الاستماتة الاميركية لاحياء اسطولها في المنطقة
ما استنتج لحد الان وفهم من السياسات الاميركية الجارية في عهد الرئيس ترامب ان مراكز القرار الاميركي في المؤسسة العميقة هي من قررت بعد هزيمة اميركا في المنطقة وانحسار دورها، الاتيان برئيس يجيد لعبة الجنون ورجل الاعمال وهو يعرف كيف يبتز دول العالم لحساب بلده وقد بلغ من الوقاحة حدا لا يخجل في استخدام ارذل العبارات وابشعها بحق السعودية عندما قال وامام الملأ العام بانه سيحلب السعودية ويرميها عندما يجف حليبها ولو كانت العائلة السعودية الحالية بقيادة سلمان تملك ادنى الرجولة والشرف والعزة لقطعت العلاقات مع اميركا بعد وصول ترامب الى السلطة، لكنها تعلم انها عائلة فاسدة وفاقدة للاخلاق والانسانية حتى تدافع عن نفسها والاهم من ذلك تعلم انها فاقدة للشرعية ولا تمتلك اي قاعدة شعبية وابناء الجزيرة ليسوا معها لذلك هي مضطرة للاستقواء باميركا والقبول باهانتها الوقحة للبقاء تحت حمايتها مقابل هذا الاذلال الفظيع واتذكر هنا مقولة كتبها "اسد الله علم" وزير البلاط الشاهنشاني في مذكراته قبل سنتين من انطلاق الثورة الاسلامية "بانني حضرت يوما لقاء دار بين السفير الاميركي والشاه وتألمت كثيرا حينها حيث ظهر في هذا اللقاء الشاه كتلميذ امام المعلم "وعند مغادرة السفير الاميركي للقصر واكبته الى سيارته وسألته سعادت السفير انتم عادة ما توظفون الاموال لتحصلوا على نقاط نفوذ في دول العالم لتفرضو ارادتكم عليها اما هنا في ايران فالقضية بالعكس حيث تمتلكون النفوذ وتجبون الكثير من الاموال فرد عليه السفير الاميركي هذه مشكلة شاهكم ثم وصف الشاه بعبارة فجة والقول لاسد الله علم لااستطيع ذكرها لخمسين سنة قادمة.
واليوم فالعائلة السعودية الفاسدة التي لا تفكر الا بالسلطة والسطوة تقتفي اثار شاه ايران وتمارس نفس السياسة وعلى العائلة السعودية ان تضع في حساباتها النهاية السوداء التي تنتظرها يوم ينتفض ابناء الجزيرة العربية واميركا تتفرج عليه كما حصل للشاه.
ورغم الاموال الطائلة والخيالية التي قدمها محمد بن سلمان للمجرم واللص ترامب، الا ان الاخير هو في اشد حالات الجشع والطمع ولم تشبع شهيته العطاء السعودي بل على العكس فتح شهية لبلع مقدرات الدول الاخرى في المنطقة واولها الاستثمار في الخلاف السعودي القطري لنهب المزيد من ثروات المنطقة لان اميركا وادارتها الجديدة لا ترى خيارا آخر سوى فتح معركة الغاز والنفط مرة بشكل مباشر كدخولها اللاشرعي الى سوريا والعراق او غير مباشر في ابتزاز لبنان عبر الكيان الصهيوني وهذا ما رشح الى العلن من حديث تيلرسون وزير الخارجية الاميركية الى الحكومة اللبنانية من ضرورة التفاهم مع الكيان الصهيوني حول الحقل الغازي ولا انتم في حل منا امام "اسرائيل".
وهذا يكشف دون لبس او تردد ان اميركا وفي اطار معركة الغاز والنفط في المنطقة هي اساسا وراء تحريض الكيان الصهيوني الذي فقد هيبته في المنطقة وهو يشيد الجدران من حوله لدفع الاخطار لذلك تريد واشنطن احياء دور اسطولها في المنطقة "الكيان الصهيوني" لابتزاز لبنان لتدخل هي لاحقا لقطف ثمار ذلك لكن اميركا الغبية والجاهلة تناست ان في لبنان قوة لا تقهر ولا تلين وليس في قاموسها شيء اسمه المساومة او المهادنة هي المقاومة الاسلامية التي سفشل مؤامراتها ساعات وقد حذر زعيم المقاومة الاسلامية امين عام حزب الله السيد نصر الله بالامس من المساس بالمنشآت النفطية اللبنانية وكان تهديده من العيار الثقيل واللامسبوق بان المقاومة تستطيع ايقاف منصات العدو خلال ساعات.