الانصياع لارادة الشعب الخيار الاسلم
سبع سنوات عجاف مرت على الشعب البحريني وهو يتحمل اشد العذابات و القمع والقهر نتيجة تسلط عائلة مستبدة وفاسدة جاءت اساسا من وراء الحدود لتفرض سطوتها على هذا الشعب الابي الذي لا يرضى بالمذلة والخنوع وما يدفعه اليوم من ثمن غال من دماء ابنائه وما اودع منهم الالاف في السجون وفي مقدمتهم القيادات السياسية والشخصيات الدينية، هو نتيجة مطالبتهم الحقوقية والمشروعة باعطائهم حقوق المواطنة المتعارف عليها في دول العالم ولا يطالبون باكثر من ذلك، لكن نظام آل خليفة المستبد والمستقوي باميركا وبريطانيا والنظام السعودي عبر وجود الاسطول الخامس والقاعدة البريطانية على ارض البحرين وقوات الاحتلال السعودي، يمارس قبضته الامنية لاسكات اي صوت معارض وبتصور واه بانه يستطيع فرض ارادته على ارادة شعب باكمله ويصادر حقوقه.
ان نظام آل خليفة الغارق في الحماقة والجهل والتخلف لم يعد يستوعب ما يجري في الشارع البحريني من حراك سلمي عمره سبع سنوات و ها هو اليوم يدشن عامه الثامن وهو اكثر اصرارا وايمانا بقضيته العادلة للحصول على حقوقه المشروعة كأي شعب آخر وفقا للقوانين الدولية والانسانية، انه لا يقرأ ولا يتعظ بدروس التاريخ وحتى الحديث عنه كمصير شاه ايران والمقبور والمبارك وبن علي وغيرهم من الطغاة، وانه مصر على الاستمرار في نهجه القمعي والارهابي لاسكات الشعب واخضاعه بالقوة للبقاء في الحكم ولو كان هذا الامر ممكنا لما واجه الطغاة من قبلهم ما واجهوه من مصير اسود وخزي ابدي بقي عبرة في التاريخ.
وما شهدته بالامس مختلف المناطق البحرينية من تظاهرات صاخبة وعصيان مدني في مختلف استطاعات بمناسبة الذكرى السابعة لانطلاق ثورة الـ 14 من فبراير لدليل قاطع على ان الشعب البحريني لايكل ولا يمل عن مواصلة حراكه السلمي لاعادة الحياة الساسية السليمة الى البلد وفقا للعملية الديمقراطية المتداولة في العالم مهما كانت التضحيات وهذا مؤشر قوي على حيوية الشعب البحريني وايمانه الراسخ باستكمال مسيرته وتتويجها بالاطاحة بالنظام القمعي والقاتل الذي اغلق جميع ابواب المصالحة والتفاهم.
وآخر ما توصل اليه نظام آل خليفة المتهرئ والآيل الى السقوط هي قضيتين الاولى الهرولة نحو التطبيع بهدف الاستنجاد بالدويلة الصهيونية المصطنعة التي هي الاخرى آيلة الى السقوط وهذا يدل على مدى التخبط والارتباك الذي يسود العائلة المالكة وجهلها بالواقع بان هذه الخطوة سببت له فضيحة مدوية واكدت للقاصي والداني بانها في واد والشعب البحريني الاصيل في واد آخر لانه يعارض التطبيع وهو داعم وسند للشعب الفلسطيني ومقدساته.
والقضية العبثية الاخرى هو محاولة النظام الجائر اخراجها باستبدال قادة المعارضة نزلاء السجون بشخصيات هزيلة وفرضهم على الشعب كبدائل مفضوحة لا تغني ولا تسمن من جوع وسترتد عليه وتعريه تماما امام شعبه وفي الوسط العربي والاسلامي بانه لا يمثل شعبه وان هذه القضية التافهة اصبحت من الماضي ولم يبق امام هذا النظام سبيلا سوى الانصياع الى ارادة الشارع والتسليم امامه والا فان مزبلة التاريخ تنتظره وليس هناك طريق ثالث يستطيع سلوكه والايام القادمة ستثبت له ذلك.