سوريا تفرض معادلة جديدة
حادثة اسقاط الطائرة "الاسرائيلية اف 16" التي تعتبر فخر الصناعة الجوية الاميركية او كما يقال درة تاجها نزلت كالصاعقة ليس على الكيان الصهيوني فقط بل على واشنطن والحلفاء المتصهينين العرب الذين بنوا احلامهم الخائبة على حماية هذا الكيان الآيل الى الزوال باذن الله قريبا. وبسقوط هذه الطائرة تتصدع آخر قلاع الكيان وهو سلاحه الجوي الذي كان يفرض سيطرته على دول المنطقة ويتحكم بها وهذا ما ستكون له مضاعفات مهلكة ليس داخل المجتمع الصهيوني فحسب بل في صفوف جيشه وقادته وكذلك المهرولين العرب الذين فتحوا حسابا لهذا الكيان في مواجهة ايران واذا بهم اليوم قد اصيبوا بخيبة امل كبرى وهذا ما اتضح من خلال ردود فعلهم خاصة مملكة خادم الحرمين تجاه اسقاط الطائرة "الاسرائيلية".
انه تطور جديد وخطير جدا بالنسبة للكيان الصهيوني لانها كانت ضربة معلم بامتياز، تنبئ بتغيير استراتيجي لمرحلة جديدة تنهي العربدة الصهيونية وتجاوزاتها المتكررة على سوريا طيلة السبع سنوات الماضية التي كانت تقاتل على عشرات الجبهات كاولوية ضرورية استغلها الكيان الصهيوني كفرصة لتنفيذ مشاريعه واحدها كانت داعش واخواتها التي كانت تقاتل بالنيابة عنه. الضربة الاستراتيجية الموجعة التي تلقاها الكيان الصهيوني من سوريا سواء باسقاط الطائرة اف ـ 16 او قبلها اسقاط اربعة صواريخ من مجموعة خمسة صواريخ "اسرائيلية" ليس امرا متداولا لقد احدثت صدمة كبيرة ارقت هذا الكيان وظهر الارتباك جليا على قادته ومنهم نتنياهو الذي اتصل فورا بالرئيسين بوتين وترامب طالبا التهدئة اي النجدة على خلاف عادته وكذلك الطلب بابعاد حزب الله عن المواجهة، لانه يدرك جيدا نتائجها المحسومة سلفا على كيانه.
هذا التغيير المفاجئ في معادلة الردع يفتح صفحة جديدة في قواعد الاشتباك والتوازن في المنطقة وهذا ما اكدت عليه ايران من ان الاعتداء على سوريا غير مسموح به فيما شدد حزب الله على شطب المعادلات القديمة باسقاط الطائرة اف 16، اهتزت صورة الكيان الصهيوني داخليا وخارجيا ومن العسير جدا ترميم هذه الصورة في القريب العاجل لها سيتركه هذا الحدث من اسقاطات وتداعيات على واقعه فاسقاط احدى طائراته يحدث هزة داخل الكيان حيث يضطر الى اغلاق مطار بن غوريون لعدة ساعات ويطلق صفارات الانذار هنا وهناك حيث تم الهجوم على الملاجئ في حيفا ودخلت الحكومة المصغرة الى اجتماع دائم.
واذا ما حدث امر تحول هام فماذا سيفعل هذا الكيان الهش الذي يستقوي باميركا والغرب والمنبطحين العرب الذين يراهنوا على تثبيت كراسيهم بدعم هذا الكيان.
الضربة الاستراتيجية التي وجهتها سوريا للكيان الصهيوني باسقاط الطائرة اف 16 لم تكسر هيبة القوة الجوية الصهيونية فقط بل كانت ضربة قوية لدفاعاتها الجوية والقوة الصاروخية ولجيشها بشكل عام. سوريا وبهذه الضربة المهلكة للكيان الصهيوني باتت في طور الانتقال من مرحلة الصمود الى الهجوم وهذا ما يجب ان تفهمه "اسرائيل" لقد ولى زمن العربدة والتهديد الصهيونيين وعليها ان تعيد النظر في حساباتها لان ما نزل بالمجتمع الصهيوني وحماته من غربيين وعرب من خيبة امل وهزيمة نفسية لايمكن ان تعوض بهذه السهولة وترجع الطمأنينة اليهم في القريب المنظور.
ما فعلته المضادات الجوية السورية من عمل بطولي سواء في اسقاط الطائرة او اسقاط الصواريخ الصهيونية اعادت الثقة الى العرب والمسلمين ولمناصري قضاياهم وهذا ما اتضح بشكل جلي من خلال توزيع الحلويات والابتهاج والفرحة التي عمت الجميع.