقات أسلحة، وبناء القصور الكبرى، واسترضاء المؤسسة الدينية في المملكة التي تشرع تاريخيا حكم العائلة المالكة في السعودية».

كما تطرق إلى أن عام 1973 يعد عاما «محوريا»؛ لأن الحرب الباردة كانت لا تزال مستعرة، مع تزايد نفوذ موسكو التي كانت تنافس واشنطن على مناطق واسعة في الشرق الأوسط؛ حيث كان لديها نفوذ قوي في سوريا والعراق واليمن وليبيا والجزائر ومصر.

وهنا ظهرت السعودية -والقول لـ«هندرسون»- التي سعت إلى أن تجعل الإسلام يحل محل الشيوعية، ووجدت في الولايات المتحدة مبتغاها لتحقيق هذا الأمر.

واختتم بالقول: «لكن على العكس فعام 1979، كان بداية عام سيء على المملكة؛ حيث أنها بدأت في دعم مجاهدي الجماعات الإرهابية مثل (طالبان) وغيرها لقتال الجيش السوفييتي، التي كانت سببا في ظهور تنظيمات مثل القاعدة وداعش (الدولة الإسلامية)، وهو بالطبع ما يرفضه حاليا الأمير محمد بن سلمان».

وفي 24 أكتوبر/تشرين الأول 2017، صرح «بن سلمان»: «نريد التعايش مع العالم وسنقضي على بقايا التطرف، نعود للإسلام الوسطي المنفتح على العالم والأديان.. ومشروع الصحوة لم ينتشر لدينا إلا بعد 1979».

حينها، اعتبر «هندرسون» أن تصريحات «بن سلمان» ليست اعتيادية ولا مفاجئة، لكنه تساءل: «كيف سيقوم بذلك؟.. إنه أمر بالغ الصعوبة».

وحسب «هندرسون»، فإن هناك احتمال بروز معارضة من قبل رجال الدين في السعودية، ممن عُدّوا مهمين على الصعيد السياسي في الماضي واليوم هم أقل أهمية، إلا أنهم لازالوا مهمين لدعم هذا المشروع.