kayhan.ir

رمز الخبر: 71425
تأريخ النشر : 2018February07 - 21:31

الشعوب من تحدد مصيرها لا أُمراء الحرب


في ظل السجالات الحاصلة في العراق وتزايد المطالبات الشعبية والبرلمانية والحزبية والحشدية باخراج القوات الاميركية من هذا البلد، اعلن رئيس مكتب رئيس الوزراء العراقي سعد الحديثي عن ان "خفض القوات الاميركية جاء بالتنسيق مع بغداد"، لكن سرعان ما نفى البنتاغون ذلك واكد ان مهمة القوات الاميركية لم تنته بعد وهذا الامر سبب ارباكا واحراجا لحكومة العبادي التي حاولت حل المشكلة بعيدا عن الاضواء مع علمها بانها لا تستطيع البت في هذا الموضوع الحساس والمصيري الذي هو من صلاحية البرلمان.

الرد الاميركي الصلف يعتبر بمثابة اصرار على الاحتلال واعادة نشر قواته بهدف البقاء طويلا في العراق وهذا ما استنتج من تصريحات "جون سوليفان" نائب وزير الخارجية الاميركي الذي اكد بان "اميركا لن تكرر خطأ الانسحاب المبكر من العراق"، متذرعا بوجود فلول داعش! وقضية تدريب القوات العراقية المستمرة منذ عام 2003 ولم تنته حتى اليوم هذا في وقت سرب دبلوماسيون غربيون بان واشنطن تضغط على حلفائها الغربيين للبقاء طويلا في العراق.

التصريحات العلنية والفجة للبنتاغون ونائب الخارجية الاميركي التي توطئ لاحتلال العراق رسميا وتنتهك سيادته سببت احراجا شديدا لواشنطن وحكومة العبادي في آن واحد لذلك سرعان ما تلافت الخارجية الاميركية هذه الغلطة الفاضحة لتلقي الكرة في الملعب العراقي بان الامر مرهون بموافقة بغداد حيث اختصرت التواجد الاميركي بالقول "طالما اراد العبادي ذلك". ثم جاء دور بريمر الحاكم الاميركي خلال فترة الاحتلال للعراق ليعبر عن الصلافة الاميركية الوقحة.

بالتاكيد بان: "اميركا تعتزم البقاء في العراق من اجل الحفاظ على مصالحها" لكنه يضيف بان "الحكومة العراقية تريد ذلك ايضا."

الاستهتار الاميركي، الفج في المساس بالسيادة العراقية جوبه برد ورفض من قوى الحشد الشعبي المختلفة والتكتلات والاحزاب العراقية، مطالبة باخراج القوات الاميركية التي لم تكن يوما عامل استقرار في العراق بل كانت على الدوام مصدر توتر وقلق للعراقيين.

واليوم وبعد ان هزم العراقيون داعش انتفى اي مبرر لوجود هذه القوات التي اتت بذريعة محاربة داعش لكنها لم تقم بواجبها، بل استثمرت في داعش وحاولت الابقاء عليها من خلال انزال المعدات والعتاد في اكثر من منطقة في العراق وانقاذ قادتها من سوح المعارك ونقلهم الى اماكن اخرى.

اميركا وبلغتها الخبيثة هذه تريد شق الصف العراقي والضغط على حكومته للبقاء في بلد الرافدين بحجج واهية والتصريح بان بقاءها هو بطلب من حكومة العبادي بهدف اسكات الشارع العراقي المعارض بشدة لهذا التواجد الاحتلالي الذي ينتقص من عزته وكرامته وسيادته.

يبدو ان الاميركان الجهلة وكعادتهم يريدون فرض سيطرتهم بالقوة على العراق كما يفرضونها على الدول الاخرى متناسين كيف اخرجوا من العراق عام 2011 وانهم يجهلون حتى الدستور العراقي الذي يؤكد ان البرلمان هو الذي يبت في مثل هذه القضايا المصيرية وليس الحكومة. وقد اعلن الصهيود النائب عن حزب الدعوة في البرلمان بان هناك حراكا من عدد من الكتل السياسية لجمع التواقيع بهدف مطالبة رئيس الوزراء بتحديد موعد او جدول لسحب القوات الاميركية من العراق.

وبالطبع ان موقف الشارع العراقي لم يتحدد بالتحرك النيابي فقط بل تعدى الى تحذير قوى الحشد الشعبي المختلفة، اميركا من مغبة ابقاء قواتها في العراق باعتبارها قوات احتلال ولذلك سيكون التعامل معها من منطلق مقاومة الاحتلال التي توافق عليها جميع الشرائع وتكفلها القوانين الدولية.

المعروف عن الاميركان برغم تعنتهم وعنجهيتهم وسطوتهم سرعان ما يتراجعون عن موقفهم عندما يصطدمون بجدار صلب وارادة قوية وهذا ما يتقنه العراقيون لذلك على الاميركان وقبل فوات الاوان عليهم اعادة النظر في سياستهم الاحتلالية للعراق قبل ان تشهر البندقية العراقية ثانية بوجوههم وتلحق بهم هزيمة مذلة ومدوية لن ينسوها.