لِمَ لم تحسم مسألة الغوطة الشرقية،، جيرة الموت لدمشق!
ديمة ناصيف
عندما بدأ الجيش السوري في العام ٢٠١٤ بعملية درع العاصمة لحماية طوق دمشق وابعاد ،قبل اخراج الوجود المسلح من الغوطتين الغربية والشرقية وتامين الطرق نحو المطار ، وجبهة الجنوب ودرعا .خاض الكثير من المعارك مهد لها أهليا وعسكريا .
فأهليا : قام باجراء سلسلة من التسويات المحلية لمن ارتضى التسوية على العمل العسكري، وقطع خطوط الامداد و اجبر المسلحين على الانكفاء خلف خطوط دفاع ضيقة .
وعسكريا: استعاد الجيش معظم القرى والبلدات الاساسية ، كالمليحة ودير العصافير وداريا وغيرها.
ولم تتوقف العمليات وتم استعادة كامل القلمون والغوطة الغربية والقطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية ومعظم البادية ، وهي كلها مناطق شكلت طرق إمداد لمسلحي الغوطة التي كانت تخضع في تمويلها وإمدادها وإدارة معاركها لغرفة الموك في عمان التي تديرها المخابرات الاسرائيلية والاردنية والسعودية ،
وطبيعي أن يكون هناك من يقول : هل يمكن أن تتحرر كل تلك المناطق ولا تتحرر الغوطة أو دوما ؟ وهل يعقل أن الجيش الذي استعاد معظم مساحات سوريا غير قادر على استعادة جوبر !!!
قبل أن أخوض في أسباب تأخر الحسم فيما تبقى من مناطق الغوطة الشرقية تحت سيطرة المسلحين،
هل يمكن أن نصدق أن الجيش لا يريد تحرير هذه المناطق؟ أو أن لامانع لديه من استهداف بيئته الحاضنة والموالية يومياً بالهاون؟ أو أن هناك أحد أو عشرات المستفيدين من المعابر والحصار ولأجلهم لا قرار بالحسم!!
لم تحسم الغوطة الشرقية: لان هناك جبهات أكثر أولوية للجيش خلال السنوات الماضية والمشاريع العابرة من الحدود( وأكبرها داعش) كانت أشد خطرا من أن تؤجل.
ولم تحسم الغوطة الشرقية: لأن ٣٥٠ الف مدني يعيشون في كتل اسمنتية متلاصقة مع المسلحين وكلما اشتد القصف الجوي تبدأ الضغوط الدولية إما بذريعة قصف المدنيين أو استخدام الغازات السامة
ولم تحسم الغوطة الشرقية: لان أنفاقا حفرت على كامل مساحة الغوطة( استفاد فيها المسلحون من شبكات الصرف الصحي واجبار المعتقلين والمخطوفين على حفرها) وتشكل تحصينات للمسلحين ولا تتأثر بالقصف الجوي ( في جوبر الامر اسوأ بكثير لانها انفاق طابقية ولطالما تعرضت القوات لكمائن بسبب هذه الانفاق ومباغتة المسلحين لهم من ظهيرهم)
ولم تحسم الغوطة الشرقية: لانها تحتاج ما لايقل عن عشرة الاف مقاتل لخوض معارك في مناطق تتداخل فيها الابنية السكنية والبساتين وبمساحة ٢٥٠ كم٢أو أكثر لمواجهة ٢٥ الف مسلح من جيش الاسلام وفيلق الرحمن والنصرة وأحرار الشام
والجيش يخوض معارك على كامل مساحة سوريا والاف الشهداء والجرحى
لا شك أن الهاونات موت عبثي ومجازر متنقلة ،، لكن هل عرفنا كم هو عدد الشهداء من أجل ادارة المركبات وحدها ( مثلاً) قبل أن يدفعنا الحزن والغضب لتفسير أسباب عدم انهاء مجاورة الموت اليومي لدمشق!!!